نشرت الصحف الفرنسية اليوم موضوع عن رفض مجلس صيانة الدستور اهلية هاشمي رفسنجاني لخوض الانتخابات الرئاسية الإيرانية المزمع إجراؤها في شهر حزيران (يونيو) المقبل،بعضها بايجاز وبعضها الآخر بشكل مفصل. كما أثار رفض اهلية اصفنديار رحيم مشايي، المؤيد من قبل الرئيس احمدي نجاد، الكثير من التعليقات والتحاليل في إيران، غير أنه لم يكن رجلا معروفا في الأوساط الإعلامية الأوروبية والفرنسية ولذلك لم يتم تسليط الضوء على المرشح الرئاسي المحسوب على الحكومة. وذكرت صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية في تقرير أعدته حول رفض ترشيح رفسنجاني للانتخابات الرئاسية المقبلة أن غالبية المرشحين الذين تم تاييدهم لخوض الانتخابات هم من المحسوبين على المحافظين. وبالتالي فإن الصحيفة تتوقع أن يفوز أحد المحافظين مرة أخرى بمنصب الرئاسة الإيرانية بعد انتهاء فترة رئاسة أحمدي نجاد. وأشارت جريدة "ليبراسيون" الفرنسية بإيجاز إلى إقصاء هاشمي رفسنجاني من معركة الانتخابات الرئاسية. ولم تقدم الصحف الفرنسية بالإجمال تقارير مطولة حول الانتخابات الرئاسية الإيرانية. وخصصت جريدة "لوموند" تقريرا مفصلا للانتخابات الإيرانية ورفض أهلية هاشمي رفسنجاني لخوض الانتخابات، وحمل التقرير عنوان "لقد طُعن القرش في ظهره" بقلم سيرج ميتشل. ويرى الكاتب أن رفسنجاني لم ينجح قط في العمليات الانتخابية السابقة، إذ تم إقصاؤه بشكل مهين من انتخابات مجلس الشوري (البرلمان ) في العام 2000 والانتخابات الرئاسية عام 2005. وفي الوقت الذي كان مستعدا فيه لخوض الانتخابات الرئاسية كأبرز مرشح رئاسي متوقعا أن يحظى بدعم جماهيري لم يحظ بتأييد مجلس صيانة الدستور. وتابع التقرير: "إذا لم تحدث مفاجآت، فان هاشمي رفسنجاني البالغ 78 سنة بهزيمة سيكون قد مني بهزيمة ستدفعه الى خلف الستار وهو الرجل الملقب ب"القرش" و "الأملص" وذلك لقوة نفوذه في الأوساط السياسية. وأشار التقرير إلى مسار صعود نجم هاشمي رفسنجاني السياسي في الأجهزة الحكومية قائلا: "يعتبر هاشمي رفسنجاني رجلا ثوريا بكل ما للكلمة من معنى وكان من المقربين لمؤسس الجمهورية الإسلامية آية الله الخميني، ولقد تولى رئاسة البرلمان لفترتين ومن ثم شغل منصب رئاسة الجمهورية لمدة ثماني سنوات وأصبح بشكل متزامن رئيسا لمجلس تشخيص مصلحة النظام وعضوا في مجلس الخبراء. وكتبت الجريدة أنه لم يسبق لأحد السياسيين الإيرانيين أن حظي بشبكة علاقات عامة واسعة مثل رفسنجاني. فهو الرجل الذي له حضور في كل مكان بدءاً من الأوساط الدينية في مدينة قم مرورا بمدينة كرمان مسقط رأسه وانتهاء بالأوساط التجارية. كما أنه الرجل الثري الملقب ب"ملك الفستق الإيراني" ويمتلك شركة "ماهان" للطيران وهي ثاني أكبر شركة طيران في إيران. ويملك رفسنجاني أسهماً في مصنع لإنتاج السيارات في إيران وأسهماً في الجامعة الحرة غير الحكومية. وأضاف التقرير أن منافسي رفسنجاني يلقبونه ب "أكبر شاه" لأنه خلق لنفسه سلالة عائلية. لعب أبناؤه الثلاثة وابنتاه ادواراً بارزة في السياسة والتجارة دفعتهم في بعض الأحيان الى مواجهة السلطة القضائية. ولفت ميتشل إلى أنه رغم ما سبق ذكره حول قوة رفسنجاني إلا أنه كان ينقصه شيء واحد للوصول إلى سدة الرئاسة وهو دعم مرشد الثورة علي خامنئي الذي أمسك بزمام القيادة في عام 1989 بفضل رفسنجاني الذي تجنب منذ ذلك الحين توجيه الانتقاد المباشر إليه. وكتبت "لوموند" إن رفسنجاني الذي كان يعول على علاقة الصداقة مع المرشد والتي دامت لخمسين سنة، لا بد انه يشعر، بدون شك، بوجع جرح الطعنة في الظهر بعد عدم تاييد ترشحه للانتخابات الرئاسية. وتابع التقرير أن المرشد والمقربين له يجب أن ينتبهوا الى أنهم سيواجهون من الان فصاعدا رجلا استهين به هو رفسنجاني الذي يملك العديد من الأسرار. وربما لم يكن محض صدفة أنه لم يمض ساعات على الإعلان عن نتائج أهلية المترشحين للانتخابات الرئاسية من قبل مجلس صيانة الدستور حتى جاء التعليق الآتي على موقع مرشد الثورة الالكتروني مفاده "المرشحون المرفوضون يمتلكون الاهلية في مجالات عديدة اخرى".