نقيب الفلاحين يحذر من أزمة فى محصول الطماطم خلال أسابيع

يتكبد مزارعو الطماطم خسائر فادحة خلال الفترة الراهنة، نتيجة انتشار آفة خطيرة تصيب المحصول نفسه، وهي آفة معتادة الظهور سنويًا، إلا أن حدتها هذا الموسم جاءت بشكل أكبر وأوسع نطاقًا مقارنة بالسنوات السابقة، ما أثار مخاوف واسعة داخل القطاع الزراعي.
وتتجاوز المساحات المنزرعة بالطماطم على مستوى الجمهورية نحو 367 ألف فدان، بإنتاج سنوي ضخم يقدَّر بنحو 6.7 مليون طن، ما يجعل الطماطم من المحاصيل الاستراتيجية المهمة، حيث تحتل المركز التاسع ضمن قائمة الصادرات الزراعية المصرية.
كما تتجاوز عائدات صناعة الطماطم المجففة والتحويلية 100 مليون دولار سنويًا، بحسب ما أعلنته الدكتورة هند عبد اللاه، مدير المعمل المركزي لمتبقيات المبيدات بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي.
من جانبه، أكد حسين أبو صدام، نقيب الفلاحين، أن محصول الطماطم يتعرض خلال هذه الفترة لخسائر ملحوظة بسبب انتشار دودة تُعرف بين المزارعين باسم "سوسة الطماطم"، ويُطلق عليها علميًا "توتا أبسلوتا"، مشيرًا إلى أنها تسببت في أضرار كبيرة للمحصول هذا الموسم.
وأوضح أبو صدام أن هذه السوسة تقوم بثقب ثمرة الطماطم نفسها، ما يؤدي إلى تلف جزء كبير من الإنتاج، لافتًا إلى أن الآفة تظهر كل عام، لكنها انتشرت هذا الموسم بشكل يفوق المعدلات المعتادة.
وأشار نقيب الفلاحين إلى أن استمرار انتشار الآفة قد يؤدي إلى تراجع إنتاج الطماطم وانخفاض جودتها خلال الفترة المقبلة، وهو ما ينعكس على حجم المعروض في الأسواق، وبالتالي ارتفاع الأسعار، ناصحًا المواطنين بتخزين الطماطم خلال الفترة الحالية تحسبًا لزيادات مرتقبة.
وأضاف أن سعر كيلو الطماطم قد يصل إلى 20 جنيهًا خلال شهر من الآن، ليس فقط بسبب انتشار السوسة، ولكن أيضًا نتيجة فواصل العروات وقلة الإنتاج المصاحبة لها.
وكشف أبو صدام عن أبرز أسباب انتشار "توتا أبسلوتا"، مؤكدًا أن المبيدات المغشوشة تمثل سببًا رئيسيًا، إلى جانب التغيرات المناخية التي شهدتها مصر مؤخرًا، موضحًا أنه رغم ارتباط انتشار الآفة سابقًا بدرجات الحرارة المرتفعة، فإنها لا تزال نشطة حتى مع انخفاض درجات الحرارة.
كما أشار إلى أن الطماطم تُباع حاليًا بأقل من سعر التكلفة، موضحًا أن ارتفاع الأسعار لاحقًا سيحقق هامش ربح للمزارع، دون أن يشكل عبئًا كبيرًا على المواطنين في ظل التخزين خلال فترة انخفاض الأسعار.
وطالب نقيب الفلاحين وزارة الزراعة بسرعة التحرك لتوفير كميات كافية من المبيدات الفعالة لمكافحة الآفة، مع تشديد الرقابة على سوق المبيدات لمنع تداول المغشوش منها.
تم نسخ الرابط