يدير الجماعة من الداخل بالحديد والنار.. إنه رشاد البيومي المسئول عن قسم الطلاب وأحد أبرز تلاميذ سيد قطب، عاصر كل الأزمات التي مرت بها الجماعة بداية من 1954وحتي الآن وكان من أشد المقربين لمصطفي مشهور وكان بمثابة المستشار له، البيومي من مواليد قرية الحديدات الغربية بمحافظة سوهاج عام 1935 وانضم لجماعة الإخوان وهو ابن اثنا عشر عاماً أي في عام 1947، التحق بكلية العلوم جامعة القاهرة قسم الجيولوجيا في عام 1951وتولي مسئولية الإخوان داخل كلية العلوم ودخل السجن عام 1954 حتي عام 1971 تربي علي كتاب "معالم في الطريق" لمنظر الجماعة وصاحب التحول الرهيب في فكرها سيد قطب، تركت سنوات السجن بصماتها علي رشاد البيومي وأصبح يوصف بالقطبي الأول في مصر، وبعد خروجه من السجن عاد للالتحاق بكلية العلوم في 5/1/1972 وسجل بالفرقة الثانية وتخرج معيدا بالكلية عام 1974ثم حصل علي الدكتوراه عام 1980، يعد من أهم من تولي قسم الطلاب في تاريخ الجماعة وساعده في ذلك كونه أستاذا بجامعة القاهرة، وكان قد تم انتخابه وكيلاً أول، لنقابة العلميين عام 1991، واستقر في القاهرة تاركا الصعيد وأصبح بمرور الوقت في الصدارة داخل الجماعة. رشاد البيومي تم نفيه إلي الإمارات لمدة خمس سنوات وتدخل وزير الداخلية الأسبق زكي بدر لإنهاء سفره وإعادته لمصر. تم اختياره عضوا بمكتب الإرشاد منذ عام 1995 وحتي الآن وكان وصوله إلي مكتب الإرشاد بمثابة الإعلان الرسمي لسيطرة القطبيين علي جماعة الإخوان، يعد رشاد البيومي من الذين لهم الفضل في سيطرة الإخوان علي النقابات المهنية بل هو من قاد عملية السيطرة الإخوانية علي النقابات المهنية ووضع خطتها، وتدرج البيومي في التنظيم الإخواني وأثبت جدارته في إحكام السيطرة علي قسم الطلاب الذي أسند إليه في 2002، بالإضافة إلي دوره في مكتب الإرشاد وتوليه أيضا ملف المشكلات الطارئة وحسمها؛ لأنه الوحيد القادر علي حسم أي تمرد داخل الجماعة ومواجهة أي انشقاقات أو مشكلة ما جعل البعض يطلق عليه حلاَّل العقد داخل الجماعة. سلك البيومي منهج الإقصاء في حياته مع من يعارضه ويقوم بفصل وشطب من يخرج عن النص وفي الانتخابات التكميلية الأخيرة لمكتب الارشاد. رشاد البيومي الرجل الغامض الذي يملك كل مفاتيح العمل والحركة داخل الجماعة، الكلمة كلمته والأمر أمره، هو الحاكم الفعلي لدولة الإخوان، والكل يعمل له ألف حساب، وقد ظهر هذا جليا في أول مؤتمر لطلاب الإخوان المسلمين بعد الثورة والذي عقد في 24سبتمبر 2011 في مركز المؤتمرات بالقاهرة بحضوره بجانب محمد بديع مرشد الجماعة والدكتور محمود غزلان ومهدي عاكف المرشد السابق والدكتور محمود عزت والدكتورمحمود أبوزيد وألقي المرشد كلمة ثم قام الطلاب بالقاء بعض الاسئلة علي الدكتور محمد بديع.. ولكن قام طالب يقول: نري ان الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح هو الشخص الأصلح والأنسب لتولي رئاسة الجمهورية لماذا ترفض الجماعة هذا الرأي؟ وكان السؤال موجهاً للدكتور محمد بديع الذي قال علي الفور وجه هذا السؤال للدكتور رشاد البيومي نائب المرشد لأن عنده اليقين في هذه المسألة؟ أجاب رشاد البيومي "إن الدكتور أبوالفتوح خالف السمع والطاعة وقال: الجماعة لم تفصل أبوالفتوح ولكن هو من فصل نفسه.. بديع يرفض الإجابة عن السؤال ويجيب رشاد البيومي في وسط كل قيادات الجماعة من مكتب الإرشاد ولا يعلق علي كلامه أحد حتي من سأل السؤال عندما تكلم صمت الجميع، ويدل ما فعله بديع من إحالة السؤال إلي رشاد البيومي علي مكانة البيومي وقوته، وأنه هو رجل المهام الصعبة وهو أيضاً صاحب القرار الأخير في كل المسائل، وفي هذا المؤتمر أيضاً الذي كان يحضره «3000» شاب من طلاب الإخوان وجه الدكتور رشاد البيومي كلمة إلي الأخوات داخل وخارج المؤتمر أمرهن فيها بالمشاركة الفاعلة في كل أعمال الجماعة وطالبهن ببذل الجهد والعطاء.. ولكن ماذا يعني أن يوجه البيومي كلمته إلي الأخوات داخل وخارج المؤتمر؟!.. أليس معني هذا أن ملف الأخوات الذي يتولاه جمعة أمين أيضاً ليس ببعيد عن رشاد البيومي؟! الواضح ان رشاد البيومي لا يقبل بأي حال خروج أحد عن النص أو عن الخط المرسوم له، رجل حازم لا يعرف المناطق الرمادية ولكن غموضه يطغي عليه فلا تعرف ما يدور برأسه إلا وانت تراه ينفجر كالقنبلة في وجهك، فقال مؤخرا ليصيب الساحة السياسية بالسخونة أكثر وأكثر إن المتظاهرين في ميدان التحرير بلطجية وخونة يريدون هدم مؤسسات الدولة، ولا يريدون المصلحة العامة، كما قال إن شباب الإخوان المسلمين وجميع المخلصين من أبناء مصر سيخرجون في جمعة الشرعية والشريعة لدعم الرئيس مرسي في ميدان التحرير، وعلي جميع من هناك أن يرحلوا فورا لأن التحرير ليس ملكهم بل هو ملك لشعب مصر، ورغم أن مكتب الإرشاد استجاب لدعوات بعض القوي السياسية التي طالبت بديع ورفاقه بتغيير مكان مليونيتهم من ميدان التحرير، إلي ميدان النهضة رفض البيومي بشدة هذا الأمر لكن المرشد العام ضغط عليه ليقبل بذلك حتي لا تحدث فتنة داخل الجماعة علي وجه التحديد وبين أبناء الأمة بصفة عامة.