سر امتناع المصريين عن تناول لحوم الحمير والأحصنة رغم تناولها بدول أخرى

كشفت الدكتورة سماح نوح، الطبيبة البيطرية والمسئولة عن قسم الإرشاد البيطري بمركز الشهداء بالمنوفية، عن أسباب عدم تناول المصريين لحوم الحمير والأحصنة رغم تداولها واستهلاكها في بعض الدول، بما في ذلك بعض الدول الإسلامية.
وقالت الدكتورة سماح في منشور لها عبر صفحتها الرسمية على موقع "فيسبوك"، إن هناك عدة أسباب دينية وصحية وقانونية وراء هذا الامتناع، حيث أبرزت النقاط التالية:
السبب الديني
أوضحت الطبيبة أن الإسلام لا يسمح بتناول لحوم الحمير، استنادًا إلى الحديث النبوي الشريف عن أنس بن مالك، الذي رواه البخاري، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "إن الله ورسوله ينهيانكم عن لحوم الحمير الأهلية، فإنها رجس".
بالإضافة إلى ذلك، نوهت إلى أنه لم يذكر القرآن الكريم أي أمر يتعلق بأكل الحمير أو الخيول رغم ذكرها في قوله تعالى: "والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة"، ولم يذكر أنها للأكل.
المخاطر الصحية
تطرقت الدكتورة إلى الأضرار الصحية المرتبطة بتناول لحوم الحمير، موضحة أن لحوم الحمير لا تصلح للاستهلاك البشري نظرًا لعدة عوامل بيولوجية ومخاطر تسببها لصحة الإنسان، وهي:
– اللّعاب اللزج: حيث يتحول لعاب الإنسان الذي يتناول لحوم الحمير إلى لعاب لزج مائل للحُمرة في أسفل اللسان نتيجة تناول كميات كبيرة من لحم الحمير، مما يشير إلى زيادة السكريات في اللحم.
– الجلد المتقرح: يظهر على الشخص الذين يتناول لحوم الحمير حبوب صديدية خلف الأذن، ويمكن تحسس هذه البحبوب بأصابع اليد.
– الاضطرابات العصبية: قد يؤدي استهلاك لحوم الحمير إلى خلل في الغدة اللعابية والمساعدة في حدوث مشاكل مثل الزهايمر.
– تأثيرات على العظام: يحتوي لحم الحمير على مادة "الليكتوين" التي تؤثر سلبًا على العظام والمفاصل، ما يمنع الشخص من القدرة على الوقوف لفترات طويلة.
المخاطر القانونية
إضافة إلى المخاطر الصحية، أكدت "نوح" أن ذبح الحمير والأحصنة لغرض الاستهلاك البشري يعد محظورًا في مصر بموجب القوانين المحلية.
وأشارت إلى أنه وفقًا للمادة 124 والمادة 136 من القانون 53 لسنة 1966، لا يجوز ذبح إلا الأبقار والجاموس والماعز والأغنام والطيور. كما أضافت أن ذبح الحمير والأحصنة في المجازر المرخصة محظور بموجب القرار الوزاري رقم 517 لسنة 1986.
التلوث والتسمم
ذكرت الدكتورة سماح نوح أن لحم الحمير قد يتعرض للتلوث بسبب ممارسات تجارية غير قانونية، حيث يقوم بعض التجار بقتل الحمير في أماكن غير صحية وبدون إشراف بيطري، مما يعرض اللحم للجراثيم والملوثات.
كما تابعت بأن تخزين اللحم ونقله في ظروف غير ملائمة يعرضه للفساد ويزيد من خطر التسمم الغذائي الذي قد يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة مثل التسمم الكيميائي والتلوث الكبدي والكُلوي.
لماذا أكل المسلمون الحمير الوحشية والخيول قديمًا؟
في ختام منشورها، تطرقت الدكتورة سماح إلى سبب تناول المسلمين للحوم الخيول والحمير الوحشية قديمًا، مشيرة إلى أنه كان يتم تناولها فقط في فترات الحروب والغزوات، وهو أمر كان مقبولًا في تلك الأوقات الصعبة فقط. لكنها أكدت أن هذا النوع من اللحوم لم يعد مقبولًا في العصر الحديث وفقًا للأطر القانونية والصحية.

الوسوم
لحم الحصان لحم الخيل لحم الخيول لحوم الأحصنة لحوم الحمير لحوم الحمير الوحشية لحوم الخيول
تم نسخ الرابط