أثار قرار وزارة البترول بوقف إمدادات الغاز الطبيعي لبعض الأنشطة الصناعية تساؤلات عديدة حول مستقبل الإنتاج في قطاعات حيوية مثل الحديد والأسمنت، ومدى تأثر السوق المحلي بهذا الإجراء، خصوصًا في ظل التوترات الإقليمية التي دفعت الحكومة لتفعيل خطة طوارئ في توزيع الغاز، والاستعانة بالمازوت والسولار لتشغيل محطات الكهرباء. وبحسب تصريحات أحمد الزيني، رئيس شعبة مواد البناء بغرفة القاهرة التجارية، فإن القرار لن يكون له تأثير يذكر على مصانع الأسمنت في مصر، وذلك لأن 90% من هذه المصانع تعتمد على الفحم كمصدر رئيسي للطاقة، وليس على الغاز الطبيعي. ويعود السبب في ذلك إلى انخفاض تكلفة الفحم مقارنة بالغاز، فضلًا عن التوجه الصناعي منذ سنوات للتحول إلى مصادر طاقة بديلة، أكثر مرونة وأقل تأثرًا بتقلبات الأسواق. أما عن مصانع الحديد، فقد أوضح الزيني أن معظمها يعتمد على الكهرباء في التشغيل، مع استثناء مصنعين فقط يستخدمان الغاز في بعض مراحل الإنتاج، ولم يتلقيا حتى الآن أي إشعار رسمي بقطع الإمدادات، ما يعني أن الإنتاج لم يتأثر حتى لحظة كتابة هذا التقرير. أكد الزيني أن قرار وقف الغاز لن ينعكس على أسعار مواد البناء الأساسية، قائلاً: "ليس هناك تأثير متوقع على أسعار الحديد أو الأسمنت، ولا توجد إشارات على نقص المعروض في السوق المحلي". وأشار إلى أن السوق يشهد حاليًا حالة من الاستقرار سواء في الأسعار أو التوريد، وهو ما يعكس قدرة المصانع على التكيف مع الظروف الطارئة، واستعدادها لمواجهة أي مستجدات في ملف الطاقة. أسعار الحديد الحالية في السوق سعر طن الحديد تسليم أرض المصنع: يتراوح بين 34,000 إلى 38,200 جنيه. سعر طن الحديد للمستهلك: يتراوح بين 36,000 إلى 39,000 جنيه، بحسب الموقع الجغرافي وتكاليف النقل. أوضح الزيني أن التأثير الحقيقي لقرار وقف الغاز سيكون من نصيب مصانع الأسمدة، التي تُعد من أكبر المستهلكين للغاز الطبيعي في القطاع الصناعي. وبحسب ما تم الإعلان عنه، فإن الوزارة قامت بتحويل بعض إمدادات الغاز إلى قطاع الكهرباء لتلبية احتياجات الصيف المتزايدة، وهو ما استدعى خفض الإمدادات عن بعض المصانع ذات الاستهلاك الكثيف. جاء قرار وقف الغاز في إطار خطة طوارئ حكومية لتوزيع الطاقة، وذلك بعد توقف الإمدادات من الشرق نتيجة التصعيد العسكري الأخير في المنطقة. وتهدف الخطة إلى تأمين الكهرباء، خاصة مع زيادة الأحمال في فصل الصيف، وهو ما تطلب تشغيل بعض محطات الكهرباء بالمازوت والسولار لتعويض النقص. تم نسخ الرابط