خيم التوتر العاصمة صنعاء بعد تجدد الاشتباكات وصفت بالأعنف بين من بات يعرفون باسم "انصار الله "الحوثيين والإصلاحيين استخدمت فيها الاسلحة الرشاشة ، وأسفرت عن قتيل من الأخيرين، بينما سادت حالة من الهدوء الحذر يسوده الترقب والقلق فى الشارع السياسى فى العاصمة الاقتصادية والتجارية عدن وباقى مدن الجنوب اليمنى. وقال مصدر أمني يمني، طلب عدم ذكر اسمه فى تصريح له اليوم الاثنين ان الاشتباكات تجددت بين "انصار الله "الحوثيين والإصلاحيين وصفت بأنها الأعنف ، أسفرت عن قتيل من الأخيرين. وأوضح المصدر الأمني انه وفقا للتقارير الأولية اليوم "ان الاشتباكات وقعت الساعة السادسة صباحا في منطقة الجراف بين الحوثيين والإصلاحيين اسفرت عن مقتل شخص من الإصلاحيين ولا زالت الأجواء متوترة بين الطرفين ولم يتدخل الأمن إلا بعد توقف الاشتباكات لغرض نقل جثة القتيل وسط مساعي قبلية ومشائح للتهدئة. بالتزامن مع تحركات دبلوماسية للمبعوث الأممى جمال بن عمر مستشار الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن لمواجهة محاولات إجهاض الحوار الوطنى الشامل حيث بدأت اليوم الاثنين هيئة رئاسة مؤتمر الحوار الوطني، بتسلم ترشيحات المكونات المشاركة في المؤتمر من الأحزاب والقوى السياسية والشباب والمرأة ومنظمات المجتمع المدني، تمهيدا لتشكيل فرق العمل التسع التي ستنظر في القضايا الرئيسية المعروضة على مؤتمر الحوار الوطني الشامل. وأكد المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر خلال لقاءاته مع قادة الفصائل الجنوبية المشاركين في الحوار الوطني ليست لدى الاممالمتحدة وصفة أو حلولا سحرية والحل يأتي من اليمنيين وعلى ايديهم ، موضحا ان الحراك الجنوبي ممثل في 85 مقعدا، وهي من أكبر النسب الموجودة في المؤتمر، وجزء منه حاضر في المؤتمر وقدم كلمته وطالب باستعادة الدولة والاستقلال وهتف العديد من أنصاره بشعارات الحراك المعروفة، لكن في إطار نقاش هادئ مسئول، وتجاوب جميع الحاضرين في المؤتمر بشكل حضاري مع هذا الرأي، وهو رأي مخالف لكثير من قناعاتهم، هذا شيء لاحظته في جلسات المؤتمر، وهو منظر مشهد حضاري رائع . وقال المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر ، نحن كأمم متحدة ليس لدينا أية حلول سحرية أو وصفات جاهزة، في أبريل 2011 عندما كان اليمن على وشك الدخول في حرب أهلية قلت إن الحل لا يمكن أن يأتي إلا من خلال اليمنيين أنفسهم وأن الحل لا يأتي إلا من خلال الحوار بين الأطراف المتصارعة، وقد وصل اليمنيون خلال هذه الفترة الانتقالية إلى مرحلة عقد مؤتمر الحوار الوطني وبدأوا الآن يناقشون القضايا الشائكة المستعصية ومن أبرزها القضية الجنوبية، قضية صعدة، قضية الدستور وغيرها من القضايا ، لافتا النظر إلى أن الحوار البناء سيعطي فرصة للخروج بحلول توفيقية ستكون في المصلحة العليا لليمن . ويأتى ذلك مباحثات جمال بن عمر مع قيادات يمنية ، وسط مخاوف من أن تؤدي المواقف العلنية المطالبة بالانفصال إلى إجهاض الحوار الوطني وتشجيع أعمال العنف في المحافظات الجنوبية، خصوصا وهي تشهد حالة غليان مع استمرار عشرات الآلاف بتنظيم تظاهرات مناهضة للحوار وتطالب بدعم دولي لمطالب الجنوبيين في تقرير المصير. وتناولت مباحثات جمال بن عمرالمطالب التي تبناها المشاركون في المؤتمر في شأن فك الارتباط.. ويكتفي المبعوث الأممي بتأكيد أن النقاش كان حيويا وبناء.. فيما قال القيادي في الحراك حسين زيد بن يحيى إن الجنوبيين الموجودين في صنعاء للمشاركة في الحوار لا يمثلون الحراك الجنوبي، ولن يسمح لهم بالعودة إلى الجنوب وسيبقون في صنعاء ما داموا اختاروا هذا الطريق وسيتم رميهم بالحجارة إذا عادوا وطردهم من الجنوب لأنهم باعوا القضية الجنوبية .. وقلل بن يحيى من شأن الدعوات التي أطلقت في مؤتمر الحوار لمنح الجنوب حق تقرير مصيره واستعادة دولته. وكان ممثلو المحافظات الجنوبية وفصائل الحراك جددوا في جلسة اليوم الثالث من المؤتمر مطالبهم في استعادة الحقوق غير المنقوصة للجنوبيين واستعادة ثروتهم وهويتهم التي قالوا إنها تعرضت لنهش منذ حرب صيف 1994، وشددوا على تركيز فعاليات الحوار الوطني على التفاوض لفض النزاع والاستجابة لمطالب أبناء الجنوب. وأكد قادة فصائل الحراك المشاركين في المؤتمر أن شعب الجنوب يطالب بدولة مدنية حديثة وآمنة ومستقرة، لافتين إلى أنهم شاركوا في مؤتمر الحوار الوطني حاملين معهم المطالب نفسها، التي حددت في مؤتمر شعب الجنوب، والمتمثلة بالحرية وتقرير المصير.. فيما رحب علي هيثم الغريب، رئيس الدائرة السياسية في المجلس الأعلى للحراك الجنوبي السلمي، بالطرح الذي تتبناه بعض الشخصيات المشاركة في مؤتمر الحوار والذي تطالب من خلاله بفك الارتباط.. لكنه قال: إن المشاركين في الحوار من الشخصيات الجنوبية هم ممثلون عن الأحزاب ولا ينتمون إلى الحراك، باعتبار أن قائمة المشاركين كانت مناصفة بين الأحزاب، وليست بين شمال وجنوب، وأن الذين يمثلون في المؤتمر تابعين للأحزاب الحاكمة، لافتا إلى أن الحراك لا يعنيه ما سيطرحونه كونه لا يقدم أو يؤخر. وقال علي هيثم الغريب، رئيس الدائرة السياسية في المجلس الأعلى للحراك الجنوبي السلمي إن الحوار سينجح في إعادة إنتاج النظام السابق باعتبار كل القوى التي حكمت الشمال والجنوب بعد 94م ستجدها هي التي ستنفذ مطالبها في الحوار الوطني، الآن القوى الشعبية في الشمال والحراك الجنوبي لن يحصلوا حتى على إعادة راتب جندي أو مدني. وفى المقابل أكد العميد الدكتور عبده المعطري القيادي والناطق باسم المجلس الأعلى للحراك الجنوبي أن ما يهم الحراك هو التفاوض الندي وبإشراف دولي وخارج اليمن ليس أكثر.