على مدى السنوات الماضية ومنذ سقوط نظام القذافى عجزت كل الجهود الإقليمية والدولية عن الوصول لحل يجمع الفرقاء فى ليبيا على كلمة سواء ورغم القمم المتعاقبة فى الشرق والغرب التى جمعت حفتر والسراج إلا أن الأزمة الليبية مازالت محلك سر واليوم شهدت الأوضاع على الأرض تطورات ميدانية تنذر باحتمالية نشوب صراع عسكرى مباشر بين قوات الجيش الوطنى الليبي الموالية لحفتر والقوات التى تدين بالولاء للسراج فى طرابلس ومدن غرب ليبيا. حيث أعلنت الحكومة الليبية المعترف بها دوليا والتي تسيطر على العاصمة طرابلس النفير العام اليوم الأربعاء بعد أن قالت قوات الجيش الوطني الليبى إنها ستتحرك غربا.وقالت حكومة طرابلس "أصدرنا التعليمات وأعلنا النفير العام لجميع القوات العسكرية والأمنية من الجيش والشرطة والأجهزة التابعة لهما بالاستعداد". كانت قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر قد أعلنت تحركها إلى غرب البلاد في مهمة محتملة "لتحرير الوطن من الإرهاب" مشيرين إلى أن العاصمة طرابلس قد تكون وجهة مقصودة. ولم يقل أحمد المسماري المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، الذي يسيطر على شرق البلاد، بشكل مباشر إن كانت قواته ستتحرك صوب طرابلس في غرب ليبيا، والتي تخضع لسيطرة الحكومة المعترف بها دوليا والتي تعارض الحكومة الموازية في الشرق.لكنه قال إن الجيش الوطني الليبي يحشد قواته من أجل عملية محتملة "لتحرير الوطن من الإرهاب".وفي تسجيل مصور نشره المكتب الإعلامي للجيش الوطني الليبي، ظهرت قافلة تضم مركبات مدرعة وشاحنات عليها أسلحة ثقيلة. وذكر المكتب في بيان قصير مع التسجيل المصور الذي جرى نشره "تنفيذا لأوامره (حفتر) تحركت العديد من الوحدات العسكرية إلى المنطقة الغربية لتطهير ما تبقى من الجماعات الإرهابية الموجودة في آخر أوكارها".وبدأ الجيش الوطني الليبي في يناير الماضى حملة للسيطرة على جنوب البلاد والحقول النفطية الواقعة فيه. وتأتى هذه التحركات فى وقت كان من المقرر أن تعقد الأممالمتحدة هذا الشهر مؤتمرا في مدينة غدامس بجنوب غرب ليبيا لبحث حل سياسي يمهد لإجراء الانتخابات في البلاد فهل يكون الحسم العسكرى أداة لحل الأزمة الليبية أم ستكون تلك مرحلة جديدة من مراحل الأزمة ؟