أكد وزير الثقافة الدكتور محمد صابر عرب أن مصر ستظل دائما متمسكة بتلابيب الوعى والحرية وممارسة الكتابة بكافة أنواعها مهما كانت الظروف والصعاب.. قائلا "إن الإبداع هو الحرية وإن حجب عنا فستصبح مصر وطنا متصحرا فى الوعى والحرية". جاء ذلك خلال الحفل الختامى لملتقى القاهرة الدولى الثالث للشعر العربى الذى أقيم الليلة الماضية على المسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية حيث تم إعلان الفائز بجائزة الملتقى وهو الناقد اليمنى الدكتور عبدالعزيز المقالح رئيس مركز الدراسات الإستراتيجية اليمنى وتسلمها نيابة عنه الشاعر الدكتور همدان زيد مطيع. شهد الحفل الدكتور سعيد توفيق الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، الشاعر أحمد عبدالمعطى حجازى رئيس الملتقى، ونخبة كبيرة من الأدباء والشعراء والنقاد والمهتمين بالحركة الأدبية والشعرية، ولفيف من الإعلاميين والصحفيين. وقال عرب "إنه أيا كان اسم أو هوية من حظى بالتكريم، فإنه فى حد ذاته تكريما لكل الشعراء والمبدعين فى كل مناحى الثقافة"، مناشدا بضرورة الحفاظ على استمرارية انعقاد هذا الملتقى نحو 100 عام قادمة والعمل على الدفع به نحو حضور جماهيرى كبير يجعله أكثر ثراء وشيوعا وانتشارا. وأشار إلى أن كبرى التحديات تمثلت فى إقامة هذا المتلقى فى ظل تلك اللحظات الحرجة فى تاريخ الوطن، مما يجعله عملا عبقريا بكل المقاييس ودليلا قويا على أن هذا الوطن العريق الجديد المبدع سيظل قادرا على صنع كل الأشياء المتناقضة فهو قادر على أن يثور فى ذات اللحظة التى يبدع فيها فنا وشعرا وإبداعا. ومن جانبه، أعرب الدكتور سعيد توفيق أمين عام المجلس الأعلى للثقافة عن سعادته بما حققه هذا الملتقى من نجاح باهر على الرغم من ضعف الإمكانات المادية واضطراب اللحظة التاريخية التى تمر بها البلاد، مشيرا إلى أن مظاهر هذا النجاح منذ اليوم الأول لانطلاق فعاليات الملتقى تجلت فى احتفالية حظيت بتمثيل دبلوماسى مشرف حيث حضرها سفيرة اليونسكو كاترين بوجاياى، وسفراء دول سويسرا، المجر، بلغاريا وإيطاليا، إلى جانب الأشعار العظيمة التى ألقاها الشعراء والدراسات الرصينة التى قدمها النقاد ومداخلات الجمهور الخصبة. وأكد أنه سيتم البدء من الآن للاعداد للملتقى الرابع للشعر العربى المزمع تنظيمه خلال شهر مارس عام 2015، معربا عن أمله فى تلقى أى مقترحات من المهتمين فى هذا الصدد. وبدوره، قال رئيس الملتقى "إن لجنة تحكيم اتفقت على ترشيح واختيار الشاعر والناقد اليمنى الدكتور عبدالعزيز المقالح لجائزة هذا الدورة لعدة أسباب موضوعية وفنية فى مقدمتها أنه شاعر وناقد أكاديمى مثقف مارس إبداع الشعر على مدى 5 عقود، ومن ثم فهو يعد واحدا من أهم شعراء جيل الحداثة الشعرية التى بدأت فى ستينات القرن الماضى واستحق الشاعر هذا المكانة لخصوصيتة الإبداعية التى واكبت التحولات اليمنية والتحولات العربية الإنسانية الموازية للنضال الوطنى السياسى والاجتماعى والثقافى وهى تحولات جعلت من الواقع اليمنى بوصفه أساسا للتحولات مع من حولها". وفى ختام الحفل، قام وزير الثقافة، والدكتور سعيد توفيق أمين عام المجلس الأعلى للثقافة بتكريم لجنة تحكيم الملتقى التى بذلت جهدا كبيرا فى اختيار العمل الفائز بهذه الدورة بإهدائهم درع الملتقى وهم الشاعر الكبير أحمد عبدالمعطى حجازى، الأردنى الدكتور محمد شاهين، والناقد الدكتور محمد عبدالمطلب، الناقد الدكتور عبدالمنعم تليمة، الشاعر الدكتور حسن طلب، الناقد الدكتور حسين حمودة، والشاعر محمد سليمان، وعقب التكريم أقيم حفل موسيقى لفرقة الموسيقى العربية للتراث. يذكر أن ملتقى القاهرة الدولى الثالث للشعر استمر على مدى 3 أيام بمشاركة 20 ناقدا و50 شاعرا من مصر والدول العربية والأوربية.