فى إطار التفاوض على توقيع اتفاقية بين الهيئة المصرية العامة للكتاب والناشرين الأميركيين الذين يمثلهم والخاصة بترجمة الأعمال المسرحية المصرية إلى اللغة الإنجليزية ونشرها بالولايات المتحدة الاميركية وذلك بكلية الآداب بجامعة عين شمس ،التقى د. مارفن كارلسون – أستاذ الدراما بجامعة نيويورك وشيخ أساتذة الدراما على مستوى العالم بالدكتور مصطفى رياض نائب رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب بالقاهرة وتهدف الإتفاقية إلى نشر الأعمال المتميزة للمسرحيين المصريين قديماً وحديثاً فى الدوائر الأكاديمية الأميركية. كما التقى كارلسون بطلبة وطالبات الدراسات العليا وأعضاء هيئة التدريس بقسم الدراما والنقد المسرحي الذي ترأسه د. منى صفوت وألقى محاضرة بعنوان "دراسات المسرح المصري في الغرب". وقال: إن أحداث ثورات الربيع العربي لفتت أنظار العالم حول منطقة الشرق الأوسط بشكل أكبر، لافتا أن هذه الثورات أطاحت بالنظرة التي كان الغرب ينظرها للعرب على اعتبار أنهم أقل تعليما ومعرفة، وكذلك خبرة في جميع المجالات، فالاتجاه الديمقراطي الذي اختارته هذه الشعوب وناضلت من أجله أسهم في تغيير الصورة النمطية التي أخذها الغرب عن العرب. وعن المسرح قال إن الانتقال والتغيير الفكري من خلال المسرح يعد تغيرا كبيرا، ولكن لا يزال هناك عدم فهم مسيطر على فكر هذه الشعوب حتى مع التغير السياسي والديمقراطي الذي تعيشه هذه الشعوب الآن. وأضاف كارلسون في محاضرته أن المسرح عرف في أواخر القرن التاسع عشر في ألمانيا، حيث برزت المرة الأولى للمسرح في عصر المصرين القدماء، مشيرا إلى أن المسرح في ذلك الوقت كان على شكل واحد لا يتغير ألا وهو المسرح الطقوسي الذي لم يتغير حتى قدوم المسرح الروماني واليوناني، وبعد إنشاء المسرح الدرامي سرعان ما تم فرضه على دول كثيرة، وذلك لجعله نموذجا ممتدا لإدراك الواقع السياسي والاجتماعي والحضاري. كما أشار كارلسون إلى أن الاتحاد الدولى للبحوث المسرحية أنشئ عام 1957، حيث ظل المسرح كما هو عليه في الدول الكبرى ولم يتغير، لافتا إلى أن اجتماعات هذا الاتحاد في ذلك الوقت لم يحضرها إلا اليابان، مشيرا إلى أنه في بداية المسرح انحصر في الدول الاستعمارية فقط. وأوضح أنه في نهاية العشرينيات من القرن الماضى بدأ الاهتمام بالمسرح في هذه المنطقة المستعمرة في العالم، وذلك بعد سنين من الفشل في تطوير العمل المسرحي. وأشار البروفيسور إلى أن الغرب يجهل المسرح الشرقي حيث يعتبر أن الإسلام يكبح الحريات ويقيد الفن، وبالتالي يكبح المسرح ويعارض أن يقدم في بلاد الإسلام على العكس من فهم الإسلام الصحيح للفن، مشيرا إلى أن هناك الكثير من الكتاب المسرحيين الذين تم تجاهلهم عن قصد تارة وعن جهل تارة أخرى، لافتا أنه في المقابل فهناك في المسيحية كتاب رفضوا المسرح أيضا، وأوضح أن في العالم الإسلامي شكل للمسرح، حيث نجد في إيران مسرح "التعويذة" وهي الرواية ذات الأصل الديني المختلط. يذكر أن مارفن كارلسون له دراسات عديدة فى المسرح العالمى بصفة عامة، والمسرح العربى بصفة خاصة.