قال الناقد المسرحي والمستشرق الأمريكي، مارفن كارلسون، إن أحداث الربيع العربي جذبت أنظار العالم إلي الدول العربية وكشفت عن عدم معرفة حقيقية بأحوال المنطقة حيث كانت الصورة النمطية عن الدول العربية صورة سلبية للغاية، كما أدت هذه الثورات إلي اهتمام الغرب بالمسرح في هذه البلاد بعد الإهمال الكبير، حسب قوله. وجاء ذلك خلال الندوة التي نظمتها جامعة عين شمس بالتعاون مع الهيئة العامة للكتاب وشارك فيها د. مصطفي رياض نائب رئيس الهيئة ود. حازم عزمي أستاذ المسرح بالجامعة والذي أدار الحوار مع الناقد المسرحي الكبير " مارفن كارلسون ". وفي حديثه عن إهمال الدراسات المسرحية الغربية للمسرح المصري والعربي، قال كارلسون إن " الدول الاستعمارية الكبري كانت تقدم ما يسمي بتاريخ المسرح العالمي ولكنها كانت تستثني من هذه الدراسات، أي شيء يرتبط بالمسرح العربي والدليل علي ذلك كتاب الاردايس نيكول الصادر في عام 1927 تحت عنوان المسرح العالمي وفيه إشارة إلي اليونان وروما والمسرح الفرنسي والإيطالي والألماني دون أي إشارة للمسرح العربي، وحتي عندما صدرت النسخة الثانية لم يكن هناك اهتمام به ولكنه اهتم في هذه النسخة بإبراز أهمية المسرح الإسباني ودول أمريكا الجنوبية مع إهمال الدراسات المسرحية العربية أيضا، ومع تأسيس الاتحاد الدولي لدراسات المسرح ظل الوضع كما هو عليه فالاهتمام كان بالقوي الاستعمارية. ومع العقود الأخيرة من القرن العشرين بدأ الاهتمام بأمريكا اللاتينية وإسبانيا ولكنهم استكثروا علي المنطقة العربية أن يكون لها أي دور في المسرح. وأشار كارلسون إلي أن الفكرة النمطية التي سادت في الغرب عن محاربة الإسلام للمسرح وعدم تشجيعه للأشكال المسرحية المختلفة هي التي أدت إلي تجاهل الغرب للمسرح العربي. وفي سياق متصل، قال إن بن دانيال هو أرسطوفان العرب وقدم عدداً من المسرحيات التى تشهد على عبقريته ولكننا في نفس الوقت نجده غير معروف في أوروبا وأمريكا، وهذا يعني أن سبب إهمال الغرب للمسرح العربي لم ترجع فقط إلي نظرة الإسلام للمسرح بل هناك أسباب أخري. وتحدث كارلسون عن مسرح توفيق الحكيم والنشاط المسرحي في مصر في ذلك الوقت، حيث قال "إذا انتقلنا إلي القاهرة فسنجد أنها كانت مركزا للأعمال المسرحية من خلال ما قدمه الحكيم ، ففي عام 1935 افتتح المسرح القومي المصري بمسرحيات الحكيم الذي كان يعاني من قلق اللحاق بمسيرة المسرح الغربي، وفي عام 1966 تحول الحكيم الي مسرح اللامعقول حيث قدم مسرحية "مصير صرصار". وأضاف كارلسون أن ثورات الربيع العربي أيقظت اهتمامات العالم بالمنطقة العربية كلها وانعكس ذلك بشكل إيجابي علي الاهتمام بالمسرح، مضيفا " نجد الآن علامات مبشرة للاهتمام بما يقدمه العرب من خلال ما يقدم من مسرحيات عربية في مسرح الرويال كورت في لندن، ففي أغسطس 2011 استمر الرويال كورت في عروضة وكان عنوانه ما بعد الربيع . وأشار كارلسون إلى صعود نجم سليمان البسام من خلال مسرحيته " ودار الفلك " المستوحاه من مسرحية الليلة الثانية عشرة لشكسبير وتحكي عن فرقة مسرحية تواجه مشاكل في دولة عربية ذات نظام شمولي، وقدمت في الكويت وبيروت والعديد من البلدان الأخري، ولكن العرض واجه العديد من التحديات والمتعلقة بالإضافات للنص المسرحي بعد التغييرات في العالم العربي. وفي نقده لمسرحية ودار الفلك قال كارلسون إن مستوي الإخراج والأداء مبهر ولكن الفكرة فيها كثير من التحايل والافتعال. كما تحدث عن مسرحية " خمسون" لجليلة بكار حيث قال " جليلة بكار من أهم كاتبات المسرح في تونس قدمت عرضا مسرحيا رائعا " خمسون " الذي يقدم صورة قاتمة عن الاضطهاد والخوف من السلطة وللنساء المضطهدات". واختتم كارلسون حديثه بقوله " لم يعد المسرح العربي مهمشا في الغرب بل أصبح هناك بداية وعي بوجود هذا المسرح بعد الربيع العربي". أخبار البديل ثقافة Comment *