اعلن البابا فرنسيس الاثنين خلال اجتماع للكرادلة ان اعلان قداسة البابوين يوحنا بولس الثاني ويوحنا الثالث والعشرين حدد في 27 نيسان/ابريل المقبل في حفل سيكون غير مسبوق سعيا لجمع الكاثوليك المحافظين والليبراليين. ويتوقع ان تجذب هذه المناسبة مئات الاف الحجاج الى روما. ويعد البابا يوحنا بولس الثاني البولندي الاصل وسلفه المعروف ب"البابا يوحنا الطيب" من اكثر الشخصيات المؤثرة في الكاثوليكية المعاصرة. ويرى المراقبون ان اعلان قداسة البابوين بشكل متزامن هو بمثابة مسعى لردم الهوة التقليدية بين اليسار واليمين في الكنيسة. وكتب جون الن في الاسبوعية الاميركية "ناشونال كاثوليك ريبورتر" ان "يوحنا الثالث والعشرين عموما بطل بالنسبة للجناح التقدمي للكنيسة فيما يوحنا بولس الثاني يحتفي به عادة الكاثوليك المحافظون". وقال ان القرار يمكن ان يفسر على انه "اقرار بان ان اي مسعى لاثارة الخلاف بينهما مصطنع وان ما يجمعهما اساسي اكثر من اي خلافات ممكنة". ويحتاج اعلان القداسة عادة لاعجوبتين "مؤكدتين" رغم ان البابا فرنسيس وافق على تطويب يوحنا الثالث والعشرين (1958-1963) -- والذي يتشابه معه في طبعه وآرائه الاصلاحية-- انطلاقا من اعجوبة واحدة فقط. وتم تأكيد الاعجوبة الاولى ليوحنا بولس الثاني الذي تولى السدة البابوية من 1987 الى 2005 بعد ستة اشهر فقط على وفاته عندما قالت راهبة فرنسية انها شفيت من مرض باركنسون الذي عانى منه البابا ايضا، بالصلاة. واعجوبته الثانية كانت لسيدة من كوستاريكا قالت انها شفيت من مرض خطير في الدماغ بالصلاة لشفاعة يوحنا بولس الثاني في اليوم نفسه الذي تم فيه تطويبه عام 2011. والبابا البولندي تمتع بشعبيه خلال فترة حبريته التي امتدت 27 عاما "وساهم في الاطاحة" بالشيوعية رغم ان اراءه المحافظة ابعدت كثيرين وتعرض للانتقاد للتستر على فضائح الاساءة الجنسية للاطفال من قبل كهنة. وفي جنازته عام 2005 هتفت حشود المشيعين "سانتو سوبيتو" (اعلنوه قديسا فورا) ما دفع الفاتيكان الى تسريع اجراءات اعلان القداسة التي عادة ما تبدأ بعد خمس سنوات من الوفاة. ويوحنا الثالث والعشرون اكتسب شهرة باطلاقه المجمع الفاتيكاني الثاني (1962-1965) الذي رسم خطوطا تحديثية للكنيسة وبدأ التواصل مع ديانات اخرى. ويقارن كثيرون البابا الايطالي الذي توفي في 1963 بالرأس الحالي للكنيسة الكاثوليكية، البابا فرنسيس، لسلوكهما الراعوي المشابه وتواضعهما وانفتاحهما وحس الفكاهة لديهما. واعلنت اعجوبة شفاء راهبة ايطالية عانت من نزف داخلي حاد، اثناء تطويب يوحنا الثالث والعشرين في العام 2000. ويعتقد ان البابا فرنسيس تخلى عن شرط وجود اعجوبة ثانية لان المطالبة بتطويب يوحنا الثالث والعشرين جاءت من قبل اشخاص كانوا شاركوا في المجمع الفاتيكاني الثاني عام 1965 وارادوا تكريم هذا البابا الذي قاد الكنيسة نحو الحداثة. ويعد فرنسيس ايضا بان يكون بابا اصلاحيا اذ يعتزم تحديث الفاتيكان ويعد "بكنيسة فقيرة للفقراء". ويبدأ البابا فرنسيس الثلاثاء ثلاثة ايام من الاجتماعات مع مجلس استشاري يضم ثمانية كرادلة عينهم لمساعدته في تطهير الادارة وتحسين التواصل بين الفاتيكان والكنائس المحلية. ويقول خبراء الفاتيكان انه لم يتضح ما اذا كانت تفاصيل اللقاءات ستعلن غير ان الكاثوليك الليبراليين يأملون في ان تترجم النبرة التصالحية للبابا فرنسيس حول العديد من المسائل الى افعال. وقد تشمل تلك المسائل دور المرأة في الكنيسة وما اذا كان يتعين السماح للكهنة بالزواج واعطاء الكاثوليك الذين يتزوجون مرة ثانية القربان المقدس وموقف الكنيسة من المثلية الجنسية ورجال الدين المثليين.