كمكافأة لهم اختارت الأممالمتحدة مجموعة من المتقاعدين والذين تم اعفائهم من مناصبهم الهامة في بلادهم ليكونوا مبعوثين لها في الدول العربية،حيث اقتصر عملهم على التنزه والترحال بين الدول المعنية بالأزمات وإطلاق التصريحات بين الحين والآخر بينما لم يقدموا حلولا لهذه الأزمات، وأثبتوا فشلا ذريعا في محاولات التوفيق بين أطراف الصراع سواء في اليمن أو ليبيا أو سوريا أو العراق أو حتى فلسطين ،حيث لا تزال هذه الدول تعاني من تفاقم الصراع بشكل يهدد استقرار المنطقة ككل. نيكولاي ملادينوف كعادة المنسقين الأممين لعملية السلام بالشرق الأوسط ،اقتصر دور نيكولاي ملادينوف المبعوث الأممى فى فلسطين على التصريحات ،بينما لم يدين إسرائيل داخل أروقة الأممالمتحدة ، ولم يرسل تقريرا حول انتهاكاتها بحق المسجد الأقصى، لكنه ركز في الفترة الأخيرة على الصراع الفلسطيني الفلسطيني، والأزمات الاقتصادية التي تعيشها كل من الضفة وغزة ،معتبرا أن هذه الأزمات هي العقبة الرئيسية أمام عملية السلام. مؤخرا زادت تصريحات ملادينوف حول ما يحدث في غزة ،حيث أدان حملة الاعتقالات والعنف التي استخدمتها قوات الأمن التابعة لحركة حماس ضد المتظاهرين، بمن فيهم النساء والأطفال، وأعرب عن قلقه بشكل خاص إزاء الضرب الوحشي للصحفيين والموظفين من الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان ومداهمة المنازل. كما دعا ملادينوف جميع الفصائل الفلسطينية إلى الانخراط بجدية مع مصر من أجل تنفيذ اتفاقية القاهرة عام 2017 بالكامل، مؤكدا أن الأممالمتحدة ستواصل جهودها لتجنب التصعيد وتخفيف معاناة الناس في غزة ورفع الإغلاقات ودعم المصالحة. وكان ملادينوف قد حذر من أن آفاق السلام الدائم تتلاشى يوما بعد الآخر، فيما يتنامى العنف والتطرف، في ظل استمرار تنامي التحديات الإنسانية والأمنية والسياسية في غزة والضفة الغربية بما في ذلك القدسالشرقية. في إحاطته الأخيرة أمام مجلس الأمن الدولي قال ملادينوف إن الجهود الراهنة تركز على منع الانهيار الاقتصادي والإنساني في الضفة الغربيةوغزة والحفاظ على الأمل، وإن كان ضئيلا، في أن يعيش الإسرائيليون والفلسطينيون جنبا إلى جنب في سلام في دولتين معترف بهما ومتكاملتين في المجتمع الإقليمي والدولي. وأكد ملادينوف على ضرورة أن يتفهم المجتمع الدولي أن الطرف الأضعف، وهو الشعب الفلسطيني الذي عاش تحت الاحتلال لأكثر من 50 عاما، يحتاج إلى الدعم أكثر من أي وقت مضى. وتحدث ملادينوف عن الوضع المالي الصعب للسلطة الفلسطينية والتوقعات بزيادة العجز المالي في ميزانيتها خلال العام الحالي بسبب سحب كميات كبيرة من تمويل المانحين وتدهور الوضع الاقتصادي. وأشار إلى قرار الحكومة الإسرائيلية الأحادي ، بحجب حوالي 140 مليون دولار من تحويلات عوائد الضرائب الفلسطينية. وقال إن الوقف الأخير للمساعدات الأمريكيةللفلسطينيين قد يؤثر أيضا على الجهود الجارية لرأب الانقسامات الحالية. ولد نيكولاي ميلادينوف في 5 مايو 1972 في مدينة صوفيا البلغارية ،وفي عام 1995 تخرح من جامعة الاقتصاد الوطني والعالمي وتخصص في العلاقات الدولية وفي العام التالي حصل على درجة الماجستير في دراسات الحرب من جامعة كينكز كولدج بلندن. شغل منصب وزير الشئون الخارجية في حكومة رئيس الوزراء يويكو بوريسوف في الفترة ما بين 2010 إلى 2013 وشغل منصب وزير دفاع بلغاريا في 27 يوليو 2009 ،واستمر في المنصب حتى 27 يناير عام 2010 ،وقبلها كان عضوا في البرلمان الأوروبي بين عامي 2007 و 2009 و في 2 أغسطس 2013 عين ممثلا للأمم المتحدة في العراق ورئيسا لبعثة الأممالمتحدة لمساعدة العراق. وعلى الرغم من أن ملادينوف يبدي في تصريحاته تعاطفا كبيرا مع الفلسطينيين ، إلا أنه لا يدين بشكل كبير الانتهاكات الإسرائيلية في حقهم ويكتفي فقط بالإشارة إليها معربا عن أسفه،وكأنه يريد بذلك تهدئة العرب فقط ، ففي يناير الماضي أعرب ملادينوف عن الأسف إزاء قرار إسرائيل في الثامن والعشرين من يناير، بعدم تمديد ولاية بعثة الوجود الدولي المؤقت في الخليل،والتي أنشئت بموجب بنود الاتفاق المؤقت لعام 1995 أو اتفاقية أوسلو 2 بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية.