إذا كان لكل مرحلة رجالها فإن لكل منها أفكارها.. وبين كل مرحلة وأخري تتبدل قيم وأفكار وتسقط أقنعة لتحل مكانها أقنعة أخري تتلاءم مع معطيات الفترة الزمنية ومفرداتها من اجل حصد اكبر كم ممكن من المكاسب.. من هذا المنطلق تأتي حالة الانحراف الثوري التي انتهجتها حركة 6 أبريل بعد فوز الدكتور محمد مرسي برئاسة الجمهورية وما ترتب عليها من حالة تأييد من قبل ما يعرف ب" جبهة أحمد ماهر" للرئيس الجديد ولجماعته مما أثار استياء الحركات الثورية التي رأت أن الحركة تحولت إلي أداة في يد جماعة الإخوان المسلمين تحركها كيفما تشاء مقابل بعض التسهيلات والمناصب لمؤسسها المهندس أحمد ماهر.. واستند أصحاب هذا الرأي إلي دعوة ماهر لعدم الخروج علي الحاكم "الرئيس مرسي" وكذلك رفضه مقاطعة اللجنة التأسيسية رغم اعترافه بعدم شرعيتها ،إضافة الي اتجاه الحركة للوقوف ضد الثوار في جمعة كشف الحساب وجمعة "مصر مش عزبة" والدفاع المستمر عن قرارات الرئيس الخاطئة. من جانبه أكد شريف الروبي القيادي بحركة 6 أبريل - الجبهة الديمقراطية - أن المهندس أحمد ماهر مؤسس الحركة انحرف عن مسار الثورة بصورة واضحة خاصة عقب تأييده لمحمد مرسي في انتخابات الرئاسة بجولة الإعادة، مشيرا إلي أنه أصبح منخرطا داخل جماعة الإخوان المسلمين ويدافع عنها ضد قوي الثورة لاسيما بعد اتهامه للقوي الثورية التي تعارض الإخوان بأنهم فلول.. ويتساءل الروبي.. هل الدكتور عبدالجليل مصطفي ومحمد أبوالغار وجميع الحركات الثورية أصبحت فلولا الآن لأنها تعارض سياسة جماعة الإخوان المسلمين في السيطرة والاستحواذ علي مفاصل الدولة؟ ووصف الروبي حركة 6 أبريل بأنها تحولت إلي ديكور معارض وليست معارضة حقيقية، مشيرا إلي أن ماهر ربما يعمل لصالح منظمات خارجية تسعي لدعم جماعة الإخوان المسلمين وتنفيذ مخططاتها خاصة مع اقتراب الانتخابات الأمريكية القادمة لاسيما أن رومني المرشح ضد الرئيس الأمريكي باراك أوباما في الانتخابات الأمريكية ستكون سياسته مختلفة مع الأنظمة الإسلامية في العالم. وأكمل: ما يقوم به أحمد ماهر وجبهته الآن هو محاولة لطمس وتشويه تاريخه وتاريخ الحركة الثوري لأنه أصبح يروج للرئيس وجماعته قائلا: "لا أستبعد أن يكون قد تم تطويع ماهر وجبهته مقابل كرسي في اللجنة التأسيسية". واتفق معه طارق الخولي وكيل مؤسسي حزب 6 أبريل تحت التأسيس والمنشق عن حركة 6 أبريل حيث أكد أن جماعة الإخوان المسلمين نجحت في احتواء قوي الثورة إما بالتطويع أو التفاوض علي أن تحصل هذه القوي علي مكاسب سياسية مقابل أن تلحق بقطار جماعة الإخوان المسلمين وتأييد قراراتها ودعمها وهذا ما حدث مع جبهة أحمد ماهر حيث حصل علي كرسي التأسيسية مقابل دعمه لجميع قرارات الرئيس وجماعته حتي لو كان علي حساب قوي الثورة.. مشيرا إلي أن القوي التي لم تستطع جماعة الإخوان تطويعها حاولت تشويهها بطريقة ممنهجة أو شق صفوفها مثلما حدث للجبهة الديمقراطية في حركة 6 أبريل. وحذر محمدعبدالعزيز قيادي بحركة 6 أبريل من فقد شعبيتها في الشارع المصري بسبب تخليها عن معارضتها الحقيقية ووقوفها في صف الإخوان علي حساب الشعب.. مشددا علي أن كل فصائل الثورة تختلف مع سياسة الرئيس محمد مرسي الداخلية والخارجية لأنه أصبح مبارك آخر ولكن ب"لحية" . من جانبه أكد أحمد ماهر مؤسس حركة 6 أبريل أن الانتقادات التي تتعرض لها الحركة "كلام فارغ "، مشيرا إلي أن الحركة ليست تابعة لأحد ومن حقها أن تسلك طريق المعارضة الذي تراه مناسبا لرؤيتها. وأكد أن تاريخ الحركة يرد علي هذه المزايدات التي تتعرض لها عقب كل موقف تأخذه موضحا أن 6 أبريل لا تجامل الإخوان كما يزعم البعض ولم يحصل أعضاء الحركة علي مناصب وأنه رفض العديد من المناصب التي عرضت عليه قبل وبعد الثورة. وقال رفضت تعييني مستشار للرئيس فكيف يتهموني بأنني بعت الحركة للحصول علي مقعد بالتأسيسية.