فشل الرئيس الفرنسى مانويل ماكرون فى احتواء ثورة النقابات العمالية وأصحاب المعاشات حيث رفضوا جميع الاقتراحات المطروحة لحل الأزمة ووقف الإضراب والتظاهر . وسعى رئيس الوزراء إلى إيجاد أرضية مشتركة مع مزيد من النقابات العمالية المعتدلة مثل اتحاد العمال الديمقراطي الفرنسي (سي أف دي تي)، وهو أكبر نقابة عمالية في البلاد. ويصر الاتحاد وحلفاؤه على أن تسحب الحكومة الخطط الخاصة برفع سن المعاش من 62 عاما إلى 64 للحصول على معاش تقاعدي كامل في إطار عملية الإصلاح. وأعرب فيليب أمس عن إصراره على أن يستبدل بأنظمة التقاعد في فرنسا والتي يصل عددها إلى 42 نظاما، نظاما وطنيا شاملا، وهو أحد التعهدات الرئيسية لحملة الرئيس ماكرون الانتخابية. كما يصر رئيس الوزراء على الالتزام بجدول زمني بحيث تحصل الإصلاحات على موافقة الحكومة في الرابع والعشرين من الشهر الجاري، قبل إحالتها إلى البرلمان منتصف شباط/فبراير تمهيدا لإصدارها قبل حلول موسم الصيف. كان النقابات العمالية المتشددة في فرنسا قد نظمت احتجاجات في أنحاء البلاد لليوم الخامس على التوالي، ضد إصلاح أنظمة التقاعد الذي يتبناه الرئيس إيمانويل ماكرون. وكان إضراب ضد الإصلاحات أصاب النقل العام في العاصمة الفرنسية باريس بالشلل، منذ بداية شهر ديسمبر الماضي، وتسبب في اضطراب حركة القطارات. وألغت أوبرا باريس حفلها أمس السبت بسبب الإضراب، واعتذرت لجمهورها في بيان. وقد يفقد موظفو الأوبرا الكثير من امتيازاتهم في ظل إصلاح نظام التقاعد. وتم إلغاء عدد من الحفلات الموسيقية بسبب الإضراب في الأسابيع الماضية. . وشارك حوالي 452 ألف شخص في احتجاجات أمس الأول الخميس التي دعت إليها النقابات العمالية المتشددة، ضد إصلاح أنظمة التقاعد، بحسب تقديرات رسمية. ورد وزير الداخلية كريستوف كاستانير على الانتقادات الموجهة للشرطة بسبب العنف المفرط، قائلا إن استخدام العنف يجب أن يكون دائما خاضعا للسيطرة ومناسبا. وأجرى ممثلو الادعاء تحقيقات بشأن شرطي متهم بإطلاق الرصاص المطاطي على متظاهر من مسافة قريبة. وفي وقت سابق من الشهر الجاري، توفي سائق دراجة نارية في باريس في المستشفى بعدما اتخذت عملية للشرطة لإيقافه منحى عنيفا.