منذ توليه الكرسي المرقسي، يهتم البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية بتطوير التعليم الكنسي، فيسعى دائماً إلي تطوير المستوى التعليمي لآباء الكنيسة والخدام والخادمات حتي يستطيعوا تقديم المعلومات لأبناء الكنيسة بشكل سليم وبسيط. ومن المشروعات التي ينفذها البابا لتطوير التعليم مشروع "1000 معلم كنسي" والذي عرضه على المجمع المقدس للكنيسة في دورة يونيو 2016 بهدف تدريب 1000 شخص ممن يتولون التعليم في الكنيسة بمختلف درجاتهم الكنسية على كيفية تقديم الفكر الكتابي والكنسي بصورة جاذبة ومؤثرة، وذلك من خلال تدريب قيادات الخدمة على مهارات استخدام مصادر التعليم الكنسي في الخدمة الرعوية داخل الكنيسة، من أجل خلق جيل جديد متفهم وواعٍ بمصادر التعليم الأرثوذكسي. وتقوم رؤية المشروع على ثلاثة محاور تدور حول حياة كنسية أرثوذكسية، وهي "مستنيرة، معاصرة، مبنية على التأصيل الأرثوذكسي"، فيما يشمل الغرض منه 4 أهداف هي "القدرة على الإفراز في التعليم، والحياة الكنسية سلوك يومي، والقدرة على تسليم حياة الكنيسة من خلال نقل الحياة قبل نقل المعلومة، والقدرة على التلمذة". أما فلسفة المشروع فتقوم على تمكين المتدرب من مهارات نقل الحياة الكنسية، عبر امتلاك المهارات وليس سماع المحاضرات، فيما تم تحديد الفئة المستهدفة في "الكهنة والخدام الذين لهم مهارات التعليم والتأثير". كما يسعى المشروع أيضاً إلى تدريب الخُدام بكافة رتبهم على كيفية استخدام الأساليب الحديثة فى عملهم التعليمى والخدمى، مع تأصيل الروح الكنسية فى عقلهم ووجدانهم. ويحمل المشروع البابوي شعار "جدد أيامنا كالقديم.. تراث كنيستنا روح وحياة "، وهناك عدد من مصادر التعليم الكنسي يتم التدريب عليها وهي "الكتاب المقدس"، و"الليتورجيا"، و"أقوال وكتابات الآباء"، و"تاريخ الكنيسة" و"الهوية القبطية". وينقسم المشروع الي عدد من المراحل تنقسم كل منها إلي عدد من المستويات فالمرحلة الأولي جرت فعالياتها على مدار عام كامل من سبتمبر 2016 حتى أغسطس 2017، وجرى فيها الاهتمام بالتدريب على مهارة المعرفة تحت شعار "اعرف"، واهتم المستوى الثاني من المرحلة الأولي العام الماضي للتدريب على مهارات البحث تحت شعار "ابحث"، بينما استهدف المستوى الثالث والأخير والذي انتهي العام الجاري، بالتدريب على مهارات الابتكار والإبداع تحت شعار "ابتكر". وقد أعلنت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في شهر أغسطس من العام الجاري عن انتهاء فعاليات المرحلة الأولى من مشروع البابا وذلك بعد 3 سنوات من انطلاقه. وأكدت الكنيسة إنجاز المستوى الأول من المشروع من خلال خمس مراحل، هى "التدريب العام ل 1000 من الكهنة والخدام والخادمات ببيت مارى لاند بمدينة الشروق، خلال شهرى سبتمبر وأكتوبر من العام الماضى، والتدريب المتخصص الذى تلقاه قيادات الخدمة بكنائس وإيبارشات الكرازة المرقسية بعد تقسيمها إلى 6 قطاعات جغرافية، وتدريب الكهنة والخدام والخادمات داخل الإيبارشيات، وتقديم الإيبارشيات لبحث تطبيقى لفكرة المشروع، وتدريب القادة ل 250 شخصا". وقد بدأت خلال شهر أغسطس الماضي المرحلة الثانية من المشروع ، والتي تهدف لرفع عدد المعلمين المُدَرَّبين إلى 20 ألف معلم. وتسعي المرحلة الثانية من برنامج تطوير التعليم الكنسي، إلى نقل فكرة مشروع ألف معلم كنسي، إلى قطاعات أكبر من الكهنة والخدام والخادمات داخل الإيبارشيات، وصولًا لتدريب عشرين ألف معلم كنسي. وتشمل المرحلة الثانية عدداً من الفترات، حيث تم الانتهاء من الفترة الأولي والتي التحق بها 21 إيبارشية وقطاع رعوي بالقاهرة شارك فيها 269 مدرب و2621 متدرب تابعين لهذه الإيبارشيات. وقيمت الكنيسة 260 مدرباً من 21 إيبارشية قدموا 242 ورشة عمل، تميز منهم 113 مدرباً، وتدرب على أيديهم 2612 اجتاز منهم 2341 الاختبارات التي أجرتها لجان التقييم بنسبة نجاح تجاوزت ال 89%.. وقاد منسقو ال 21 إيبارشية الفترة الأولى من المرحلة الثانية من المشروع التعليمي المتطور بنجاح وتميز.. وتشمل المرحلة فترتين أخريين من المنتظر أن يتم إنجازها خلال فبراير ومارس من العام المقبل. وقد كرم البابا المميزين من مدربى الفترة الأولى فى المرحلة الثانية من البرنامج، وذلك خلال الاحتفالية التي أقامها المركز الإعلامي للكنيسة القبطية بمناسبة مرور 7 أعوام علي تجليس البابا علي الكرسي المرقسي. وقد كتب البابا أكثر من مقال تحدث فيه عن تطوير التعليم الكنسي منها مقالة بمجلة "الكرازة المرقسية" الناطقة بلسان الكنيسة في شهر يوليو الماضي، تحدث فيه عن المعلم حيث قال "يجب أن يكون شخصًا ذا مواصفات خاصة: معرفيًا وروحيًا و أخلاقيًا وكنسيًا واجتماعيًا وأن تتوزان هذه العناصر في شخصيته ودراسته وتحصيله المعرفي". وفي شهر أغسطس كتب البابا مقال آخر تحت عنوان "التعليم الكنسي 2"، حيث استكمل مقالته السابقة حول المنظومة التعليمية الكنسية من خلال حديثة عن البعد الثانى فيها، وهو المنهج والمقصود به، وأوضح بأن المادة التعليمية التى يقدمها المعلم إلى المتعلم تهدف إلى تعليمه وتربيته، وبناء معارفه، وتكوين شخصيته وأسلوب حياته، وتنمية قدراته العقلية والفكرية والروحية والعملية. وقال الأنبا دانيال، أسقف المعادي، وسكرتير المجمع المقدس في تصريحات له إن البابا تواضروس الثاني، يسعى منذ تجليسه إلى إعادة ترتيب البيت من الداخل، وتطوير لوائح التعليم التي يوليها البابا اهتماماً خاصاً منذ سبع سنوات، باعتبارها أساس تقدم الكنيسة ونموها، وهو ما يفسر اهتمامه بالبحث العلمي.