أرجعت مصادر وثيقة الصلة برئاسة الجمهورية غياب الفريق أول عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع عن حضور زيارة الرئيس مرسى لقيادة الأمن المركزى إلى ما تردد مؤخرا من شائعات بشأن الخلاف بين مؤسسة الرئاسة وقيادة القوات المسلحة، خاصة أنها المرة الأولى التى يغيب فيها السيسى عن لقاءات الرئيس بأحد قطاعات الجيش. وقالت مصادر مطلعة إن الكشف عن أسماء عدد من المشتبه بهم فى اغتيال جنود رفح، وضع الرئاسة فى موقف حرج مع حليفتها الرئيسية وجناحها الفلسطينى «حماس»، وعلمت «الصباح» أن الرئاسة لم توجه الدعوة للسيسى، وقالت إن اللقاء كان مخصصا للشرطة رغم أن خطاب الرئيس وجه للطرفين. من جهة أخرى، ظهر عدم التوافق واضحا بين قيادات الجيش والشرطة، وذلك فى عدم سعى وزير الداخلية الحالى اللواء محمد إبراهيم لتوحيد الصف مع القوات المسلحة، بنفس المعدل الذى سعى إليه سلفه الذى كان يحضر مع وزير الدفاع لقاءات تعبوية بين قيادات وضباط الجيش والشرطة، وكان لها أفضل الأثر فى جمع جناحى الأمة تحت شعار واحد. من جهته، حاول مرسى احتواء الخلاف دون الخوض فى تفاصيل ما تعترض عليه قوات الأمن من تسليح وفصلها عن المواقف السياسية ووجه رئيس الجمهورية، التحية إلى ضباط وجنود الأمن المركزى أمس قائلا: «يا أبناء مصر، هذا الشعب العظيم بكل مكوناته المدنيين والعسكريين (قوات مسلحة، أبناء وزارة الداخلية)، هذا هو الشعب المصرى بكل مكوناته، لكم كل التحية والحب والتقدير والإعزاز لما تقومون به من واجب». وأضاف خلال كلمته لدى وصوله قيادة الأمن المركزى بالدراسة: «أنتم جناحا هذا الوطن لحفظ أمنه داخله وخارجه، حيث كان العبور الأول عبور أكتوبر 1973 وكانت الشرطة جزءا منه، والعبور الثانى كان فى ثورة 25 يناير». وأضاف «مرسي» «أذكركم جميعا وكل مكونات مصر الشعب المصرى مسلمين ومسيحيين، أن هناك عينين لا تمسهما النار، عينا بكت من خشية الله، وعينا باتت تحرس أمن الوطن»، وتابع «أنتم العين الساهرة التى تحرس هذا الوطن، ينام الوطن وتسهرون أنتم، والوطن دائما ينتظر منكم الجهد والتضحية، من أجل مصلحة هذا الوطن». وقال الرئيس مرسى: «تعرفون جميعا أن وطننا مصر يمر بظروف دقيقة، لكن بعون الله وبتعاون الشرطة والجيش قادرون على عبور هذه المرحلة»، متسائلا: أين الباب المقفول أمامكم كى نعبره سويا؟ قائلا إنه فى يوم الجمعة المباركة أسأل الله أن يعينكم ويوفقكم، فأنتم رجالها القادرون على إعلاء شأن هذا الوطن، وصولا لمستقبل أكثر نماء ورخاء». وطالب الرئيس محمد مرسى، قوات الجيش والشرطة، بأن «لا تشق صفنا شائعة، ولا يفرق بيننا عدو، محذرا إياهم من الشائعات، قائلا: «إن عدونا فى الخارج يسعى لتفريق جمعنا فاحذروا».