تناولت صحيفة "القدس" الفلسطينية اليوم خبر ما كشفه وزير الخارجية الايراني على اكبر صالحي امام مؤتمر دولي حول الامن يعقد في ميونيخ ان الاجتماع المقبل بين بلاده ومجموعة 5+1 سيعقد في 25 (فبراير) في كازاخستان. وتم الحديث في وقت سابق عن القاهرة واسطنبول كمكانين محتملين للقاء بعدما جرت اخر جولة مفاوضات في موسكو في (يونيو) 2012. واقترحت طهران اخيراً ان يكون مكان الاجتماع في القاهرة وهو ما رفضته القوى الغربية معتبرة ذلك مناورة من ايران للاختباء وراء مصر لتعزيز موقفها. في هذا السياق يرى خبير الشؤون الخارجية في الكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي في البرلمان الألماني، فيليب ميفيلدر، أن العقوبات المشددة أجبرت إيران على الجلوس إلى طاولة المفاوضات في النزاع حول برنامجها النووي. في نفس السياق وصف وزير الخارجية الإيراني علي اكبر صالحي اقتراحا قدمه أمس نائب الرئيس الامريكي جو بايدن بشأن استعداد واشنطن لاجراء محادثات مباشرة مع ايران اذا كانت طهران جادة بأنه "خطوة الى الامام". لكنه انتقد "الاشارات المتضاربة الاخرى" الامريكية في اشارة إلى خطاب "ابقاء كل الخيارات مطروحة" الذي تستخدمه الولاياتالمتحدة للتلويح بامكانية اللجوء إلى القوة اذا لزم الامر لمنع ايران من الحصول على اسلحة نووية. وكان بايدن حذر في نفس الوقت ايران من ان "النافذة الدبلوماسية تضيق"، وهدد طهران ب"عقوبات شالة وضغوط متصاعدة" في حال فشل هذه المفاوضات. اما في الملف السوري فقد رحب صالحي برغبة رئيس الائتلاف السوري المعارض احمد معاذ الخطيب في التحاور مع النظام السوري. واشاد صالحي ب "مبادرة" الخطيب، الذي عقد معه "اجتماعا جيدا جدا" على هامش مؤتمر الامن في ميونيخ، واصفا اياها ب "انها خطوة جيدة الى الامام". وبينما كان الجميع ينتظر رد الحكومة السورية على "مبادرة" المعارضة التي جاءت على لسان رئيس الائتلاف الوطني السوري معاذ الخطيب بايجاد حل سياسي للازمة "يحقن دماء السوريين"، خرج امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني سعيد جليلي ليؤكد من دمشق على ضرورة "الحوار الوطني" مطالبا المعارضة اجراء مثل هذا الحوار داخل سوريا. وهذا يتناقض مع مطلب المعارضة السورية بان يكون الحوار في الخارج. قال جليلي في مؤتمر صحافي عقد في العاصمة السورية عقب اجتماعه مع الرئيس السوري بشار الاسد ان ايران ايدت منذ بداية النزاع حلا سياسيا يقوم على الحوار بين السوريين، مضيفاً: "منذ البداية طلبنا من الجميع ان يجلسوا الى طاولة الحوار". واوضح ان بلاده دعت الى اجتماع بين الاطراف السورية يعقد في دمشق "حتى نثبت ان هذا الحوار هو سوري وكافة مكونات المجتمع السوري موجودة فيه". يبدو من تصريحات جليلي انه لا جديد في الموقف الايراني حيال الازمة في سوريا. فايران تسعى لايجاد حل للازمة وفق رؤيتها واستنادا الى "مبادرة" الرئيس السوري الاخيرة. فقد اوضح جليلي "ان المبادرة التي طرحها السيد بشار الاسد تستطيع ان تكون الاساس المناسب لهذا الحوار". كما ان خطاب ايران لم يتغير وما زالت تصف عمليات المعارضة المسلحة ب "الارهابية". اذ قال جليلي: "الحل العسكري والتدخل الاجنبي والتصرفات الارهابية مدانة وما يتم دعمه هو الحوار الوطني". كل هذا يشير الى ان ايران ما زالت متمسكة بدعم النظام. ورسالة جليلي من قلب دمشق هي انها مازالت تمسك بخيوط اللعبة ولا حل بدونها وبدون ضمان مصالحها وحلفائها. لكن يبقى السؤال: الى اي مدى ستذهب طهران لتحقيق ذلك؟ وهل ستقلب التغييرات الاستراتيجية المحتملة على الارض لصالح المعارضة المسلحة حساباتها؟. على صعيد آخر برغم المغازلات الخجولة بين طهرانوواشنطن ما زالت اصابع الاتهام توجه الى تدخل ايران في ملفات اقليمية ساخنة اخرى. الى هذا رفض وزير الدفاع الايراني العميد احمد وحيدي اتهامات وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا لايران "بزعزعة استقرار الشرق الاوسط من خلال تهريب الاسلحة"، قائلا: "هذه الاتهامات الواهية هي نوع من الهروب الى الامام المثير للسخرية، ولا يمكنها ان تغطي على الجرائم العديدة لاميركا في مختلف مناطق العالم". وكان مصدر أمني مسؤول في اليمن اعلن إن الأجهزة الأمنية ضبطت سفينة شحن صغيرة في المياه الإقليمية اليمنية محملة بأسلحة ومتفجرات من ضمنها صواريخ سام2 وسام3 المضادة للطائرات قادمة من إيران بغرض إنزالها بصورة سرية على الشواطئ اليمنية. ورفضت ايران هذا الاتهامات ونفتها بقوة. يبدو ان مسلسل "سفن شحن محملة باسلحة الى اليمن مصدرها ايران" يتواصل بهدوء في عرض البحر بعيدا عن بؤر الصراع الساخنة في الشرق الاوسط والجدل الدائر حول ملف ايران النووي.