لأول مرة "الموجز" تنشر مذكرات قائد التنظيم المسلح للجماعة الإسلامية بخط يده

أكثر من ثلاثين عاما أمضاها علي الشريف داخل الجماعة الإسلامية كأحد قادتها ومؤسسيها قام بتأسيس التنظيم المسلح للجماعة وكان مسئولا عن تدريب أعضائه قاد عملية سرقة محلات الذهب الشهيرة بنجع حمادي كان مشاركا مع باقي قادة الجماعة في اتخاذ القرار بقتل السادات وشارك في أحداث أسيوط عام 1981 أمضي ربع قرن من عمره داخل السجن وافق علي مبادرة وقف العنف وكان أحد منظري الجماعة في شرح المبادرة لأبنائها بالسجون خرج من السجن قبل الثورة باعوام قليلة وترك الجماعة ليعيش في هدوء بمدينة مرسي مطروح "الموجز" تنفرد بنشر مذكرات علي الشريف علي حلقات كما كتبها بخط يده دون تدخل من الجريدة حتي في الصياغة.
بطاقة تعريف
اسمي علي محمد الشريف من مواليد 25 /3/1965 من أشراف قنا كنت أسكن في مدينة نجع حمادي محافظة قنا كان أبي يعمل رئيسا للنقابة في شركة السكر بنجع حمادي لي سبعة إخوة ذكور وأختان ترتيبي السابع كل إخوتي أتموا تعليمهم واشتغلوا وتزوجوا وأنجبوا.
درست في مدرسة القديس جرجس الابتدائية المجاورة لبيتي ثم أخذت الشهادة الإعدادية من نفس المدرسة حصلت علي الشهادة الثانوية من مدرسة الشهيد خيرت القاضي الثانوية بنجع حمادي ثم التحقت بكلية التجارة جامعة أسيوط قبل أن أفصل من جميع الجامعات المصرية من أجل قيامي بتغيير المنكر بيدي في الجامعة ثم حصلت علي ثانوية عامة جديدة وأنا داخل السجن والتحقت بكلية دار العلوم جامعة القاهرة وحصلت علي ليسانس في العلوم الإسلامية والعربية.
تزوجت سنة 1992 داخل سجن ليمان طرة وأنجبت بنتا اسمها تسنيم ثم تم الطلاق عام 1994 نظرا لمنع الزيارات والتضييقات التي حدثت في السجون وفي هذه الفترة العصيبة أدت إلي طلاق الكثير من الزوجات.
ثم تزوجت في السجن مرة أخري سنة 2001 بعد تحسن أوضاع السجون وفي الحقيقة أيضا تزوج عدد كبير من أبناء الجماعة بعد تحسن أوضاع السجون بعد مبادرة وقف العنف أنجبت ولدا في 21/12/2003 اسمه أحمد.
لم يكن أحد ملتزما من إخوتي إلا أخي صلاح الشريف الذي اعتقل عدة مرات ومات في المعتقل في سجن الوادي الجديد في 13/11/1998 وباقي إخوتي يصلون ويصومون لكن لا دخل لهم بالعمل الإسلامي.
بداية الالتزام
كنت طالبا في كلية التجارة في أسيوط في أواسط السبعينات وكنت أصلي وأحيانا أقطع الصلاة وكنت أدخل السينما مع أصدقائي وأسمع الأغاني ومعلوماتي عن الإسلام سطحية.
بدأت التزامي في الإجازة الصيفية عام 1977 وكنت حينئذ طالبا في كلية التجارة وفي مدينة نجع حمادي أتذكر أنني كنت أتمشي مع احد أصدقائي وتكلمنا عن الصلاة ولابد أن نحافظ عليها وتكلمنا علي السينما ومافيها من إفساد للشباب وأنه ينبغي علينا ألا ندخلها أبدا واتفقنا علي ذلك وكان هذا الحديث بعد صلاة العصر مباشرة وفي المغرب كنت في السينما أشاهد فيلما عربيا فأنبت نفسي وعاتبتها وخاصة أن الفيلم كان خليعا كمعظم الأفلام السينمائية المهم أنني خرجت من نصف الفيلم ولم أتمه وكانت هذه آخر مرة أدخل فيها السينما وبعدها واظبت علي الصلاة لأول مرة في حياتي وبدأت اقرأ كتبا إسلامية منها (المصطلحات الأربع للمودودي)، (وتفسير ابن كثير)، (وسيرة ابن هشام)، (والحكومة الإسلامية للمودودي)، (وفقه السنة للشيخ سيد سابق) وغيرها من الكتب.
ثم بدأت في إعطاء الدروس الإسلامية في مسجد المدينة السكنية لعمال شركة السكر بنجع حمادي واجتمع حولي عدد من الشباب لنواظب علي تلاوة القرآن ودراسة أحكام التلاوة والفقه والسيرة والتفسير وكنت لا أسمع عن الجماعة إلاسلامية ولا أعرف منهم أحدا ثم تعرفت علي أخ فاضل في مدينة نجع حمادي وكان اسمه حلمي عبدالمغيث وكان طبيبا بيطريا، وكان يبني مسجدا والتف حوله مجموعة من الإخوة وكان شابا مخلصا حافظا لكتاب الله صاحب صوت جميل في القرآن وكان مطلعا علي كثير من الكتب الإسلامية وكان قد تم اعتقاله قبل ذلك وفي الحقيقة استفدت منه استفادة كثيرة في العلوم الشرعية.
هذه السنة التي مكثت فيها في نجع حمادي عمقت فيها معلوماتي الشرعية وانطلقت في الدعوة الإسلامية بكل قوة فكنت أذهب إلي معظم القري المجاورة وأصلي في مساجدها ثم أعطي فيها الدروس والمواعظ ثم أكون فيها مجموعة من الشباب أخصهم بدروس الفقه والسيرة وأحكام التلاوة وغيرها من العلوم الشرعية ثم إذا برز منهم أحد أخذته معي في جولاتي بالقري وعلمته فن الدعوة وجعلته يعطي الدروس في مساجد قريته ويعظ في مسجدنا بالمدينة العمالية لشركة السكر وهكذا تم تكوين مجموعات في كل قرية مجاورة تقوم بنفس العمل الذي نقوم به في مسجدنا وقمت ببناء مسجد خاص بالجماعة الإسلامية في المدينة العمالية لشركة السكر وكان هذا المسجد كتلة نشاط وخلية نحل تعمل «ليل نهار» في نشر الدعوة الإسلامية وتعليم الشباب وازداد عدد الشباب الملتزم في مدينة نجع حمادي ازديادا ملحوظا.
استمرت الدعوة الإسلامية في مدينة نجع حمادي هذه السنة حتي ذهبت إلي أسيوط وامتحنت ونجحت وعندما عدت إلي نجع حمادي في الإجازة الصيفية فوجدت مفاجأة وهي أن صديقي القديم طلعت فؤاد كان قد التزم في جامعة المنيا كلية الهندسة وعاد ملتحيا محبا للدعوة الإسلامية وكان أكبر عون لي في نشر الدعوة في مدينتي وكان سريعا في تحصيل العلوم الشرعية خطيبا بارعا وكان معظم الإخوة الملتزمين معنا من طلبة الجامعة وكنا نقوم بعمل معسكرات في المسجد يتم فيها قيام الليل وصوم النهار وتعلم العلم الشرعي وكنا نخطب الجمعة ونعطي المحاضرات والدروس.
بداية تعرفي علي خالد الإسلامبولي
كان الأستاذ شوقي الإسلامبولي محاميا لشركة السكر وكان أصل مولده المنيا بملوي وكان رجلا ملتزما صالحا أنجب محمد وخالد وابنتين كان محمد طالبا في كلية التجارة بجامعة أسيوط وكان ملتزما وكان من قادة الجماعة الإسلامية وكانتا أختاه منقبتين وملتزمتين وكان خالد الوحيد في هذه الأسرة غير الملتزم وكان شابا في الثانوية العامة قوي البنيان وسيما يلبس أحسن الثياب ولم يكن يصلي إلا قليلا وكان محمد دائم الدعوة لأخيه خالد فقد كان حريصا علي هدايته أشد الحرص.
كان خالد مؤدبا أدبا جما شجاعا وكريما نجح خالد في الثانوية العامة ودخل الكلية الحربية وكان سلاحه المدفعية وكان كلما عاد من الجيش زارنا في المسجد وصلي معنا ولما عزمنا علي بناء مسجد خاص بالجماعة الإسلامية وافق ذلك إجازة طويلة لخالد وكان يأتي إلينا يوميا ويعمل معنا في حفر أساس المسجد وكان أكثر الإخوة نشاطا فقد كان يحمل الطوب والزلط والأسمنت وساعده علي ذلك بنيانه الضخم وصحته القوية، تقرب خالد مني كثيرا هذه الأيام وزادت علاقتي به زيادة مطردة وكان كثيرا مايدعوني إلي منزله وكان كريما معي إلي أبعد الحدود وبدأ يشتري الكتب الإسلامية والأشرطة الدعوية وساعده علي ذلك بيته الملتزم.
رويدا رويدا وجدناه يواظب علي الصلاة وصوم الاثنين والخميس وصار محبا لنا كلما حصل علي إجازة من الجيش جاءنا في المسجد يحضر معنا الدروس والاعتكافات والمعسكرات وجميع الأنشطة التي تقام في المسجد بل كان أحيانا يأتي إلينا بأسيوط ويزورنا ويشاركنا في عمليات تغيير المنكر وكان دائم الابتسامة قليل الكلام وكان محبا لكرة القدم ماهرا فيها وكان كثيرا مايدعونا للعب مباراة وكان يجيد المراوغة.
الدعوة في كلية التجارة
لما بدأ العام الدراسي في الجامعة بدأت الدعوة في كلية التجارة بمجرد وصولي وكان نشاطي عبارة عن كلمات ألقيها في المدرج قبل دخول الدكتور وكنا نعد اليوم الإسلامي في مسجد الكلية حيث نقوم بعمل دعاية لهذا اليوم ونقوم بصيامه والإفطار الجماعي بعد صلاة المغرب كما نعطي في هذا اليوم الدروس الإسلامية كالفقه والسيرة والتفسير وأحكام التلاوة وغيرها من العلوم الشرعية.
كنت أحجز مدرجا يوما في الأسبوع وأقوم بدعوة أحد العلماء ليقوم بإلقاء محاضرة إسلامية علي طلبة الكلية ويجيب عن أسئلتهم وكنا نقوم بطبع المذكرات وبيعها للطلبة بأسعار رخيصة ونطبع بعض الكتيبات الإسلامية الصغيرة ونوزعها علي الطلبة ونطبع الامتحانات السابقة ونوزعها كنا نشتري القماش ونفصله عبايات وخمارات ونبيعه للطلبة بأسعار زهيدة كنا نقوم بعمل معرض للكتاب الإسلامي ونبيع فيه الكتب بأسعار رخيصة أعددنا كشكا نبيع فيه مستلزمات الطلبة وننفق من مكسبه علي الدعوة داخل الكلية كنا نقوم بعمل مناقشات داخل باحة الكلية حيث نقوم بتجميع الطلبة وندير مناقشات حول القضايا الإسلامية ونوضح فيها الحكم الشرعي كنا نقوم بإعداد المنشورات التي تدعو إلي الصلاة والحجاب وغيرهما من القيم الإسلامية ونوزعها علي الطلبة كنا نعمل معرضا للمجلات الإسلامية ونعرضها في فناء الكلية علاوة علي الدعوة الفردية التي كانت تأتي بأحسن الثمار كنا نخطب الجمعة في مسجد الكلية ونعطي فيه الدروس الإسلامية وكنا نغير المنكر في الكلية حيث نقوم بإبعاد الطلبة والطالبات الذين يجلسون تحت الشجر وفي الأماكن البعيدة متشابكي الأيدي أو في أوضاع مخلة وقمنا بعمل فصل بين الطلبة والطالبات في المدرجات والسكاشن وجعلنا في كل مدرج بابا لدخول وخروج الطلبة وبابا آخر لدخول وخروج الطالبات ومكانا في المدرج للطلبة ومكانا آخر للطالبات.
ثم انطلقنا خارج الحرم الجامعي إلي المدينة المجاورة للجامعة القديمة وتسمي الوليدية فكنا نجوب مساجدها ونعطي فيها الدروس ونخطب الجمعة في بعض مساجدها ونعمل تجمعات للطلبة الساكنين في هذه المدينة في أحد بيوت الطلبة ونعطيهم الدروس الإسلامية ونوزع المنشورات الإسلامية علي أهل هذه المدينة في مساجدها بعد صلاة الجمعة كنا نقوم بالدعوة الفردية بين شبابها ونصنع علاقات مع أهلها هكذا حتي كونا مجموعات كبيرة مواظبة علي حضور الدروس.
دخولي الجماعة الإسلامية
لما التزمت في مدينة نجع حمادي لم أكن أعلم شيئاً عن الجماعة الإسلامية بل لم أكن أسمع بها مطلقا ولما ذهبت إلي كلية التجارة وبدأت الدعوة بدأت أتعرف علي الشباب الملتحي والملتزم في الكلية ولم يكن من هؤلاء أحد إلا وهو عضو في الجماعة الإسلامية وبدأنا العمل معا ولم أسألهم أو يسألوني عن وضعي وانتمائي لكن بالتدريج شعرت أنني معهم وأنني منهم.
كانت جامعة أسيوط تنقسم إلي الجامعة الجديدة وفيها كل الكليات تقريبا والجامعة القديمة وبها كليات التجارة والصيدلة والهندسة مدني أما كلية الحقوق فكانت بعيدة عن الجامعتين كان معي في الجامعة القديمة إخوة مشتعلة حماسا ونشاطا منهم رفاعي طه وهو من مواليد 1954 من محافظة قنا، مركز أرمنت وكان في الفرقة الرابعة بكلية التجارة ومنهم محمد شوقي الإسلامبولي من مواليد 1954 وكان يسكن في محافظة قنا بنجع حمادي وهو من مواليد المنيا وكان بالفرقة الثالثة بكلية التجارة ومنهم جمال عبدالناصر من مدينة شبرا بالقاهرة وكان بالفرقة الرابعة وكان مميزا بالعلم الشرعي الغزير وأبو بكر عثمان حسن وكان من مواليد1956 من سوهاج مركز البلينا وكان بالفرقة الرابعة ومنهم محمد جمال وهو من مواليد مدينة أسيوط 1956 وكان بالفرقة الرابعة ومحمد تيسير من الأقصر وكان من مواليد سنة 1956 وكان بالفرقة الثانية وغيرهم كثيرون.
دخولي مجلس شوري الجماعة
كان نشاطنا في الجامعة القديمة وفي مدينة الوليدية بارزا وكنا نعمل دون إذن سابق من قيادات العمل الإسلامي في الجامعة الجديدة وكان كل أعضاء مجلس الشوري من الجامعة الجديدة ماعدا عصام دربالة فقد كان في الفرقة الثالثة كلية الهندسة مدني معنا في الجامعة القديمة غير انه لم يكن له نشاط بارز في الجامعة القديمة وكان معظم نشاطه مع إخوانه في الجامعة الجديدة.
خشي الإخوة في الجامعة الجديدة من انفصال قيادات العمل الإسلامي في الجامعة القديمة وتكوين جماعة منشقة عن الجماعة الإسلامية ولذلك كنا نعمل دون إذن أو أوامر من قيادات الجماعة فبدا لهم أن يضموا واحدا من ناشطي العمل في الجامعة القديمة إلي مجلس الشوري وبالتالي يضمنون ولاء الجامعة القديمة للجماعة الإسلامية ووقع اختيارهم علي في البداية رفضت الانضمام إلي المجلس متعللا بأنني مشغول بالعمل الدعوي في الجامعة القديمة وأن انضمامي إلي المجلس سوف يعوقني عن أداء عملي كما ينبغي ولكنهم رفضوا هذه العلة وأصروا علي انضمامي إلي المجلس وحضوري الجلسات وقد كان مجلس الشوري يتكون من:
1- ناجح إبراهيم كان طالبا في كلية الطب في السنة النهائية من مواليد 1955 من مدينة ديروط بأسيوط.
2- كرم زهدي كان طالبا بالمعهد العالي للتعاون بالفرقة الثالثة من مواليد سنة 1953 من المنيا وهو مشهور بتغيير المنكرات والخطب الثورية.
3- أسامة حافظ طالب بكلية الهندسة من محافظة المنيا مواليد سنة 1954 وهو مشهور بحبه للعلم الشرعي.
4- حمدي عبدالرحمن، طالب بكلية الهندسة مواليد 1953 من سوهاج.
5- عصام دربالة، طالب في كلية الهندسة الفرقة الثالثة من المنيا مواليد سنة 1957 وكان محبا للسياسة والاطلاع علي كتبها ومتابعة النشرات والتحليلات.
6- عاصم عبدالماجد، كلية الهندسة الفرقة الثالثة 1958 مواليد المنيا كان مشهورا بالعلم الشرعي واللغة العربية.
7-فؤاد الدواليبي حاصل علي دبلوم التجارة ويعمل بالجهاز المركزي للمحاسبات من المنيا مواليد 1953 كان مشهورا بالخبرة الحياتية ومعرفة الناس وحركته الواسعة.
8- علي الشريف، طالب في الفرقة الثانية كلية التجارة مواليد 1956 من قنا نجع حمادي.
9- صلاح هاشم كان متخرجا في كلية الهندسة مواليد 1953 من سوهاج وكان مثالا للأدب والأخلاق الطيبة والتواضع وإنكار الذات وكان كتلة من النشاط والحركة.
10- جمال عطالله من المنيا كان في نهائي طب أسيوط من مواليد سنة 1956 من المنيا المفاوض الأول للجماعة إلاسلامية مع الجهات الأخري.
11- سعد عبداللطيف كان في نهائي طب مواليد 1956 المنيا.
12- طلعت فؤاد قاسم هندسة المنيا من نجع حمادي بقنا 1957 .
13- طارق إبراهيم طالب بكلية الهندسة جامعة أسيوط وهو من المنيا من مواليد 1956 وكان يمسك حسابات الجماعة الإسلامية.
14- عبدالمنعم عقيدة كلية العلوم الفرقة الثالثة مواليد أسيوط 1957 كان مشهورا بضلوعه في علم العقيدة لذا أصبحت كنيته وكان دائما يرد علي جماعة التكفير ويفحمهم.
15- حسن محمد حسن كلية الهندسة الفرقة الثالثة من المنيا.
الأنشطة التي كانت تقوم بها الجماعة
كان عمل الجماعة الأساسي هو الدعوة إلي الله وكانت هناك أعمال جانبية تعد قليلة بالنسبة للعمل الأساسي مثل تغيير المنكرات والأعمال الخيرية والاجتماعية ولم يكن فكر المواجهة مع الحكومة في أجندة عملنا بل لم يتحدث به أحد لا من قادة الجماعة ولا من أفرادها ولم يكن في تخطيطنا القريب ولا البعيد استخدام السلاح لذا فكل أعمالنا كانت منحصرة في هداية الناس ودعوتهم إلي الخير والحق إضافة إلي بعض أعمال تغيير المنكر التي لم يقصد بها الدولة ولا الشرطة ولا من قريب ولا من بعيد وكانت هذه الأنشطة تتمثل في (المعسكرات-المؤتمرات- الندوات-خطب الجمعة-خطبة العيدين-الدروس في المساجد-اليوم الإسلامي-الاعتكافات- رحلات-معرض كتب إسلامية -معرض مجلات حائط-توزيع المنشورات الإسلامية- طبع الكتب والكتيبات الإسلامية وبيعها - الأعمال الاجتماعية مثال (الأسواق الخيرية- تفصيل الزي الإسلامي للأخوات وبيعه بأسعار زهيدة -مساعدة الفقراء ماديا-طبع الكتب العلمية وبيعها بأسعار زهيدة - ذبح الذبائح في الأعياد وتوزيعها علي الفقراء مجانا-حل مشاكل الناس -ضرب المجرمين وقطاع الطرق الذين كانوا يفرضون علي الناس إتاوات كل هؤلاء اختفوا تماما في المناطق التي نشطت فيها الجماعة).
المعسكرات
كنا نقوم بالعمل في المساجد الكبيرة وكان يحضرها قرابة ستمائة فرد في كل معسكر وكنا غالبا نعقد معسكرين رئيسيين في السنة واحد في إجازة نصف السنة والآخر في إجازة آخر السنة وكان المعسكر الكبير هذا يستمر قرابة الأسبوعين أما المعسكرات الأخري فكانت غالبا تكون لمدة أسبوع واحد وكان برنامج المعسكر ينقسم إلي قسمين تربوي وعلمي فالتربوي كقيام الليل وصوم النهار وأذكار الصباح والمساء وتلاوة القرآن، أما القسم العلمي فكان تدريس الفقه وأصوله والحديث ومصطلحه والتفسير وعلومه والسيرة والتاريخ الإسلامي والعقيدة والرقائق، وكان معظم الذين يدخلون المعسكر يخرجون منه إخوة ملتزمين وكانت تعقد محاضرات يوميا بعد صلاة العشاء وطابور الصباح أيضا كانت توزع الجوائز في آخره علي الفائزين في المسابقات التي كانت تعقد أثناء المعسكر وكانت هذه المعسكرات يأتيها الإخوة من جميع أنحاء الجمهورية وكل أخ كان يعرض المشاكل التي تواجهه في الدعوة في بلده وكنا نقوم بحلها وكذلك احتياجاته في العمل الإسلامي كنا نوفرها له وكان أعضاء الجماعة يتعارفون علي بعضهم البعض ويأخذون الخبرات في مجال الدعوة والعمل الإسلامي
المؤتمرات.
كانت المؤتمرات تعقد لأي مناسبة كبيرة فقد عقدنا مثلا مؤتمرا كبيرا في ميدان مسجد ناصر لكي نندد باستقبال شاه إيران في مصر وقد حضر هذا المؤتمر قرابة الثلاثين ألف مواطن وكان المحاضرون فيه هم الشيخ كرم زهدي والشيخ ناجح والشيخ أسامة والشيخ محمود حسب الله ثم خرجت هذه الجموع الغفيرة في مسيرة ضخمة تجوب شوارع أسيوط للتنديد باستقبال شاه إيران في مصر ولكن الأمن تدخل وضرب المتظاهرين بقنابل الدخان وبنادق الرش والهراوات وقتل لنا أخ اسمه عنتر فقامت المظاهرات في اليوم التالي تندد بقتله وبتدخل قوات الشرطة لفض المظاهرة فقامت قوات الشرطة باعتقال العديد من الإخوة وقمنا بعمل مؤتمر كبير أمام مسجد الجمعية الشرعية نطالب فيه الحكومة المصرية بتطبيق الشريعة الإسلامية وبعد المؤتمر سارت المظاهرات العارمة في شوارع أسيوط تطالب بتطبيق الشريعة وتدخلت الشرطة أيضا وضربت هذه المظاهرات وتم القبض علي العديد من المتظاهرين.
وهكذا كانت تعقد المؤتمرات للمطالبة بشيء شرعي مفقود أو للتعليق علي حدث مهم توضح فيه الجماعة الإسلامية رأيها الذي تعتقده صوابا وكانت معظم هذه المؤتمرات تنتهي بصدام مع قوات الشرطة لان المظاهرات كانت ممنوعة.
الندوات
كنا نعقد الندوات الدورية أسبوعيا في المساجد المشهورة وكانت المدينة الجامعية كتلة نشاط للحركة الإسلامية وكان مسجدها محط الرحال لكل شباب الجماعة الإسلامية وكنا نعقد ندوة كل يوم اثنين بعد صلاة المغرب تستمر إلي مابعد صلاة العشاء وكانت هذه الندوات مجالا للإعلام الخاص بالجماعة فكانت تلقي فيها الأخبار والتعليمات والمعلومات وكانت بمثابة لقاء أسبوعي بين القادة والأفراد.
وهكذا كانت الأنشطة المختلفة للجماعة الإسلامية تقوم علي قدم وساق فمعظم أعضاء الجماعة إلاسلامية كان من الشباب والشباب يحب الحركة والعمل ويكره الكسل والخمول فلما اجتمعت العقيدة الإسلامية والشباب المتحمس نتج عنه عمل كثير ونافع.