مع قرب بدء مرحلة تنسيق قبول الكليات، فجّرت نقابة الأطباء أزمة جديدة على خلفية الخطاب الذى أرسله النقيب حسين خيرى، للدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالى والذي تضمن المطالبة بسرعة إصدار قرار رسمى بتغيير مسمى كلية العلوم الصحية التابعة لجامعة الدلتا لتصبح "كلية العلوم الصحية التطبيقية" وذلك طبقا لقرار رئيس الجمهورية رقم 322 لسنة 2018، حتى لا يكون هناك تصورات خاطئة لدى طلاب التنسيق وأهاليهم أن خريجى هذه الكليات سيكونون أطباء، ومن حقهم ممارسة مهنة الطب أو الانتماء لنقابة الأطباء لأنهم فى النهاية سيحملون لقب "مشرفين صحيين" وليسوا أخصائيين. وأوضح النقيب أن خريج كليات الطب لا يحصل على لقب أخصائي إلا بعد دراسة طويلة وسنوات عمل تتخطى 17 عامًا، وهو ما لم يحدث فى كليات العلوم، وبالتالى فإن خريجى كليات العلوم هم فقط فنيين ولا يحق لهم ممارسة مهنة الطب، لافتاً إلى أنه رغم تأكيده على أنه لا يمكن الاستغناء عن أى فئة تعمل بالمنظومة الصحية، إلا أنه يجب الالتزام بأن يعمل كل فرد في المنظومة بأداء دوره المنوط به دون محاولة القفز على أدوار الآخرين أو محاولة خداع المرضى بمسميات ليست فى محلها، فهو مشرف صحى وليس أخصائى. من جانبه أكد الدكتور خالد سمير عضو نقابة الأطباء السابق، ضرورة تغيير مسمى كل كليات العلوم الصحية بحيث يكون مسمي الخريج تقني ولا يحصل علي لقب أخصائي إلا بعد الحصول علي الماجستير وسيكون لقبه أخصائي بصريات أو أجهزة ومختبرات أو مساعد تخدير، وهذا ما يجب التأكيد عليه للطلاب المتقدمين لهذه الكليات حتى لا يقعوا فى خطأ مفاده أنها تتبع كليات الطب. وأوضح أن خريجى كليات العلوم الطبية غير مؤهلين لممارسة عمل الطبيب البشرى نظراً لأنهم تقنيين مؤهلين للعمل على الأجهزة فقط وليسوا مؤهلين لفتح مختبرات والتعامل مع المرضى، وبالتالى لا يجب إطلاق عليهم لقب "أخصائى"، كما طالب بضرورة وضع قواعد واضحة تمنع الخلط بين خريجى العلوم الطبية وخريجى كليات الطبية، بمعنى أن يكون المسمي الوظيفي لخريجي كليه العلوم الصحية التطبيقية هي مشرف صحي وليس أخصائي. وأضاف الدكتور أحمد حسين عضو مجلس نقابة الأطباء، أنه يجب على المتقدمين لهذه الكليات أن يعلموا جيداً أن النقابة لن تسمح بالتعدي على مهنة الطب، فليس لديها مانع في وجود كليات للعلوم، لكن يجب أن يعمل خريجوها كفنيين فقط، ولا يحق لهم التعدى على مهنة الطب والقيام بدور الطبيب مستغلين في ذلك لقب "أخصائي" الذين يحصلون عليه بعد التخرج، لاسيما وأن المادة العلمية التي يحصلون عليها لا تؤهلهم لممارسة مهنة الطب. وحذر من أن ممارسة هؤلاء الخريجين لمهنة الطب يعرض لكارثة قد تتسبب فى حدوث جرائم وكوارث للمريض المصري على أيدي فنيين هم غير مؤهلين علمياً لذلك، كما حذر أيضاً من انهيار المنظومة الطبية الحكومية والخاصة في مصر ما يؤثر على سمعة الطب أمام السياحة العلاجية والاستثمار الطبي في مصر. وكانت الدكتورة منى مينا عضو مجلس نقابة الأطباء، قد نشرت عبر حسابها الشخصى على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، عدة تدوينات تؤكد فيها أنه عند كتابة أو تسجيل رغبات الجامعات من خلال مكاتب التنسيق أو الموقع الإلكتروني الخاص بتنسيق الجامعات يجب الأخذ في الاعتبار أن كليات العلوم الصحية التطبيقية أو المسماة ب"كليات العلوم الطبية التطبيقية"، لا تقوم بتخريج أطباء بل بتخريج تقنيين ومساعدي أطباء في بعض التخصصات الطبية، وبالتالى فهم ليسوا أطباء، ولا يحق لهم عضوية نقابة الأطباء ولن يقيدوا فيها، وليس لهم حق مزاولة مهنة الطب. وأشارت إلى أنه عند تخرج هؤلاء من هذه الكليات يكونون تقنيون ممتازون ونرحب بهم ضمن الفريق الطبي، ولكنهم فى النهاية ليسوا نقابة مهنية وإنما جمعية اجتماعية مقيدة في وزارة الشئون الاجتماعية، موضحة أن نقابة الأطباء قدمت بلاغات للنائب العام ضد هذه النقابات وضد انتحال أعضائها لقب "دكتور".