انتهت أعمال أول قمة رباعية حول سوريا، جمعت رؤساء روسيا فلاديمير بوتين، وتركيا رجب طيب أردوغان، وفرنسا إيمانويل ماكرون، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، بمدينة أسطنبول التركية. وعقدت القمة في قصر "وحيد الدين" التاريخي المطل على مضيق البوسفور، حيث استغرقت المفاوضات الرباعية أكثر من ساعتين. وتمحورت القمة حول جهود التسوية السياسية للأزمة السورية عبر منصتي أستانا وجنيف، وتعزيز وقف إطلاق النار في إدلب شمال غربي البلاد، فضلًا عن مناقشة اتخاذ خطوات ضرورية وإعلان خارطة طريق نحو التسوية السياسية، إلى جانب تشكيل لجنة صياغة الدستور. وكان من بين المدعوين للقمة، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدةلسوريا ستيفان دي ميستورا، الذي أطلع الزعماء الأربعة على آخر ما توصل إليه في مساره، خصوصا فيما يتعلق بتشكيل لجنة صياغة الدستور السوري الجديد. وتعهد القادة الأربعة خلال القمة، بالقيام بخطوات من أجل الحل السياسي للأزمة السورية وضرورة أن تبدأ لجنة الدستور أعمالها قبل نهاية هذا العام. وسلطت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، الضوء على القمة الرباعية حول سوريا في أسطنبول، حيث قالت إنه في الوقت الذي أكد كل طرف التزامه بإنهاء الصراع الدائر، إلا أن النتائج التي خلص إليها القادة في القمة قليلة، مما يؤكد التحديات التي تعيق التوصل إلى صيغة للسلام مع وجود فصائل متنافسة وجماعات متشددة. وأشارت ، إلى أنه مازال هناك تردد غربي في إعادة التعامل مع الرئيس السوري بشار الأسد، لافتة إلى ما صدر عن المجتمعين في نهاية القمة، أي الدعوة إلى حل سياسي لا عسكري. وأضافت الصحيفة الأمريكية، أن المشاركين في مؤتمر "من أجل السلام في سوريا" الذي عقد سابقًا في سوتشي، اتفقوا على تشكيل لجنة تضم 150 عضوًا لإعادة كتابة الدستور السوري، على أن تختار الحكومة السورية ثلث المشاركين، والمعارضة تختار ثلثًا، ويبقى الثلث الأخير من اختيار الأممالمتحدة. من جانبه، أعلن المبعوث الأممي المستقيل ستيفان دي ميستورا، أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم، رفض فكرة أن تلعب الأممالمتحدة دورًا في تشكيل جزء من لجنة صياغة الدستور. وأشارت "واشنطن بوست"، إلى أن كل بلد يعمل بقدر ما طالته الحرب السورية، وعلى سبيل المثال تركيا التي تأثّرت كثيرًا، حيث استقبلت 3.5 مليون لاجئ بينما أصبحت منطقة انطلاق للهجمات الإرهابية. كما استقبلت ألمانيا وفرنسا عشرات الآلاف من السوريين الذين فروا من القتال الدائر في وطنهم. وتطرقت الصحيفة إلى الكارثة الإنسانية التي كادت تحصل في إدلب، الأمر الذي حذرت منه حكومات غربية ووكالات إغاثة في سوريا. وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، إن حل الأزمة السورية لا يمكن ببساطة أن يكون عسكريًا ويجب أن يكون ضمن عملية سياسية ترعاها الأممالمتحدة وتشمل ضمن أهدافها إجراء انتخابات حرة، وفي نهاية هذه العملية السياسية، يجب أن تكون هناك انتخابات حرة يشارك فيها جميع السوريين، بمن في ذلك من يقيمون في الخارج. وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن المحادثات كانت مثمرة، مشيرًا الى أن القادة الذين اجتمعوا اتفقوا على دعم الأممالمتحدة للدفع من أجل تشكيل لجنة تعد دستورًا جديدًا لسوريا بحلول نهاية عام 2018. وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إنه لن تحصل عودة حقيقية ومستدامة للاجئين دون إطلاق عملية سياسية، ومن المتوقع أن يتحقق هذا على المدى القصير. وانعقدت القمة مع استمرار الوضع المتوتر في إدلب شمال غرب سوريا، غداة مقتل سبعة مدنيين في المحافظة التي يسيطر عليها جهاديون في غارات لقوات النظام السوري، وهي أعلى حصيلة تسجل منذ بدء سريان وقف إطلاق نار برعاية روسياوتركيا الشهر الماضي. وغاب عن القمة بلدان فاعلان في النزاع السوري هما إيران والولايات المتحدةالأمريكية المتعاديتان، لكن ماكرون اتصل بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لتنسيق مواقفهما.