تصريحات مفاجئة بنبرة تحد واضحة أدلى بها إبراهيم كالين المتحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بشأن إرجاء تركيا خططًا لنشر منظومة إس-400 الدفاعية الصاروخية الروسية بسبب تفشي فيروس كورونا لكنها ستمضي قدمًا في نهاية المطاف، رغم تحذيرات واشنطن من أن أنقرة تُخاطر بفرض عقوبات أمريكية عليها، والسؤال الآن لماذا يُراوغ أردوغان ب "الصواريخ الروسية" رغم التحذيرات الأمريكية؟ "كالين" قال، خلال اجتماع عبر الإنترنت استضافه المجلس الأطلسي، :"هناك تأجيل بسبب فيروس كورونا لكنه (نشر المنظومة) سيمضي قدمًا كما هو مقرر له"، مضيفًا أن أردوغان أبلغ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مرات عدة أنه مهتم بشراء صواريخ باتريوت. وكانت الولاياتالمتحدة حذرت تركيا من أنها قد تواجه عقوبات بسبب عملية الشراء، بما في ذلك حرمانها من الحصول على مقاتلات "إف 35" الأمريكية. وخلال الأيام الماضية، عرضت تركيا على الولاياتالمتحدة، تأسيس مجموعة عمل فنية بمشاركة حلف شمال الأطلسي، للمساعدة على حل الخلاف حول شرائها منظومة دفاع صاروخي روسية، والتى أثارت غضب واشنطن، فيما قالت واشنطن مرارًا إنها لا تعتزم تزويد تركيا بالبطاريات ما لم تقم بإعادة صواريخ "إس-400" الروسية. ويعود سبب الخلاف إلى أن تركيا وقعت على صفقة لشراء 100 طائرة حربية أمريكية من طراز "إف 35" واستثمرت بكثافة في برنامج هذه المقاتلات، لكنها اتبعت أيضًا سياسة دفاعية متزايدة الاستقلالية وسط علاقات متوترة مع الولاياتالمتحدة وأوروبا، إذ اشترت نظام الدفاع الجوي الروسي المتقدم "إس 400" مقابل 2.5 مليار دولار وأرسلت أفرادًا من قواتها المسلحة إلى روسيا للتدرب عليه. وترى واشنطن أن المنظومة الروسية غير متوافقة مع أنظمة دفاعات حلف شمال الأطلسي وستُعرض للخطر طائرات إف-35 الأمريكية التي تعتزم تركيا شراءها. وقال مسئولون في وزارة الدفاع الأمريكية إن نظام "إس 400" غير متوافق مع أنظمة الدفاع الجوي للناتو الأوسع نطاقًا في المنطقة. وأضاف المسئولون أنهم لا يريدون أن تكون طائرات "إف 35" بالقرب من أنظمة "إس 400" لأنهم يخشون أن يتمكن الفنيون الروس من الوصول إلى نقاط الضعف في الطائرة. وأوضحت المسئولة في البنتاجون إلين لورد، أن واشنطن لا ترغب في أن يتمكن الفنيون الروس من الوصول إلى نقاط الضعف في المقاتلة الأمريكية أف-35. وأصافت: "لا نُريد لطائراتنا المقاتلة أف-35 أن تكون على مقربة من منظومة أس-400. لكن تركيا أكدت أن النظامين سيكونان موجودين في أماكن منفصلة، وأن الولاياتالمتحدة كانت بطيئة في تقديم درع دفاعي صاروخي بديل. ورغم ذلك، كتب القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي باتريك شاناهان إلى وزير الدفاع التركي، قائلًا إن أمريكا "شعرت بخيبة أمل" نتيجة إرسال أفراد أتراك إلى روسيا للتدرب على منظومة أس-400 الدفاعية. فيما، قال ديفيد ساترفيلد، سفير الولاياتالمتحدة في تركيا إن هذا الأمر نقل للإدارة التركية أكثر من مرة. وأضاف: "أوضحنا موقفنا بصراحة للرئيس أردوغان ولكل أفراد القيادة العليا في تركيا، وهو أن تشغيل نظام إس-400 يعرض تركيا بشكل كبير لعقوبات الكونجرس، سواء تلك التي تفرض بموجب تشريع التصدي لخصوم الولاياتالمتحدة أو عقوبات تشريعية إضافية". وأضاف "لم نتلق ضمانات من الحكومة التركية تُتيح لنا تهدئة هذه المخاوف". وتعد منظومة أس-400 أحد أكثر أنظمة صواريخ أرض جو تطوراً في العالم، ويبلغ مداها 400 كيلومتر، ويمكن لها إسقاط ما يصل إلى 80 هدفًا في وقت واحد. وتقول روسيا إنه يمكن للنظام أن يضرب أهدافًا جوية تتراوح بين طائرات بدون طيار منخفضة إلى طائرات تطير على ارتفاعات مختلفة وصواريخ بعيدة المدى.