ما الحيلة الجديدة التى لجأ إليها الإخوان للهروب من قبضة الأمن؟ إجابة هذا السؤال ستكون صادمة للجميع ولا أحد يتخيلها ولكنها ليست غريبة على الإخوان وستضيف صفحة جديدة فى التاريخ الأسود للجماعة الإرهابية، حيث كشفت مصادر أمنية النقاب عن إبلاغ السلطات المصرية الكويت أن عناصر إرهابية تنتمي ل "خلية الإخوان" الإرهابية تمكنوا من دخول الكويت منتحلين أسماء "شخصيات مسيحية". المصادر أوضحت أن هذه العناصر من الخطرين والمطلوبين أمنيًا للقاهرة، وأرسل صورهم ومعلومات كاملة عنهم لأكثر من دولة عربية بجانب الكويت. وأضافت المصادر أن تنسيقًا يجري حاليًا لضبط العناصر قبل تنفيذ أي مخطط إرهابي، مشيره إلى أن جهات أمنية تُحقق حاليًا مع خلية تابعة لجماعة الإخوان بعدما تبين أن أفرادها زوروا جوازات السفر التي دخل بها زملاؤهم للكويت ودول خليجية أخرى بأسماء مسيحية، هروبًا من الملاحقات الأمنية بمصر. وتابعت المصادر أن جهة أمنية ألقت القبض على أحد الأشخاص الذي كان يحمل بطاقة هوية رسمية تثبت أنه "مسيحي"، لكن المفاجأة أنه بعد التدقيق من خلال البصمة التعريفية تبين أنه مسلم ومطلوب في قضايا عنف في إحدى المحافظات المصرية، وكان يشترك في مظاهرات الجماعة، وبالبحث والتحري الأمني تبين قيامه بتزوير أوراق رسمية، وبعد تحقيقات مطولة مع المتهم اعترف بتفاصيل التزوير، وأدلى بمعلومات عن سفر عناصر إرهابية إلى الكويت. الاعترافات كشفت عن أن الخلية الإرهابية خططت لإنشاء مجموعات عمل في الكويت ودول خليجية أخرى، تعمل تحت مظلة جماعات الإخوان، وبعضهم تمكن من الانضمام إلى جمعيات خيرية. المصادر أشارت إلى أن بعض هذه العناصر خططوا لأن تكون أعمالهم ستارًا لجمع معلومات اقتصادية وسياسية لدراسة متطلبات الأسواق العربية اقتصاديًا ودراسة المؤشرات لعدد من الدول العربية، وذلك لأهداف مشبوهة. أما مذكرة تحريات الأمن الوطنى في "خلية الكويت" بالقضية التي حملت رقم 1233 لسنة 2019- حصر أمن دولة عليا، فكشفت عن أن المتهمين ال 8 دخلوا الكويت قبل صدور أحكام جنائية ضدهم ووضع أسمائهم على قوائم الإنتربول الدولى، وعقب معرفتهم بها حرصوا على التعامل فيما بينهم ب (أسماء حركية) حتى لا يتم التوصل إليهم. وجاء في مذكرة التحريات أن المتهمين هربوا من مصر بعد أحداث العنف التي وقعت في أعقاب فض اعتصامى "رابعة العدوية والنهضة" وعزل محمد مرسى، والتى شاركوا فيها وصدرت أحكام ضدهم بشأنها، ثم سافر بعضهم بشكل مباشر إلى الكويت، والآخرون إلى تركيا ومنها إلى الكويت أيضًا، بمساعدة 3 من قيادات الإخوان، إذ تواصلوا مع قيادى يدعى "على نوفل"، ووفر لهم ونحو 60 عنصرًا ينتمون إلى الجماعة- هربوا من مصر بعد 2013- فرص عمل مع عدد من الكفلاء. وأفادت التحريات السريّة بأن المتهمين هم: "عبدالرحمن محمد عبدالرحمن أحمد، وأبوبكر عاطف السيد الفيومى، وعبدالرحمن إبراهيم عبدالمنعم أحمد، ومؤمن أبوالوفا متولى حسن، وحسام محمد إبراهيم محمد العدل، ووليد سليمان محمد عبدالحليم، وناجح عوض بهلول منصور، وفالح حسن محمد محمود"، إذ إن 4 منهم كانوا على تواصل مع بعضهم منذ خروجهم من مصر، كونهم من بلدة واحدة "جرجا" التابعة لسوهاج، بينما الآخرون التقوا معًا في الكويت، وعملوا جميعًا في مجالى المبيعات والمقاولات، وتخفوا في (أسماء حركية)، مثل "أبوعمار" و"أبوفاطمة" وغيرهما، حتى إن بعضهم طلب من كفيله أن يناديه باسم ابنه. التحريات أضافت:"انضموا إلى الإخوان منذ وجودهم داخل البلاد، وبمجرد استقرارهم في الكويت تلقوا تعليمات من قيادات الجماعة عن طريق المتهم الأول (عبدالرحمن محمد عبدالرحمن) بعدم تحويل أي أموال لأسرهم في مصر، وأن يُسلموها للمتهم الثانى (أبوبكر عاطف) الذي كان يقوم بدوره بتوصيلها إلى رجال أعمال مصريين (حسنى النية) في الكويت، على أن يقوموا بصرف قيمة تلك الأموال لأسر المتهمين بالجنيه، وبذلك يُحقق المتهمون ورجال الأعمال معًا ربح فارق تغيير العملة». وأشارت التحريات إلى أن معلومات توصل إليها ضباط الأمن الوطنى تُفيد بأن عناصر من المنتمين إلى الإخوان المختفين في مصر وليسوا من عائلات المتهمين، كانوا من بين من تسلموا الأموال من رجال الأعمال، ثم تبين أنهم تورّطوا فيما بعد في قضايا تتعلق بالتحريض على قلب نظام الحكم والتخطيط لضرب الاقتصاد القومى للبلاد، وواجهت الجهات الأمنية المتهمين في التحقيقات بما جاء في تحريات الأمن الوطنى. وبالتطرق إلى نص أقوال بعضهم، رد "عبدالرحمن إبراهيم عبدالمنعم" بأنه من مواليد مدينة جرجا في سوهاج، ونمى إلى عِلمه اتهامه في قضية الاعتداء على قسم شرطة جرجا بعد فض (رابعة العدوية)، فاتصل بصديق له عبر «"فيس بوك" تعرّف عليه في أثناء الاعتصام، ولمّا وجده في تركيا، طلب منه مساعدته للسفر خوفًا من إلقاء القبض عليه في أي لحظة، خاصة أن الشرطة جاءت إلى منزله وبحثوا عنه كثيرًا، وأضاف: "الشرطة كانت تبحث عنّى أنا و3 ممن تم ترحيلهم معى إلى الكويت، وكنّا نعرف بعضنا لأننا من مدينة واحدة في سوهاج، وعندما أبلغتهم بأننى أحاول السفر خارج مصر، طلبوا أن أساعدهم في السفر معى، فأبلغت صديقى بأننا 4، وبالفعل ساعدنا في السفر إلى تركيا بعد أسبوعين، وأقمنا هناك في شقة لا نعرف من صاحبها، وبعد شهر قال لنا إنه استطاع توفير عمل لنا في الكويت، وسافرنا وتقابلنا مع شخص هناك يدعى (على نوفل) وهو من المنتمين إلى الإخوان وشاهدته مرّة واحدة في اعتصام رابعة العدوية.. ثم تم تحذيرنا من افتعال أي مشكلات أو أزمات في البلد تجنبًا للترحيل، واختفى (على) لفترات طويلة زادت على ال 3 سنوات، وظهر مرّة واحدة فقط لحل مشكلة ما، وخلال هذه الفترة كنت أرسل الأموال لأسرتى كل 6 أشهر، حتى طلب منى أحد المتهمين معى عدم إرسال أي أموال عبر البنك، وإرسالها إلى مكتب مقاولات في سوهاج، وسيقوم بدوره بتسليمها، وهذه الخطوة وفّرت لنا فارق تغيير العملة". وواجهت النيابة "عبدالرحمن" بتسلم شخص يدعى "أحمد صابر عوض" من مكتب المقاولات 80 ألف جنيه محوّلة له من الكويت، فاعترف بتحويله للمبلغ، وقال إنه اقترضه قبل سفره، نافيًا في الوقت ذاته معرفته بأن الأخير ينتمى إلى جماعة الإخوان، وأنه اشترك مع عناصر "حسم" الإرهابية في عدد من العمليات. واستكمل "ناجح عوض": "سلمت المتهم أبوبكر عاطف 2500 دينار كويتى لتحويلها إلى أسرتى في مصر على مدار عامين، وبالفعل كانت أسرتى تتلقى الأموال بالجنيه المصرى عن طريق شخص يدعى (يوسف)، ولا أعرف كيف كان يقوم بذلك، لكنه كان يوفر لنا فارق تغيير العملة، ومنذ سفرى إلى الكويت لم أزر أهلى إطلاقًا، حتى إن كفيلى سألنى في إحدى المرّات عن سبب عدم نزولى إلى مصر، فقلت له إننى أريد توفير الأموال، وعندما تشكك في الأمر، سافرت إلى تركيا وادعيت أننى عند أسرتى في سوهاج"، مؤكدًا أن أكثر من 50 عنصرًا سافروا إلى الكويت بعد صدور أحكام جنائية ضدهم، وبعضهم غيّر من بياناته ويتعاملون الآن بأسماء وهمية حركية". واعترف "حسام محمد إبراهيم" بتسليمه أموالًا للمتهم الثانى "أبوبكر عاطف" من أجل توصيلها لأهله، وحكى عن صدور تعليمات، أو كما ذكرها خلال التحقيقات (نصائح) من أكثر من شخص ممن ينتمون إلى جماعة الإخوان في الكويت، بعدم تحويل الأموال عبر البنوك، في حين أجمع المتهمون كافة على نفيهم التهمتين المنسوبتين لهم من قبل النيابة، وهما "الانضمام لجماعة إرهابية وتمويل جماعة إرهابية"، وقالوا إنهم ليسوا أعضاءً في الجماعة، وإن الأموال التي كانوا يحولونها إلى مصر كانت تصل أسرهم فقط. ومن جانبهم، كشف خبراء دلائل استخدام الإخوان لأسماء مسيحية في دخول الكويت، وقال نبيل نعيم القيادي السابق في تنظيم الجهاد، فى تصريحات صحفية، إن الإخوان معتادة على استخدام مثل هذه الأمور، والتحوير باسم الدين على هواهم ولتحقيق أهداف أجندتهم الخاصة، والتي تقوم على أن الجماعة أولًا وليس الوطن، وهو منطق تكفيري واضح تعتاده الجماعة في العمل في الداخل والخارج، مشيرًا إلى أن استخدام الجماعة لهويات مسيحية في دخول دولة عربية يؤكد أنهم منبوذين في كل دول العالم، ولا يُمكنهم الاستمرار بهويتهم الأصلية التي هي مرفوضة من الجميع بسبب كذبهم وعملهم الدائم على تنفيذ مخططات خاصة وإرهابية في مختلف دول العالم. "نعيم" أضاف أن خلية الكويت من شأنها تقديم معلومات كبرى للأمن المصري حول أعداد الجماعة المتعاونين معهم، والأموال المتدفقة إلى الجماعات الإرهابية في الداخل وعلى رأسها حركة حسم الإخوانية التي تقوم بتنفيذ عمليات إرهابية في القاهرةوالمحافظات، مشيرًا إلى أن الإخوان طائفيين ويعملون على تنفيذ مخططات تهدف للإضرار بالدولة المصرية. محمد أبو حامد عضو مجلس النواب قال: "إن انتحال عناصر الإخوان الإرهابية لأسماء وشخصيات مسيحية للتخفي لا يحمل أي مفاجأة، لأننا أمام تنظيم إجرامي يستخدم كل أساليب العصابات والتنظيمات الإرهابية للهروب وتنفيذ مخططاته". "أبو حامد" أضاف أن الجماعة يحكمها بشكل أساسي الغاية تُبرر الوسيلة، مهما كانت بشاعة وجرم الوسيلة التي يتم استخدامها، حيث تستخدم جميع الوسائل في سبيل تحقيق أهدافها ومخططاتها الإرهابية". ونبَّه "أبو حامد" إلى ضرورة تكثيف التعاون والتنسيق الأمني بين الدول العربية بشكل مستمر لإبعاد شر التنظيم والحد من خطورته. الدكتور فهد الشليمي المحلل السياسي والأمني ورئيس المنتدى الخليجي للأمن والسلام لم يستبعد وجود خلايا إخوانية داخل الكويت سيتم الكشف عنها خلال الفترة المقبلة. "الشليمي" أشار إلى أن الهجوم على تنظيم الإخوان الإرهابي تصاعد في الفترة الأخيرة بسبب المخالفات والممارسات التي يقومون بها على وسائل التواصل الاجتماعي والإساءة المستمرة للمصريين، مؤكدًا أن عناصر التنظيم أصبحت تعمل في الخفاء.