قال الفنان آسر ياسين, إن دوره فى طتراب الماس" يعتبر من أهم الأدوار التى قدمها خلال مسيرته الفنية , مشيرا فى حواره ل "الموجز" إلى أنه يرفض فكرة أن الفيلم يروج للقتل والانتقام . وأوضح أن الفيلم يوجه رسالة مجتمعية بأن العالم الذى نعيشه ليس غابة وانه يجب على كل شخص أن يحترم الآخر. كيف ترى ردود أفعال الجمهور على فيلم "تراب الماس"؟ ردود الأفعال كانت إيجابية بدرجة كبيرة، وهذا كان شئ طبيعي لأن الفيلم رائع وخرج بالشكل الجيد للشاشة، لذلك نجاح الفيلم كان أمرا متوقعا، فهذا العمل أصبح من أقرب الأعمال التي قدمتها إلى قلبي، وسعيد أن الجمهور وضع الثقة فى فريق العمل وشارك في إنجاح هذه التجربة الرائعة. كيف جاء ترشيحك للفيلم؟ رشحني للفيلم المخرج العبقري مروان حامد، حيث حدثني عن أن هناك رواية يرغب في تحويلها إلى عمل سينمائي، وبعدما عرض عليّ التجربة، وجدتها جديدة ومثيرة لتصويرها, وعندما تحدث معي المخرج مروان حامد عن رغبته في ضمي لفريق عمل فيلم جديد وافقت حتى قبل معرفة باقي التفاصيل، لأنه من المخرجين القلائل العباقرة في الوسط الفني، فهو لديه فكر خاص ومميز يستفز أي شخص للعمل معه، بالإضافة إلى ذلك وجود فريق عمل يضم نخبة متميزة من النجوم الموهوبين، والكاتب أحمد مراد الذي أُخذ سيناريو الفيلم من روايته، وأيضاً شخصيتي في العمل جعلتني متحمس. ما الذي جعلك متحمسا للموافقة على شخصيتك في الفيلم؟ قدمت في "تراب الماس" شخصية شاب يدعى "طه الزهار"، وما جعلني متحمس للشخصية هي تركيبتها الغريبة، فأنا كما ذكرت اعتبر هذا الدور وهذا العمل من أهم ما قدمته خلال مشواري الفني، فأنا استغرقت وقتاً طويلاً من أجل التحضير لهذه الشخصية، حيث بدأت العمل عليها منذ أن قمت بقراءة السيناريو، وبعدها قمنا بالكثير من الجلسات التحضيرية مع المخرج والسيناريست، ولأن الشخصية أثارت حماسي وفضولي قمت بدراسة العامل النفسي الخاص بها، وأضفت بعض ذكرياتي مع والدي، ودونت تاريخ هذا الشاب الذي يدعي "طه الزهار" من خلال قراءتي للسيناريو، وفي النهاية قمت بعرض كل ما أضفته للشخصية على مخرج العمل مروان حامد والكاتب أحمد مراد، وبالفعل أعجبا بما كتبته. ما هي الصعوبات التي واجهتها في الدور؟ الدور كان كله صعب، حيث بذلت مجهودا كبيرا في هذا العمل حتى يخرج بالشكل المطلوب، فهي شخصية مركبة تحمل الكثير من الصراعات الداخلية، فهو شاب ضعيف والده رجل قعيد يتحمل "طه" كل أعبائه فهو المسئول عن إدخاله الحمام، وحمله للنزول من البيت، ووضعه على السرير، وغيرها من الأحداث المؤثرة. وكيف استطعت تخطي صعوبة التعامل مع والدك القعيد في الفيلم؟ قام بتجسيد دور والدي في الفيلم الفنان القدير أحمد كمال، وقمنا بالتدريب كثيراً على روتين الحياة اليومية بيننا، وأثناء تواجدنا في موقع التصوير كنت أقوم بحمله إلى السرير أكثر من مرة حتى نظهر خلال التصوير بشكل طبيعي، وكأن هذه حياتنا الحقيقية. وكيف استعديت لهذا الدور؟ هذا الدور بالذات أخذ مني الكثير من الوقت فأنا استعديت للفيلم لمدة تجاوزت العام ونصف حتى أكون في الشكل المثالي الذي يجب أن يظهر عليه "طه الزهار"، فأنا في البداية تدربت جيداً على آلة "الدرامز" حتى أظهر في الفيلم كمحترف وكي يشعر الجمهور بمصداقية ما أقدمه، وأيضا قمت بعمل رجيم قاسِ وخسرت تسعة كيلو من وزني، إلى جانب ساعة مخصصة للجرى يومياً، فكانت نصيحة المخرج مروان حامد الدائمة لي هي: "لازم يبقى شكلك تعبان"، لذلك كان عليّ أن أظهر كما يرى المخرج. لماذا اختار الكاتب أن تكون "الدرامز" هي الآلة الخاصة بالبطل؟ آلة "الدرامز" هي هواية كغيرها من الهوايات التي يفرغ فيها الإنسان طاقته من حزن أو فرح أو أي حالة يعيشها، وفي الفيلم يظهر البطل للجميع، وكأنه شخص هادئ في تصرفاته وانفعالاته، ويجد أن الطريقة الوحيدة لإفراغ ما بداخله تكون من خلال "الدرامز"، وأيضاً تدل هذه الآلة على الوقت وكيف سيجعل البطل هذا الوقت لصالحه كي يفوز في نهاية الأمر. هل قمت بقراءة الرواية قبل البدء في تصوير الفيلم؟ نصحني المخرج مروان حامد بعدم قراءة الرواية قبل تصوير الفيلم، وأن اكتفي بالسيناريو حتى لا يحدث لي ارتباك خلال العمل، لذلك اكتفيت بالجلسات التحضيرية والسيناريو، والخلفية التي قمت بتجميعها عن البطل، واقتنعت برأي المخرج خصوصا أن الرواية تم إصدارها عام 2008، ومن الضروري عند تحويلها لعمل سينمائي أن يقوم السيناريست بتعديل الرواية حتى تتناسب كفيلم، لذلك قررت عدم قرأتها قبل انتهائي من التصوير. وهل هناك اختلاف بين شخصية "طه" في الرواية عن الفيلم؟ بالطبع هناك العديد من الإختلافات، لكن جميعها بسيطة، ولم تؤثر على شكل الشخصية أو طبيعتها، أو حتى سير الأحداث الخاصة بالبطل. هل تُفضل تحويل الروايات إلى أفلام أم أنك لا تهتم؟ أنا لا أهتم اذا كان العمل الذي سأشارك فيه رواية وتم تحويلها إلى فيلم، أو أنه سيناريو عُرض عليّ المشاركة فيه، لأن في النهاية المرجع الوحيد الذي يعود له أي فنان في العمل هو السيناريو، فأنا في "تراب الماس" لم أقرأ الرواية، ولكن في بعض الأحيان يكون من الجيد استغلال نجاح بعض الروايات وتحويلها إلى عمل سينمائي، وهذا ما حدث "، حيث حققت نسبة مبيعات كبيرة بعد طرحها عام 2008، لذلك عندما أُعلن عن تحويلها لفيلم تحمس الجمهور للفكرة وانتظر عرضه. الجميع تحدث عن المشهد الذي ضربك فيه الفنان محمد ممدوح.. فهل هذا سبب لك إحراج؟ إطلاقاً، فعلى عكس ما يظن البعض، فأنا أرى أن هذا المشهد كان لابد أن يخرج في هذه الصورة وبهذا الشكل حتى يشعر المشاهد بمصداقية مايراه، ويلمس الضعف الذي يعيشه "طه"، وتعرضه للضرب والعنف من المحيطين به، لأن ذلك سيكون مبرر لتحوله من شخص طيب إلى قاتل ينتقم مِمَن آذاؤه، والفنان محمد ممدوح مثل أخي ومن أعز أصدقائي. انتقد البعض الفيلم واعتبروه يحرض على فكرة الإنتقام .. بما ترد على ذلك؟ هذا غير صحيح ومن يهاجم الفيلم ويرى أنه يحرض على الإنتقام لم يفهم المغزى منه، لأن هذا العمل يحمل رسالة ويوضح أهمية وجود العدالة التي بدونها يتحول الواقع الذي نعيشه، والمجتمع بأكمله إلى غابة يحاول فيها الضعيف إنقاذ نفسه بكل الطرق حتى لو وصلت إلى القتل، وبالنسبة لى اعتبر هذا العمل من أهم الأعمال التي قدمتها السينما خلال السنوات الماضية، وأتوجه بالتحية لكل الفريق الذي عملت معه، وعلى رأسهم المخرج مروان حامد. كيف كانت أجواء التصوير داخل اللوكيشن؟ كانت أجواء غريبة لا يمكن وصفها، لكن بشكل عام كنا جميعاً نركز على المطلوب منا، ونحاول إخراج أفضل ما لدينا، خاصة مع وجود مخرج مُتعب مثل مروان حامد الذي يريد أن يرى كل شئ على أكمل وجه، فهو مبدع ويستقبل أي اقتراحات على الشخصية بصدر رحب، ويتناقش مع الفنان حتى يصلا سوياً لنقطة تلاقي، وأنا سعيد بالعمل معه. ماذا عن تعاونك مع الفنانة منة شلبي خلال الفيلم؟ هذه هي المرة الثانية التي أقف فيها أمام منة شلبي في بطولة عمل، فأول فيلم جمعنا كان "بيبو وبشير"، وذلك منذ عدة سنوات، وهي فنانة جميلة ومبدعة تحب عملها وتجتهد فيه، وتجمعنا كيمياء مشتركة، تجعلنا "خفاف معاً" عندما نطل على الجمهور، وأتمنى أن أكرر العمل معها. ما حقيقة ترشحك لفيلم "الرجل المستحيل"؟ هذه شائعة ، فأنا لم يعرض عليّ العمل، ولا أعرف عنه أي تفاصيل. هل ستخوض السباق الرمضاني المقبل.. ولماذا لم تشارك في دراما هذا العام؟ في الوقت الحالي عُرض عليّ أكثر من عمل منهم سينمائي، ودرامى لكن لم أستقر على أي عمل، ولم أقرر إلى الآن ماذا سأفعل في رمضان المقبل، وبالنسبة للسباق الرمضاني الماضي، عُرض عليّ المشاركة في عمل درامي، ولكن اعتذرت بسبب انشغالي في تصوير فيلم "تراب الماس". وأيهما تفضل السينما أم التليفزيون؟ الإثنان أحبهما فكل منهما له مميزاته بالنسبة لي، وليس معنى أنني رفضت عمل درامي من أجل "تراب الماس" أن المفضل لي هو العمل السينمائى، ولكن في ذلك الوقت كنت تعاقدت على الفيلم وبدأت في التحضير له، وأنا أُحب أن أظهر لجمهوري في الأعمال بالشكل المطلوب وأن أعطي لكل عمل حقه. ما هي المعايير التي تختار بها أدوارك؟ العمل الجيد يجذب صاحبه، فأنا ليس لدي معايير محددة، لكن أقوم بدراسة العمل في البداية، وعندما أشعر بالراحة أوافق على الفور.