كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، الأحد، أن زعيم داعش أبو بكر البغدادي ومسئولين متطرفين كانوا تحت المراقبة الأمريكية منذ مدة طويلة، لكن مع الانسحاب الأمريكي من سوريا، أصبح هناك خشية من فقدانه، نظرا لقلة القوات الموجودة على الأرض، ما دفع الإدارة الأمريكية إلى اتخاذ القرار، كما أن البغدادي كان حذرا جدا ولم يستخدم الجوال منذ سنوات طويلة. وأضاف المسئولون أن الغارة جرت في محافظة إدلب، على بعد مئات الأميال من المنطقة على طول الحدود السورية العراقية حيث كان يعتقد أن البغدادي يختبئ فيها منذ فترة طويلة، بينما تسيطر على إدلب جماعات متطرفة معادية له ولتنظيمه. وجاءت الغارة في الوقت الذي واصلت فيه الولاياتالمتحدة سحب مئات الجنود الذين كانوا يقومون بمهام مكافحة الإرهاب، من شمال سوريا، بينما تركت بعض المئات من القوات الأخرى لحراسة حقول النفط الشرقية في سوريا ضد داعش. يذكر أن بعض المحللين كانوا عبروا عن شكوكهم القوية في أن يكون البغدادي مختبئًا في إدلب، شمال غرب سوريا، إذ لطالما اعتقد أنه مختبئ في المناطق الحدودية بين العراقوسوريا في قلب الخلافة السابقة لداعش. ولعل الغريب أيضاً أَن المجموعة المهيمنة في إدلب هي هيئة تحرير الشام، المعروفة سابقًا باسم جبهة النصرة والمرتبطة بالقاعدة، وهي في صراع مع داعش. فالتنظيمان خصمان لدودان، لذلك كان من الغريب أن يختبئ البغدادي في إدلب، لكن العديد من المطلعين يعتقدون، بحسب ما أوضحت الصحيفة الأميركية، أن المئات من مقاتلي داعش الذين فروا من العراق وشمال شرق سوريا مختبئون في الشمال الغربي بسوريا، بل إن بعضهم انضم إلى خصومهم السابقين في تنظيم القاعدة، لذا قال محللون أميركيون إنه من المحتمل أن يكون البغدادي قد لجأ إليهم. وقال مسؤول أمريكي ليل السبت، إن كبار المسئولين العسكريين قرروا أنه مع انسحاب القوات الأمريكية إلى حد كبير من سوريا، يجب على "الكوماندوز" التحرك بسرعة لمحاولة قتل أو القبض على إرهابيين كبار في شمال غرب سوريا قبل أن تفقد الولاياتالمتحدة تلك القدرة. إلى ذلك، أضافت الصحيفة أن البغدادي، الماكر والغامض الذي يرتدي الزي الأسود، نجح بتحويل التمرد المتصاعد إلى شبكة إرهابية عالمية اجتذبت عشرات الآلاف من المجندين من 100 دولة. وأشارت إلى أنه كان هدفًا لمطاردة دولية استمرت سنوات، ومتابعا بشكل حثيث من قبل أجهزة استخبارات في أربعة بلدان مختلفة على الأقل، ويعتقد أنه كان دوما يلتزم بالإجراءات الأمنية الشديدة حتى عند اجتماعه مع زملائه الأكثر ثقة. يذكر أن الكثير من العالم سمع لأول مرة بالبغدادي عام 2014، عندما اجتاح رجاله ثلث العراق ونصف سوريا المجاورة وأعلنوا "دولة الخلافة" المزعومة. وفي ذروة سطوة التنظيم الإرهابي، رفع علم المجموعة الأسود فوق المراكز السكانية الرئيسية، بما في ذلك مدينة الموصل العراقية، التي يبلغ عدد سكانها 1.4 مليون نسمة. وفي هذه المناطق، فرضت التنظيم تفسيره العنيف للدين. كما يشار إلى أن مسئولين أمنيين كانوا أعلنوا أن البغدادي اعتقل سابقا بالقرب من مدينة الفلوجة العراقية في منزل زوجته في يناير 2004، حيث كان الهدف من الغارة هو صهره الذي حمل السلاح ضد الاحتلال الأمريكي. كما أضافوا أن البغدادي اعتقل في الغارة، لكنه كان يعتبر رجلا عاديا حيث أمضى 11 شهراً في مركز احتجاز في معسكر بوكا في العراق. وفي هذا السياق، أشارت سجلات البنتاغون إلى أن البغدادي أطلق سراحه في أواخر عام 2004، في ما يمكن وصفه بالفشل الاستخباراتي الذي مازال يلاحق المسئولين الأمريكيين. وبعد سنوات من الاختفاء عن الأنظار، ظهر اسم البغدادي عام 2009، حين هاجمت قوات الأمن مخبأ للوثائق في منزل آمن يستخدمه المقاتلون ووجدت اسم "أبو دعاء" في قائمة أفراد المجموعة، وهو الاسم الذي كان البغدادي يستخدمه في ذلك الوقت. وفي مايو 2010، أعلن عناصر متطرفون في العراق عن قائدهم الجديد الملقب ب"أبو دعاء"، الذي قدم نفسه إلى العالم باسم أبو بكر البغدادي. إلى ذلك، أشارت الصحيفة إلى أنه تم تنفيذ العديد من المحاولات لاعتقاله لكنها فشلت، حتى أصبح البغدادي أكثر حذرًا وأكثر هاجسًا بالأمن وأكثر ثقة، حتى إنه توقف عن استخدام الهواتف المحمولة منذ أكثر من عقد، وعمد بشكل حصري إلى استخدام الرسائل التي يتم تسليمها باليد. وفي عام 2014، عندما صعد على منبر المسجد في الموصل لإعلان الخلافة، كانت هذه هي المرة الأولى التي يظهر فيها مكشوف الوجه. وكان مسئولون كبار في الإدارة الأمريكية أعلنوا، مساء السبت، أن عناصر من العمليات الخاصة الأمريكية (كوماندوس) نفذوا غارة شمال غرب سوريا، السبت، ضد زعيم داعش. وقال مسؤول أميركي رفيع، إن قوات الكوماندوس والمحللين ما زالوا يسعون لتأكيد هوية البغدادي الذي قُتل في العملية عندما فجر سترته الانتحارية. في حين أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في وقت سابق، أن حدثًا كبيرًا قد حدث، وذلك في تغريدة خالية من أي سياق، قائلا "لقد حدث شيء كبير جدًا!"، وبعد حوالي 90 دقيقة، قال المتحدث باسم البيت الأبيض، هوجان جيدلي، إن ترمب سيلقي بيانًا في الساعة 9 من صباح يوم الأحد، وهو وقت غير معتاد للبيانات الرئاسية الرسمية، حيث يتزامن ذلك مع البرامج الإخبارية الصباحية، لكن جيدلي رفض توضيح ماهية خطاب ترمب بدورهم، رفض متحدثون باسم البنتاغون التعليق، لكنهم قالوا إنه بالإضافة إلى بيان ترمب صباح الأحد، سيظهر وزير الدفاع مارك إسبر في البرامج الصباحية على مختلف القنوات لمناقشة التطورات في سوريا.