هل تنفذ الكهرباء تهديدها وتقطع التيار عن الشركات؟

تساؤلات عديدة أثيرت حول ما تردد بشأن اتجاه وزارة الكهرباء والطاقة ممثلة فى شركة جنوب القاهرة للتوزيع إلى قطع التيار عن ما يقرب من 200 شركة ومصنع بمدينة 6 أكتوبر بالجيزة، وذلك من أجل إجبار هذه الشركات والمصانع على سداد المستحقات المتأخرة.
الشركة سبق وأنذرت هذه الشركات لأكثر من مرة، من خلال إرسال الإنذارات للممتنعين عن السداد والمصانع التى تراكمت عليها فواتير استهلاك الكهرباء منذ أكثر من 5 أشهر لسداد مستحقات شركة جنوب القاهرة لتوزيع الكهرباء نتيجة عدم الانتظام فى السداد، ولتجنب قطع التيار.
مصادر من داخل شركة جنوب القاهرة لتوزيع الكهرباء، أشارت إلى أن هذا الإجراء قانوني ووردت ضمن بنود التعاقد الموقع مع المشتركين والذي قضى بأن الشركة لها الحق فى فصل التيار الكهربائى حال عدم سداد المستحقات لمدة 3 أشهر، و«جنوب القاهرة لتوزيع الكهرباء» تسعى لتحصيل متأخراتها لاستكمال تنفيذ الخطط التوسعية وتدعيم التغذية الكهربائية.
المصادر أوضحت أيضًا أن الشركة تتبع الإجراءات القانونية بإرسال مخاطبات ثم إنذارات بالفصل، لافتة إلى وجود عدد كبير من المصانع والشركات وقعت تسويات مالية مع الشركة بشأن مديونياتها وأخرى اتفقت على سداد المتأخرات على 12 شهراً مع الالتزام بفاتورة الاستهلاك الشهرية.
من جانبه أكد رئيس جمعية مستثمرى السادس من أكتوبر محمد خميس شعبان، أن هناك ما يزيد عن 30 شركة تعمل فى قطاعات صناعية مختلفة تقدمت بشكاوى إلى الجمعية مطلع الأسبوع الجاري بعد إنذارها بقطع التيار من قبل شركة جنوب الكهرباء للتباطؤ فى سداد المديونية، منوهاً إلى أن الجمعية سبق ووقعت بروتوكولاً مع شركة الكهرباء قبل نحو عامين بعدم قطع التيار الكهرباء، أو تهديد المصانع قبل الرجوع للجمعية لبحث المشكلة والوصول لحل، لكنها لم تلتزم به.
وأوضح أنه من المقرر أن تقوم الجمعية في البداية بالتواصل مع الشركة بشكل ودي، وفى حال عدم الاستجابة سيتم رفع مذكرة إلى رئيس الوزراء لحل المشكلة.
وأضاف رئيس جمعية مستثمرى 6 أكتوبر أن الزيادة الكبيرة التى طرأت على أسعار الكهرباء منذ بدء برنامج الإصلاح الاقتصادى ضاعفت قيمة الفاتورة 4 أمثال، وهناك عدد من الشركات تم الحجز على أموالها بالفعل فى البنوك من قبل مصلحة الضرائب، ما يؤكد ضرورة تخفيف الأعباء على المستثمرين، ومحاولة إيجاد حلول قانونية للاستمرار فى تشغيل مصانعهم وتحقيق عوائد تمكنهم من السداد.
وفي سياق متصل، أوضحت إحدى شركات تصنيع البلاستيك بالمنطقة الصناعية بمدينة السادس من أكتوبر، أن متأخراتها تخطت ال 1.7 مليون جنيه، وتم إنذارها بالفعل أكثر من مرة لسداد المديونية، ولم تتمكن الشركة من السداد؛ بسبب زيادة أعباء الإنتاج وضعف القوى الشرائية.
وأشارت إلى أنه رغم انتظامها فى عملية السداد لجميع الجهات، لكن تم إخطارها وتهديدها من قبل شركة الكهرباء بقطع التيار حال التأخر عن سداد المديونية، موضحة أن هذا الانقطاع ليس فى صالح الصناعة وسينعكس بالسلب على الدولة.
وكان المهندس محمد السيسي رئيس شركة جنوب القاهرة لتوزيع الكهرباء، قد أكد فى تصريحات سابقة له، أن وزارة الكهرباء والطاقة تسعى لتطبيق آليات جديدة لرفع نسب تحصيل المتأخرات، خاصة للمديونيات المتراكمة على بعض المستهلكين المنزليين وغيرهم.
وأوضح أن الشركة ستنذر جميع المتأخرين عن السداد على أن يتم جدولة المتأخرات وتقسيمها على الفواتير الصادرة تباعًا، مؤكدًا أن المشترك الذى تتراكم عليه المديونية لأكثر من 3 أشهر سيتم إنذاره بضرورة السداد، وفى حال الاستجابة سيتم تحصيل قيمة المديونية الموجودة بفواتير الاستهلاك بدون فوائد إذا سدد المشترك المديونية مرة واحدة «كاش».. وفي حال طلب المستهلك تقسيط المديونية لأكثر من 3 أشهر فسيتم جدولتها مع إضافة نسبة الفائدة المقررة بنحو 17.5%.