حرص القائمون على معرض الشارقة الدولى للكتاب على دعوتي لحضور فعالياته الثقافية العديدة، وتكتسب دورة هذا العام، التي يدخل بها المعرض عشريته الرابعة، أهمية خاصة إذ تحل فيها مصر وثقافتها ضيف الشرف على هذا المعرض الحيوي، وهذا ما يؤكد المكانة الخاصة التي تحتلها مصر في نفس حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، الذي وصفته في إطلالة سابقة بأنه "حاكم روحه في مصر" بعد ما استمعت إلى كلمته في افتتاح الدورة الثلاثين لهذا المعرض، فوجدته يتغزل في بلدى وهو يعتز بالأيام الجميلة التي أمضاها فيه وهو يطلب العلم في جامعة القاهرة في سنوات الستينيات، وقد أحزنه أن تنقل إليه الفضائيات نبأ احتراق صرح تاريخي من صروحه الثقافية هو المجمع العلمي المصري، الذي كانت مكتبته تزخر بأمهات المصادر وأوائل الطبعات للكتب النادرة، فقرر أن يسهم في إعادة الحياة إلى هذا المجمع بإهدائه ما يمتلك هو من بدائل مستنسخة أو طبعات أصلية لهذه الثروة التي التهمتها النيران. وقد لفتني أن البرنامج الثقافي للمعرض يضم ندوة كاملة تستعرض أهمية هذا المجمع يتحدث فيها عالمنا الكبير الدكتور إبراهيم بدران والدكتور محمد الشرنوبي. ولكم أسعدنى أن أعلم من أصدقائي القائمين على الإعداد لمعرض الشارقة، الذي يفتتح أبوابه للجمهور صباح الأربعاء المقبل، أن حاكم الشارقة يعكف منذ أيام على انتقاء مائة عنوان من بين أربعة آلاف كتاب من أوائل المطبوعات لكي تُعرض لزوار معرض الشارقة في قاعة خاصة تضم النسخة الأصلية لكتاب "وصف مصر" بمجلداته ال 37، والعدد الأول من صحيفة الأهرام، وكتاب "مقامات الحريري"، وكتب أخرى مهمة معظمها مؤلف بالفرنسية أو مترجم عنها، حرص على اقتنائها من مكتبات أوروبية عديدة. وقد خصص القائمون على المعرض فضاءً للنشاط الثقافي المصري أطلقوا عليه "مقهى ريش" تتراوح فعالياته فيما بين الأمسية الشعرية التي يشدو فيها: سيد حجاب، وفاروق شوشة مساء ثاني أيام المعرض، والأخرى التي تلقي فيها الشاعرة إيمان بكري أحدث قصائدها عقب ندوة "كتب الاطفال في العالم العربي" التي تتحدث فيها الدكتورة زينب العسال والناشرة فدوى البستاني، مساء اليوم التالي، والأمسية الشعرية التي يلقى فيها الشاعر محمد إبراهيم أبوسنة قصائده مساء الخميس 15 نوفمبر، كما يلقي هشام الجخ قصائده في أمسية شعرية مشتركة مساء الجمعة 16 نوفمبر على مقهى ريش. ولن يقتصر النشاط الثقافي المصري على هذا المقهى فقط، بل يتوزع على فضاءات مختلفة، فمثلاً يتحدث وزير الثقافة الصديق الدكتور محمد صابر عرب، والدكتور أحمد زكريا الشلق في ليلة الافتتاح عن الإمام محمد عبده وتجديد الفكر الإسلامي في قاعة الثقافة، وفي ملتقى الكتاب في نفس الليلة يتحدث الروائي الدكتور يوسف زيدان في ندوة "بوكر طريق المشاهير" التي يشترك فيها فادي عزام وشربل قطان ومحسن سلمان، ويحلق نجوم البوكر في سماء الشارقة، فللروائي بهاء طاهر الحائز على البوكر العربية في دورتها الأولى أكثر من ندوة يقدم في إحداها شهادته الروائية على مقهى ريش، وفي الثانية يشارك الناقد الدكتور حمدي السكوت، والدكتور أحمد الزغبي، ومحمد ماجد السويدى، الحديث في موضوع "الرواية العربية.. تاريخ وإبداع"، وللروائيين: محمد جبريل، وفؤاد قنديل، وهدرا جرجس زخاري، وسعيد الكفراوي شهادات روائية على المقهى، ويشارك الروائي المصري ناصر عراق في أكثر من نشاط منها ندوة "الصحافة الثقافية - الدور المفقود" التي يتحدث فيها: خيرية ربيع وعرفان حسين وكريستين بيكر ومرعي الحليان، وعن "الثقافة بوصفها باب المستقبل" يتحدث يوسف القعيد، ووزير الثقافة المغربي الأسبق، بنسالم حميش، والناقد السعودي الدكتور عبدالله الغذامي، في حين يتحدث الروائي سعيد الكفراوي عن صورة الذات في عيون المبدعين في ندوة تضم: إنعام كجه جى، وتميمة أنام، وليز فنويك. وفي قاعة الثقافة يتحدث الفنان يحيى الفخراني، وأحمد الجسمي حول موضوع مهم وهو "السينما بعد الربيع العربى"، وحول " الخليج العربي في كتابات الرحالة" يتحدث الروائي المصري فؤاد قنديل، والمؤرخ الدكتور أحمد زكريا الشلق في قاعة الثقافة في ثاني أيام المعرض، ويتحدث الدكتور كمال الدين إمام عن "مآلات الافعال في المصطلح المقاصدي" في قاعة الفكر، وفي ندوة "الإعلام مدخل لتوثيق التراث" يتحدث محمد الرفاعي، والدكتور نصرالدين لعياضى، وشيخة الجابري، ورعد أمان في ملتقى الكتاب، وتحت عنوان "الترجمة شرعنة الخيانة" يتحدث كامل يوسف، ومشرف علي فاروقي، وسيد أفضل أحمد، ورضا الرومي، والدكتور غانم السامرائي. ويتجدد النقاش حول الصحافة الثقافية العربية في ندوة يتحدث فيها الأديب عبدالفتاح صبري، مدير تحرير مجلة "الرافد"، والدكتورة زينب العسال، والناقدة اعتدال عثمان، والروائيان ناصر عراق وجمال الغيطاني، أما الدكتور أسامة أبو طالب فيتحدث هو والمخرج أحمد عبدالحليم عن "مسرح الدكتور سلطان القاسمي"، كما يشارك في ندوة "المسرح سرد الحياة" مع نور عبدالله الخليل، والدكتور هيثم الخواجه، وعبدالإله عبدالقادر. وللمخرج السينمائي خالد يوسف ندوة موضوعها "التداخل الثقافي في الكتابة السينمائية" مع نجوم الغانم، وخالد البدور، وطوني كافانا، في حين تضم ندوة "الفنون .. رافعة المستقبل": الدكتورة درية شرف الدين، والدكتور أحمد عبدالحليم، وعلى أبوشادي. وبعد عودته من رئاسة وفد مصر في معرض تونس للكتاب، يدير الدكتور أحمد مجاهد، رئيس هيئة الكتاب، يوم الثلاثاء ندوة "قضايا النشر والتوزيع في العالم العربي" يشترك فيها المهندس عاصم شلبي، رئيس اتحاد الناشرين المصريين، وأحمد العمراوي، فيما يتحدث محمد مصطفى شردي في المقهى عن الإعلام العربي. كما يدير عبدالفتاح صبري ندوة "السرد العربي.. الهوية الجديدة" التي يشارك فيها: إبراهيم الكوني، وعبده خال، ومحمد جبريل، وتشارك الدكتورة هويدا صالح في ندوة "المواطن العربي نظرة جديدة" مع الدكتور محمد المطوع، والدكتورة لطيفة النجار، والدكتورة عائشة النعيمى. كما يتحدث الدكتور محمد عبدالوهاب عن "التاريخ سرد المعرفة" مع الدكتور نور الدين الصغير، وفيصل دراج، ويشارك الدكتور سيد بخيت في ندوة "ثقافة التغيير حوار مع الآخر" مع الحبيب السالمي، ومحمد مصطفى شردي، وفؤاد قنديل، ومحمد خالد، وهي آخر ندوات المعرض. ويتيح معرض الشارقة لرفقاء العالم الإفتراضي فرصة لقاء على أرض الواقع: محمد سناجلة، والدكتورة زهور كرام، ومايكل مارشال سميث في ندوة "فضاءات المستقبل.. الكتابة الرقمية"، وفي رحاب المعرض تقوم الروائية أحلام مستغانمي بتوقيع كتابها "الأسود يليق بك" الجمعة 9 نوفمبر فى قاعة الاحتفالات. ويرأس الكاتب السورى نواف يونس، مدير تحرير مجلة "دبى الثقافية" ندوة "الثقافات المتعددة في الإمارات .. تكامل أم تعارض"، ويشارك فيها: ماجد بوشليبي، والدكتورة علياء إبراهيم، والدكتور على الحمادي، وديانا أبو جابر. فيما يقدم المعرض محمد غبريس شاعراً. بقي أن نذكر أن قاعة الإحتفالات بإكسبو الشارقة تشهد صباح الأربعاء 7 نوفمبر وقائع تكريم حاكم الشارقة للفائزين بجوائز: شخصية العام الثقافية، وبجائزة الشارقة لتكريم دور النشر، وجائزة الشارقة للكتاب الإماراتي، وجائزة أفضل كتاب عربي مطبوع في معرض الشارقة الدولي للكتاب، وجائزة أفضل كتاب أجنبي فى العام، وجائزة أفضل كتاب أجنبي في مجال الاقتصاد، وجائزة أفضل كتاب أجنبي للطفل.