استضاف ملتقى الثلاثاء في بيت الشعر في الشارقة، مساء أمس الأول، أمسية شعرية لكل من: أمان السيد وسعيد معتوق ومحمد غبريس، حضرها مدير بيت الشعر محمد البريكي وعدد من الشعراء والكتاب والنقاد والإعلاميين وجمهور الشعر، قرأ فيها الشعراء الضيوف نصوصهم التي جمعت بين قصيدة النثر، والتفعيلة، والعمود . في البداية، قرأ مقدم الأمسية قاسم سعود، مقطوعة شعرية، بين خلالها علاقته بالشارقة، وبيت الشعر، لفتت انتباه الحضور، لما فيها من نجوى، وتواصل حميمي، مع المكان، وأهله، وكأنها لسان حال من تشرَّب بتفاصيل هذا الفضاء، إلى وقت طويل، بيد أنه لمضطر على الأوبة إلى عنوانه الأول، حيث بغداده، وقصيدته، وأمه، وأهله، وأصدقاؤه، وحبيبته، وكتبه المفتوحة على طاولته في انتظاره . قرأت الشاعرة السورية أمان السيد عدداً من نصوصها الجديدة، راحت تعانق خلالها بين المسافات المتباعدة، حيث المكان الذي يحتضنها، وعنوانها الأول، في مرمى الهلع، والدمار، والبارود، والألم، تتوقف عند تلك القلعة التي غدت عنواناً أخيراً لأمها العجوز إلى جانب تلك الثكنة التي طالما رأتها في طفولتها، وصباها، وباتت الآن في حضرة الغياب القسري، مادام أنه بينها وتلك الأمكنة ثمة سدود من النار، والخوف، ورائحة الموت، تقول في نص "هدايا لحضرة الريحان": أنا سعيدة لأنها ماتت تلك العجوز فلن يشغلني التفكير بتربتها ولا بشاهدة قبرها كانوا سيغيرون وجهة المقبرة قد انتشر الكثير من اللغط حول الموتى كيف يحتلون تلك القلعة ويتجللون بتلك الحضرة وذاك "المغربي" الغريب لا أحد يعبأ به من أين جاء أنا سعيدة لأنها ماتت تلك العجوز ثم قرأ معتوق مجموعة نصوص تنتمي إلى عمود الشعر، تميزت بحضور الموسيقا، والقافية، كعلامتين رئيسيتين، إلى جانب المفردة الشفافة، الواضحة، في إطار الصورة التي تضع متلقيها نصب عينيها، كي تصله، بسرعة، تحت وطأة هاجس إيصال المعرفي، من دون أن يتخلى عن أدواته هذه، وهو يواصل عمارة قصيدته يقول: يا بيت شعر به كَرُّ اللقا صور جذلى براويزها الأحباب والذِّكر إني أتيت هنا ألقي القصيد على مسامع لذويه الآن قد حضروا يابن البريكي شكراً إن دعوتكم تاج على رأس شعري فيه يفتخر ياقاسم الفن في تقديم أمسية يرعاك ربي أنت الفن يبتكر وقرأ غبريس مجموعة نصوص له، التزم خلالها التفعيلة، حيث يستفيد نصه من إنجازات قصيدة النثر، من دون أن يتخلى عن أدواته التي يراها شرطاً في كتابة الشعر، وأول ذلك: الموسيقا، هذه الموسيقا التي تردف عنده بالإيقاع الداخلي، في أحيان كثيرة، وهو يقدم صورته المختلفة، التي تعد العلامة الفارقة في تجربته، يقول في نص "ميلاد": لاتسألوني كم مضى من عمرك المبتل بالأحلام إني الآن أسبح في خيالات الثلاثين التي تقتادني للبوح والذكرى يمرالوقت كالريح الشريدة أو يجيء على طريقته بصمت وانفلات