البابا يوحنا بولس الثانى هو بابا الكنيسة الكاثوليكية الرابع والستون بعد المائتين ولد في 18 مايو 1920 باسم كارول جوزيف فوتيلا في بولندا وانخرط في سلك الكهنوت عام 1946 وأصبح أسقفًا عام 1958 ثم كاردينالاً عام 1967 وأخيرًا حبرًا أعظم للكنيسة الكاثوليكية خلفًا للبابا يوحنا بولس الأول وعند انتخابه كان البابا الغير إيطالي الأول منذ عهد إدريان السادس(1522 - 1523) كما كان البابا البولندي الأول في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية . اعتبر البابا يوحنا بولس الثاني واحدًا من أقوى عشرين شخصية في القرن العشرين، وقد لعب دورًا بارزًا في إسقاط النظام الشيوعي في بلده بولندا وكذلك في عدد من دول أوروبا الشرقية، وكذلك فقد ندد "بالرأسمالية المتوحشة" في تعليمه الاجتماعي؛ ونسج علاقات حوار بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الأرثوذكسية الشرقية والكنيسة الآنجليكانية إلى جانب الديانة اليهودية والإسلامية، على الرغم من أنه انتقد من قبل بعض الليبراليين لتسمكه بتعاليم الكنيسة ضد وسائل منع الحمل الاصطناعي والإجهاض والموت الرحيم وسيامة النساء ككهنة، كذلك فقد انتقد من بعض المحافظين بسبب دوره الأساسي في المجمع الفاتيكاني الثاني والإصلاحات التي أدخلت إثره على بنية القداس الإلهي، ولكسره عددًا وافرًا من التقاليد والعادات البابوية. كذلك فقد كان البابا واحدًا من أكثر قادة العالم سفرًا خلال التاريخ، إذ زار خلال توليه منصبه 129 بلدًا. وكان يجيد الإيطالية والألمانية والإنجليزية والإسبانية والبرتغالية والروسية والكرواتية إلى جانب اللاتينية والبولندية لغته الأم. كما أنّ أحد محاور تعليمه اللاهوتي كان يستند على "القداسة الشاملة" وفي سبيل ذلك أعلنت خلال حبريته قداسة 483 شخصًا وفق العقائد الكاثوليكية وطوباوية 1340 آخرين، أي أن ما رفع خلال حبريته يوازي حصيلة أسلافه خلال القرون الخامسة السابقة، وفي 19 ديسمبر 2005 طلب البابا بندكت السادس عشر فتح ملف تطويب يوحنا بولس الثاني، واحتفل بإعلانه طوبايًا للكنيسة الكاثوليكية الجامعة في 1 مايو 2011. تولى بابوية الكنيسة الكاثوليكية منذ 16 أكتوبر 1978 وحتى وفاته في 2 أبريل 2005 . يوم السبت 2 أبريل 2005 حوالي الساعة 15:30 بالتوقيت العالمي، قال البابا كلماته الأخيرة بالبولندية: pozwólcie mi odejść do domu Ojca"" ومعناها "اسمحوا لي أن أغادر إلى بيت الآب"، قال ذلك لمساعديه، ثم دخل في غيبوبة دامت أربع ساعات، وكان من بين الحضور إلى جانب البابا الكاردينال ستانيسلو وكاهنان من بولندا مع الراهبات اللواتي يخدمن القصر الرسولي، ومدير القصر . وقد توفي البابا في شقته الخاصة الساعة 19:37 بالتوقيت العالمي، بسبب قصور في نبضات القلب وانخفاض شديد في ضغط الدم، بعد 85 عامًا و46 يومًا من ميلاده بين 4 أبريل و7 أبريل عرض جثمان البابا في كاتدرائية القديس بطرس ليقوم "شعب روما بتوديعه" وفق العادات والتقاليد الإيطالية المتوراثة، وفي 7 أبريل نشرت وصية البابا الراحل التي كان قد كتبها على مراحل عديدة من حياته وختمها عام 2000 ومما قاله فيها أنه يفكر في أن يدفن في مسقط رأسه بولندا لكنه عاد وترك القرار النهائي لمجمع الكرادلة، كما طلب أن يدفن في "الأرض العارية" وليس في نووايس حجرية خاصة كما هي عادة أغلب الباباوات. وفي 9 ابريل تمت جنازة البابا التي حطمت رقمًا قياسيًا عالميًا من حيث الحضور الشعبي والرسمي، إذ حضر أربع ملوك وخمس ملكات وما لا يقل عن 70 رئيس جمهورية ورئيس وزراء إلى جانب 14 رئيس ديانة مختلفة من العالم، وقدر عدد المشيعين في روما بأربعة ملايين مشيّع، وجد بينهم 300,000 داخل ساحة القديس بطرس دون الشوارع الخارجية في روما، وقد تجاوز البابا بذلك الجنازات الضخمة السابقة مثل جنازة ونستون تشرشل عام 1965 وجنازة جوزيف بروز تيتو عام 1980. وقد ترأس صلاة الجنازة الكاردينال جوزيف راتزنجر عميد مجمع الكرادلة. وقد دفن البابا يوحنا بولس الثاني تحت الكاتدرائية في سراديب قبور البابوات، في كوة كان قد اختارها سابقًا بنفسه وكان موضوعًا فيها سابقًا البابا يوحنا الثالث والعشرين.