أعلن رئيس ائتلاف المعارضة السورية، معاذ الخطيب، استقالته من منصبه الأحد، في خطوة مفاجئة تأتي بالتزامن مع انعقاد اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب في الدوحة، وأعاد الخطيب قراره إلى وعد سبق أن قطعه بمغادرة منصبه في حال وصول الأمور إلى بعض "الخطوط الحمراء"، كما انتقد محاولات "حصار الثورة" السورية. وقال الخطيب، في رسالة نشرها على صفحته الرسمية في موقع "فيسبوك": "إننا نُذبح تحت سمع العالم وبصره منذ عامين، من قبل نظام متوحش غير مسبوق.. كثيرون هم من قدموا يد عون إنسانية صرفة، ونشكرهم جميعاً، إلا أن هناك واقعاً مراً، وهو ترويض الشعب السوري وحصارُ ثورته ومحاولة السيطرة عليها." وانتقد الخطيب غياب القرار الدولي ب"السماح للشعب أن يدافع عن نفسه"، رغم أعداد القتلى وحجم الدمار، مضيفاً: "من هو مستعد للطاعة فسوف يدعمونه، ومن يأبَ فله التجويع والحصار.. ونحن لن نتسوّل رضا أحد، وإن كان هناك قرار بإعدامنا كسوريين فلنَمُت كما نريد نحن، وإن باب الحرية قد فتح ولن يغلق." واتهم الخطيب النظام السوري بأنه "أضاع برعونته أثمن الفرص من أجل مصالحة وطنية شاملة"، وأشار إلى أن العديد من الجهات الدولية والإقليمية حاولت "جر المركب السوري إلى طرفها" دون أن يكشف هوية تلك الجهات. وتابع الخطيب في بيانه قائلا: "كنت قد وعدت أبناء شعبنا العظيم، وعاهدت الله أنني سأستقيل إن وصلت الأمور إلى بعض الخطوط الحمراء، وإنني أبر بوعدي اليوم وأعلن استقالتي من الائتلاف الوطني.. سنتابع الطريق مع إخواننا الذين يهدفون إلى حرية شعبنا ، وستكون هناك رسائل وتفاهمات مع كل الأطراف التي تشاركنا الألآم والآمال." وكان الخطيب قد انتخب رئيسا للائتلاف الوطني السوري المعارض في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، مع إعلان تشكيل الائتلاف بصفته مظلة للعديد من القوى السورية المناوئة لنظام الرئيس بشار الأسد، وتعرض الخطيب للكثير من الانتقادات مؤخرا، بعد عرض مثير للجدل تقدم به للحوار مع النظام. و اصدر الخطيب بيان هنا نصه : اننا نُذبح تحت سمع العالم وبصره منذ عامين , من قِبل نظام متوحش غير مسبوق. كثيرون هم من قدَّموا يدَ عون انسانية صرفة , ونشكرهم جميعا. الا ان هناك واقعا مرا وهو ترويض الشعب السوري وحصارُ ثورته ومحاولة السيطرة عليها. كل ما جري للشعب السوري من تدمير في بنيته التحتية , واعتقال عشرات الالوف من ابنائه , وتهجير مئات الالوف , و المآسي الاخري ليس كافيا كي يُتخَذ قرارٌ دولي بالسماح للشعب ان يدافع عن نفسه. من هو مستعد للطاعة فسوف يدعمونه , ومن يابَ فله التجويع و الحصار. ونحن لن نتسوّل رضا احد , وان كان هناك قرار باعدامنا كسوريين فلنَمُت كما نريد نحن , وان باب الحرية قد فُتح ولن يُغلق , ليس في وجه السوريين فقط بل في وجه كل الشعوب. لقد اضاع النظام برعونته اثمن الفرص من اجل مصالحة وطنية شاملة , وحاولت العديدُ من الجهات الدولية و الاقليمية جرَّ المركب السوري الي طرفها. رسالتنا الي الجميع ان القرار السوري سوف يتخذه السوريون , و السوريون وحدَهم. وكنتُ قد وعدت ابناء شعبنا العظيم , وعاهدت الله انني ساستقيل ان وصلت الامور الي بعض الخطوط الحمراء , وانني ابَرُّ بوعدي اليوم واعلن استقالتي من الائتلاف الوطني . كي استطيع العمل بحرية لا يمكن توفرها ضمن المؤسسات الرسمية. واننا لَنفهمُ المناصب وسائلَ تخدم المقاصد النبيلة , وليست اهدافا نسعي اليها او نحافظ عليها. سنتابع الطريق مع اخواننا الذين يهدفون الي حرية شعبنا , وستكون هناك رسائل وتفاهمات مع كل الاطراف التي تشاركنا الآلآم و الآمال.