حالة من الجدل تسيطر على الشارع القبطي بعدما انتشرت الأسبوع الماضي منشورات علي موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" تدعو الفتيات المسيحيات للاحتشام، ما أثار ردود فعل متباينة ما بين مؤيد ومعارض لهذه الدعوات. وكان القس غبريال محب، كاهن كنيسة العذراء مريم والقديسين يواقيم وحنة بقرية دماريس بالمنيا قد كتب على صفحته الخاصة "بسبب الملابس الصيفية كنت أتمني أن فصول العام كلها تصبح شتاء" موضحاً أن هذه مقولة للقمص داود لمعي وتفرض نفسها أكثر هذا العام بسبب الملابس المنتشرة والتي تخلوا من أي وقار. وتابع "ولكن بنات كنيسة العذراء مريم بدماريس اتخذوا قراراً مع بعضهن البعض بإطلاق مبادرة في الصيف أطلقوا عليها "بنات الملك ميلبسوش غير لبس ملوك". ووجه رسالة لهم قائلا "فخور بيكم وبحفاظكم علي وقاركم، دمتم قدوة لكل البنات وصورة حية لبنات الملك"، مضيفاً "لو بنات كتير عملوا زييكم هتجبروا المحلات إنها تنزل موديلات وقورة". وبمجرد انتشار ال"بوست" علي مواقع التواصل الاجتماعي هاجمها كثير من الشباب القبطي مؤكدين أن الملابس حرية شخصية ولا يجب أن يتدخل كاهن أي كنيسة في توجيه الفتيات في اختيار الملابس التي يجب أن ترتديها الفتيات. فكتب أحد الشباب علي صفحته الشخصية "فيه مبادرة أعلن عنها أحد القساوسة بالمنيا اسمها (بنات الملك ميلبسوش غير لبس الملوك) وبيدعوا فيها أن البنات متلبسش إلا كم طويل في الصيف"، مضيفا "المبادرة انتشرت لأنها تلعب على التدين الظاهري". وتابع "شكل الملابس هو معيار مجتمعي وليس أخلاقي أو ديني، وتسأل هل يستطيع هذا القسيس الذهاب لكنيسة في منطقة راقية ويطالبهن بارتداء كم طويل لأنهن بنات الملك؟ هل المجتمعات في أوروبا غير متدينة؟". وكتب شاب آخر "لماذا يتدخل الأب الكاهن في تفاصيل خاصة بالفتيات مثل الملابس والمكياج؟، من المفترض أن هذه الأمور حرية شخصية ولا يحق لأي شخص الحديث فيها". وأضاف "هناك الكثير من الأمور التي يمكن أن يناقشها الأب الكاهن والتي تتعلق بالدين والعمل علي زيادة تقرب الفتيات من الكنيسة وتشجيعهم علي حضور القداسات بدلاً من الحديث عن الاحتشام والوقار". وفي المقابل كتب مينا أسعد، الباحث والكاتب القبطي، "هناك بوست كتبه أحد الآباء تحدث عن الحشمة وأن بناته بالكنيسة أطلقوا مبادرة عنوانها (بنات الملك يرتدون زي الملوك)".. وتابع "رغم تشجيع الكثير لهذه المبادرة هناك البعض اتهم أصحابها بالسلفية مؤكدين أن كل بنت لها الحرية في ارتداء ما تريد". وأضاف "الزي حرية شخصية ولكن خارج الكنيسة ويجب الالتزام بالوقار خلال القداس".. ووجه سؤالاً لمن ينتقدون المبادرة قائلاً بأي حق سمحتم لأنفسكم أن تنتقدوا الزي المحتشم والمبادرة الخاصة التي أطلقتها بناتكم؟، ألستم انتم القائلين أنها حرية؟، وحريتهم في مبادرتهم". وفي النهاية قال اقتبس قول أحد الآباء "إن في حشمة الشابة المسيحية وهي تغطى جسدها ليس لأنه قبيح أو شر ولا لمجرد التزام بشكل موحد، أو حتى مجرد حفظ لها، بل لأن جسدها مبارك وكريم يليق به الغطاء والستر". ولم تكن هذه هي المرة الأولي التي تحدث فيها قساوسة الكنيسة عن احتشام الفتيات، ففي السابق طالب الأنبا بيشوي مطران دمياط وكفر الشيخ، في تصريحات له الفتيات اللاتي تزيد أعمارهن عن 11 عاماً، بعدم ارتداء "البنطلون والبلوزة"، وضرورة ارتدائهن ملابس تتسم بالحشمة والوقار، وعدم وضع "مكياج"، أثناء تقدمهن للتناول - أحد أسرار الكنيسة السبعة -. وعقب انتشار هذا التصريح هاجم العديد من النشطاء الأقباط الأنبا بيشوي ونظموا وقفة داخل الكاتدرائية المرقسية خلال العظة الأسبوعية للبابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، لرفض هذه التصريحات ما دفع الكنيسة لإصدار بيان قالت فيه "كل أسقف له الحق في تدبير العمل الرعوي الذي يخص ايبارشيته طالما لا يتعارض ذلك مع عقيدة الكنيسة وتعاليمها"، مضيفة أن "تعميم مثل هذا القرار على كل الكنائس بحاجة إلى قرار مجمعى من المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وأن قرار الأسقف لم يلزم الفتيات بالملابس خارج الكنيسة بل داخل الكنيسة فقط، وهذا أمر من حقه ولكن لا يجب أن يصدر بهذا الشكل". وبعد تصريح الأنبا بيشوي بفترة قرر الأنبا يؤانس أسقف أسيوط وتوابعها فرض زي خاص على بنات الكنيسة، يتكون من جاكيت وتنورة تتسلمهما الفتيات الداخلة إلى الصلاة على الباب وتعيدهما مرة أخرى عند الخروج، وقامت بيوت الخدمات التابعة للكنيسة على تفصيلها بمقاسات مختلفة لتناسب الجميع، ومن يعارض لا دخول له وستصرفه الكشافة بهدوء. كما قال الأنبا رافائيل، سكرتير المجمع المقدس في إحدى تصريحاته إنه لن يصلى صلاة الإكليل إذا كانت العروس تكشف عن جسدها.