شغل السياسي الإكوادوري من أصول لبنانية عبد الله خايمي بوكرم أورتيز، منصب رئاسة الإكوادور في فترة قصيرة عام 1996، حيث تقرر بعد ستة أشهر من رئاسته عدم أهليته لهذا المنصب من المؤتمر الوطني الإكوادوري، وكان هذا القرار حاسم ولم يسبق له مثيل في الإكوادور، وتم خلعه بسهولة من الرئاسة. ويعد بوكرم حفيد مهاجرين لبنانيين، أحب منذ الصغر لعب كرة القدم في شوارع جواياكيل، وأصبح معلقًا رياضيًا ناجحًا وكسب شهادة في التربية البدنية، إضافة إلى كونه مدرسًا للرياضة البدنية، وحصل على درجة في القانون وسرعان ما بدأ حياته السياسية. كان يقيم بوكرم، في شمال "كنيدي"، وكان ابن شقيق السياسي الشهير "أسعد بوكرم"، الذي كان رئيس بلدية "جواياكيل"، وشقيقته مارثا بوكارام، التي كانت متزوجة من الرئيس السابق خايمي أجيليرا. انتخب المرشح عبد الله بوكرم أورتيز، رئيسًا للإكوادور بعد أن هزم مرشح الحزب الاجتماعي كريستيانو خايمي نيبوت، بفارق ضئيل بنحو 20000 صوتاً، وقد اتسمت الانتخابات بنهاية سباق متقارب لصالح بوكرم، الذي كثيرًا ما واجه انتقدات لإنفاقه المزيد من الوقت في لقاءات الحملة الانتخابية بدل الحديث عن القضايا المهمة. ركز بوكرم أولوياته على الفقراء، وقد تبين أنها العامل الحاسم في بلد يعيش فيه ما يزيد على 65% من السكان تحت خط الفقر، وحيث إن كل مواطن يجب عليه التصويت حسب القانون، كان واضحًا أن المرشح الذي نجح في ندائه للفقراء، من شأنه أن تكون له ميزة. كما أظهر بوكرم، خلال الحملة الإنتخابية قدرة خارقة على التحدث إلى الناس من مختلف الطبقات، يذكر عنه أيضاً أنه عند إعلان التبرعات الأخوية رقص مع مجموعات من السكان الأصليين في شرق ايل، بوكرم جعل كثيرًا من الناس يشعرون بأنه رجل الشعب وواحدًا منهم. لكن في غضون عدة أشهر من توليه الرئاسة أقيمت دعاوى قضائية ضده تتهمه باختلاس الملايين من الدولارات من الأموال العامة، ما جعله عرضة للفصل من موقع الرئاسة الإكوادورية من قبل المؤتمر الشعبي على أساس إتهام يدعي العجز العقلي. وأصدر مجلس الشيوخ قرارًا ينص عليه الدستور بنزعه عن كرسي الرئاسة، وعين مكانه زعيم المجلس فابيان ألاركون، وهو الحدث الذي صنع أزمة دستورية. وبعد عدة تهم فساد أصدرت بحقه، حصل بوكرم على حق اللجوء السياسي في دولة "بنما"، لكنه عاد في 2005 إلى الإكوادور بعد أن أسقطت عنه جميع تهم الفساد. جدير بالذكر، أن آلاف المهاجرين الفلسطينيين والسوريين واللبنانيين وصلوا إلى أمريكا اللاتينية، على دفعات متتالية منذ نهايات القرن التاسع عشر الميلادي، هرباً من الوضع الاقتصادي للمشرق العربي أو الاضطهاد السياسي أو الديني، حيث هاجر العديد من اليهود والمسيحيين فرارًا من الاضطهاد في الإمبراطورية العثمانية السابقة، وهرب المزيد من المدنيين من الإمبراطورية العثمانية، بسبب المجاعة الناجمة عن حصار الحلفاء لسواحل سوريا، كما دفعت الفوضى أثناء وبعد الحرب العالمية الأولى والثانية، بالكثيرين للهجرة لأمريكا اللاتينية للالتحاق بالشبكات الأسرية التي تكونت نتيجة هجرات سابقة. وبحسب الكثير من الاحصائيات يبلغ عدد المواطنين العرب في أمريكا اللاتينية حوالي 40 مليون مواطنًا، ويتقلد أغلبهم مناصب هامة في البلاد، ووصل بعضهم إلى كرسي الرئاسة والعديد منهم احتلوا مناصب سياسية وقضائية رفيعة، وهناك أيضًا من أبدعوا في المجالات الرياضية والفنية.