لغز حير الكثيرين.. هؤلاء الذين قرر الرئيس مرسى أن يكونوا بجانبه دون أن يكون لهم دراية بالعمل العام.. وربما البعد عن مصر بأكملها خلال السنوات الماضية.. مع صعود أستاذ الهندسة إلى هرم السلطة فى مصر قرر اصطحاب مجموعة بعينها ليكونوا بجواره.. دون أن يعرف الشعب لماذا هؤلاء دون غيرهم رغم وجود من هو أكفأ منهم حتى داخل الجماعة نفسها؟.. لكن الحقيقة التى لايعرفها إلا قلة أن من قرر "مرسى" الاحتماء بهم.. والارتماء فى أحضانهم.. هم كوادر داخل التنظيم الدولى للجماعة.. ولذلك كان حتما على الرئيس الإخوانى وربما مجبرا على ذلك أن يجلس هؤلاء على كراسى الكبار داخل قصر الرئاسة.. والتعرف على أدق أسراره.. ومن المؤكد نقلها إلى قيادات التنظيم الدولى للجماعة.. يأتى على رأس هؤلاء مساعد الرئيس للشئون الخارجية عصام الحداد, وعضو مكتب الإرشاد السابق, والذى يشغل منصب رئاسة قسم الاتصال داخل التنظيم.. وهذا المنصب كان سببا رئيسيا فى توليه المنصب الحالى داخل مؤسسة الرئاسة.. سفريات "الحداد" الكثيرة بين الحين والآخر أحد الدلائل الهامة على استمرار علاقته بالتنظيم الدولى للجماعة ونقل الأخبار الهامة إلى قياداته.. فلا يكاد يمر أسبوعا دون أن يحزم الرجل حقائبه مترجلا إلى إحدى الدول حاملا الكثير من الأسرار والغموض أيضا.. سفره إلى الإمارات للتفاوض حول المقبوض عليهم هناك من أعضاء الجماعة فيما عرف بقضية الانتماء إلى التنظيم الدولى للجماعة ومحاولة قلب نظام الحكم يكشف الكثير من الأسرار حول علاقته بالتنظيم الخارجى.. الحديث عن الحداد داخل القصر الرئاسى أشبه بالحديث عن زكريا عزمى رئيس ديوان رئيس الجمهورية السابق والرجل الحديدى فى النظام " المخلوع".. الجميع يربط بين عزمى والحداد لكون الأخير يعد واحدا من أخطر رجال الجماعة والعقل المدبر داخل مؤسسة الرئاسة وهو ماوضح فى إصرار الرئيس مرسى على اصطحابه معه داخل القصر عقب نجاحه مباشرة فى أول زيارة له لقصر " الاتحادية " ما أثار ضجة كبيرة حول دور هذا الرجل خصوصا انه لايوجد له أى منصب يخول له مرافقة الرئيس.. الحداد من الأشخاص الذين يتشاور معهم مرسى جيدا، فهو يثق فيه بشكل قوى، وثقته مستمدة من ثقة "الشاطر" فيه ولذلك يطلق عليه الكثيرون " ظل الشاطر" نظرا للتقارب الشديد بينهما.. الحداد من مواليد محافظة الإسكندرية وحاصل على بكالوريوس الطب بجامعة الإسكندرية قسم التحاليل الطبية وكان له نشاطه طلابي بارز؛ حيث انتخب رئيسًا لاتحاد الطلاب بكلية الطب. سافر إلى ألمانيا واشترك في عمل أبحاث علمية للتحاليل الطبية. كما سافر إلى انجلترا للحصول على الدكتوراه في الطب من جامعة برمنجهام بالإضافة إلى كونه رئيس الجمعية المصرية للطلاب في نفس الجامعة كما أنه شارك في تأسيس لجنة الإغاثة الإسلامية عام 1984 في برمنجهام استجابة للمجاعات التي اجتاحت بعض دول إفريقيا في ذلك الوقت وهو حالياً عضو في مجلس الأمناء, فضلا عن حصوله على ماجستير في إدارة الأعمال بجامعة أستون بانجلترا.. حياته العائلية تؤكد أن له 5 أولاد وبنت واحدة. وصحيفته الجنائية تشير إلى أنه لم يتم اعتقاله نهائيا على خلاف شقيقه مدحت الحداد مسئول المكتب الإدارى لجماعة الإخوان بالاسكندرية والذى حكم عليه بالسجن 3 سنوات في القضية المعروفة ب " ميلشيات الأزهر".. بجانب "الحداد" هناك الدكتور أحمد عبدالعاطى والذى يشغل منصب مدير مكتب الرئيس .. عبدالعاطى أحد كوادر التنظيم الدولى للإخوان ، ومسئول طلاب الإخوان على مستوى العالم.. "عبدالعاطى" هو شريك خيرت الشاطر نائب المرشد العام للجماعة في واحدة من أهم شركاته هى "حياة للأدوية" التى كان يدير فرعها في الجزائر ويستقبل العمالة الإخوانية من المصريين للعمل فيها بتكليف من "الشاطر" .. مدير مكتب الرئيس حاصل على بكالوريس العلوم الصيدلية ويُعتبر من كوادر صناعة الدواء في مصر، فهو يرجع له الفضل له في إنشاء وتطوير عدد من المنتجات الدوائية والمصانع المتخصصة ذات الجودة العالمية، عرف عنه نشاطه الطلابي والدعوي، وهو عضو بالهيئة التنفيذية للإتحاد الإسلامي العالمي للمنظمات الطلابية "الإفسو" تم اعتقاله لمدة 6 أشهر عام 1998، ثم القضية الشهيرة التي عرفت إعلامياً ب''مليشليات الأزهر''عام 2007، والتي تم الحكم عليه غيابيا ً بالسجن خمس سنوات.. هناك أيضا الدكتور أيمن على مستشار رئيس الجمهورية للشئون المصريين فى الخارج, والمسئول عن تطوير الإعلام في رئاسة الجمهورية.. "على" يشغل أيضا منصب مسئول اللجنة العليا لاتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا, والذي يعد أهم الواجهات التي يعتمد عليها التنظيم الدولى الإخوان.. وربما منصبه فى الرئاسة يسهل له الكثير من سفرياته إلى الخارج دون إثارة الشك حول الأسباب الحقيقية التى يسافر من أجلها.. مالا يعرفه الكثيرون أن الدكتور ياسر على المتحدث الرسمى السابق باسم رئاسة الجمهورية , والرئيس الحالى لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء, أحد الكوادر الهامة للتنظيم الدولى , والذى يشغل أيضا مسئول الإخوان فى السعودية والتى قضى بها مايزيد على 10 سنوات.. "على "الذى يبلغ حاليا من العمر 45 عاما ويعمل طبيبا للأمراض الجلدية, انضم لجماعة الإخوان عام 1987، لكنه سافر للعمل فى أحد المستشفيات بالسعودية منذ 2001 حتى قيام الثورة.. لذلك هو وجه غريب على وسائل الاعلام ولم يكن معروفا لها ، إلا أن انضمامه إلى مشروع النهضة الذى أعلن عنه خيرت الشاطر، بعد خروجه من السجن فى مارس 2011، كان سبيله إلى الصفوف الأولى فى الجماعة خصوصا بعد أن أصبح منسقا عاما للمشروع. بعدها تولى منصب المتحدث الإعلامى لحزب الحرية والعدالة، قبل أن يقرر الشاطر خوض السباق الرئاسى ، لينضم إلى حملته ويكون متحدثا رسميا باسمها, وعقب استبعاد " الشاطر " انتقل إلى حملة مرسى ليكون المتحدث الرسمى لها, قبل أن يتنقل بين المناصب حتى يستقر به الحال فى منصبه الجديد رئيسا لمركز المعلومات.. أيضا هناك خالد القزاز السكرتير الشخصى للرئيس وكاتم الأسرار – حامل الجنسية الكندية- , وعضو التنظيم الدولى للإخوان ولذلك ليس مستغربا حضوره معظم لقاءات الرئيس الخارجية. درس خالد القزاز الهندسة فى كندا، وهناك حصل على جنسيتها، وعاد إلى مصر للعمل فى إدارة مدارس المقطم وانضم لجماعة الإخوان فى نهاية القرن الماضى... بدأت علاقة القزاز بالرجل الأهم داخل الجماعة خيرت الشاطر أثناء فترة سجن الأخير، إذ كان ابن الشاطر أحد طلاب مدرسة المقطم، التى أعفته من مصاريف الدراسة، وتوطدت العلاقة أكثر بعد زيارات القزاز إلى الشاطر فى محبسه، وعندما خرج خيرت الشاطر من السجن بعد الثورة، وبدأت خطوات تأسيس حزب الحرية والعدالة، حصل القزاز على منصب "منسق العلاقات الخارجية بالحزب" وكان أحد أعضاء وفد الحرية والعدالة الذى زار واشنطن قبل إعلان الجماعة عن ترشيح الشاطر لرئاسة الجمهورية، إذ سهلت لغته الإنجليزية وجنسيته الكندية فى رسم صورة جديدة للجماعة والشاطر أمام صانعى القرار الأمريكى.. التنظيم الدولى للإخوان المسلمين نشأ في بدايته كمكتب أو مجلس تنفيذي للجماعة ضم في عضويته أفرع الجماعة في الدول العربية والأجنبية في عهد المرشد الأول للجماعة حسن البنا، توقف نشاط المكتب بعد تولي جمال عبد الناصر دفة الحكم واعتقاله عدد كبير من قيادات الإخوان.. فى بداية الثمانينيات قررت الجماعة عودة التنظيم الدولى مجددا , والذى يدار عبر ما يسمي ب "قسم الاتصال الدولي". ويتولى الدكتور إبراهيم منير القطب الإخوانى موقع الأمين العام للتنظيم الدولي للجماعة، والتنظيم حول العالم، مقسم إلى عدة قطاعات هى أفريقيا وجنوب شرق آسيا , ووسط آسيا بجانب قطاع أوروبا , وأمريكا وكندا وهناك قطاع المنطقة العربية.. وتعد مدينة إسطنبول بتركيا, أهم المدن التى تحتضن اجتماعات قيادات التنظيم ومنها تخرج جميع خطط وأنشطة التنظيم الدولى, كما يعد قسم الاتصال، هو همزة الوصل بين مكتب الإرشاد في القاهرة وباقي فروع التنظيم الدولي في العالم.