هل سينتعش سوق السيارات بعد حالة الركود التى سيطرت عليه منذ بداية العام؟ وهل تتمكن موديلات 2020 من إنعاش المبيعات؟ وما مصير السيارات المعروضة حاليًا فى الأسواق طراز 2019 ؟ على مدار ال 6 أشهر السابقة عاني سوق السيارات من حالة ركود شديدة، وتحولت إلى سوق بلا رواد، وسيارات تبحث عن مشترٍ، لكن دون جدوى، وجاء ذلك تحديدًا بعد إلغاء الجمارك على السيارات أوروبية المنشأ بموجب اتفاقية الشراكة المصرية الأوروبية، فيما يعرف ب"زيرو جمارك"، بالإضافة إلى حملة المقاطعة على صفحات التواصل الاجتماعي "خليها تصدي" التى تسببت في تهديد عرش تجار السيارات، وكان لها مردود سلبي على حركة شراء وبيع سوق السيارات المصرية، لكن أزمة الركود بدأت تخف حدتها تدريجيًا، وبشكل واضح وملحوظ تتحرك المبيعات، خاصة بعد تراجع الدولار والذى أثر بالإيجاب على انخفاض سعر الدولار الجمركي وبدأ الوكلاء في عرض المزيد من التخفيضات على سياراتهم والتي وصل التخفيض على بعض الأنواع أكثر من 50 ألف جنيه. وطبقًا لإحصائيات مجلس معلومات سوق السيارات "أميك"، فإن شهر يناير فاق التوقعات، حيث سجلت إجمالى مبيعات السوق فى يناير 2019 زيادة بنسبة 10.8% مقارنة بشهر يناير 2018. وجاء فى التقرير أنه تم بيع 11467 وحدة فى يناير من هذا العام، مقابل 10347 وحدة فى نقس الشهر من 2018، وبالنسبة لقطاع الملاكى فقد شهد زيادة فى المبيعات نسبتها 17٪ بمبيعات 7947 سيارة مقابل 6778 سيارة فى يناير من العام الماضى. وكشفت البيانات الصادرة عن مجلس معلومات سوق السيارات "أميك"، عن أن مبيعات السيارات الأوروبية في مصر حققت نمواً خلال الشهور الأربعة الأولى من العام الحالي يُقدر ب18.7% حيث بلغت المبيعات 7 آلاف و213 وحدة مقابل 6 آلاف و77 مركبة خلال الفترة نفسها من عام 2018. وقفزت واردات مصر من السيارات الأوروبية ب44% خلال الربع الأول من العام إلى 13 ألف سيارة، وذلك في أعقاب تطبيق المرحلة الأخيرة من اتفاقية الشراكة الأوروبية. وجاءت في مقدمة قائمة السيارات الأوروبية الأكثر مبيعًا في مصر شركة رينو الفرنسية، حيث تمكنت من بيع 2373 سيارة خلال الشهور الأربعة الأولى من 2019. وسجلت شركة بيجو الفرنسية المركز الثاني بإجمالي مبيعات بلغ 2335 وحدة، ووصلت في المرتبة الثالثة شركة فيات الإيطالية بعت 935 سيارة وسجلت شركة أوبل الألمانية المركز الرابع وتمكنت من بيع 872 سيارة. واحتلت شركة جاجوار لاند روفر الإنجليزية بالمرتبة الخامسة بإجمالي مبيعات يقدر ب207 سيارة، ووصلت شركة ألفا روميو الايطالية المركز السادس ب34 وحدة. خبراء السيارات أكدوا أن حملة "خليها تصدي" فقدت قوتها ولا يوجد لها أى تأثير فى الوقت الحالى لاعتمادها على نشر معلومات مغلوطة وفواتير غير صحيحة عن نسب الربح والتكلفة الجمركية والضريبية وحول تكدس السيارات فى الجمارك، وتوقعوا أن يُحقق سوق السيارات المصرية نموًا ما بين 25 و30٪ بنهاية العام الجارى مقارنة بالعام الماضى. وحول عوامل انتعاش سوق السيارات بعد حالة الركود التى مر بها منذ ديسمبر 2018، قال خبراء السيارات، إنها تتمثل فى تقديم عروض وتخفيضات جيدة للعملاء سواء خصومات على أسعار السيارات، بالإضافة إلى تقديم تخفيضات على خدمات ما بعد البيع والصيانة، بالإضافة إلى حدوث انخفاض فى تكلفة ضرائب القيمة المضافة وتخفيض الجمارك على السيارات الآسيوية والتى تصل إلى 40٪، مما أدي إلى تشجيع العديد من العملاء على الإقبال على حركة الشراء خلال الفترة الحالية. الخبراء توقعوا أن يشهد السوق مبيعات عاجلة خلال الفترة المقبلة، والتى تتمثل فى قيام المستهلكين بشراء السيارات خوفًا من ارتفاع الأسعار مرة أخرى، لافتين إلى أن السوق يشهد مبيعات مؤجلة، حيث إن البعض اتخذ قرار تأجيل الشراء رغبة فى انخفاض الأسعار، وبطبيعة الحال لن يستطيع أحدًا تأجيل الشراء سنة كاملة. وتُخطط الحكومة المصرية لمضاعفة إنتاج السيارات بحلول عام 2025 لاستيعاب عدد السكان المتنامي المتوقع أن يتجاوز 100 مليون بحلول عام 2020.