يظهر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في العديد من الحفلات والزيارات والمناسابات الرسمية، وبجانبه زوجته أمينة أردوغان، لذلك فهي تعد محط أنظار الإعلام التركي، كما يعرف عنها أنها تعتلي قائمة الشخصيات الأقوى في تركيا، وتقيم علاقات متشعبة مع كافة الدوائر العسكرية والاستخباراتية والأمنية في البلاد، وتسعى من خلال تلك العلاقات إلى تعزيز نفوذ وسطوة زوجها وأسرتها. ولدت أمينة أردوغان، في عام 1955، في "اسكودار" في اسطنبول، من عائلة تنحدر من أصول عربية من مدينة "سعرد" وتعرف في التركية "سيرت"، وهي الإبنة الخامسة لوالديها جمال وكولبران. تخرجت أمينة من الثانوية المهنية باسطنبول، ثم التحقت بمدرسة مدحت باشا المسائية للفنون، الا أنها لم تكمل دراستها ولم تتخرج منها، وتزوجت من رجب طيب أردوغان، في 4 فبراير 1978، على الرغم من كونه من عائلة فقيرة وأصول جورجية وأنجبت منه أربعة أولاد وبنات هم (نجم الدين بلال، أحمد براق، سمية وإسراء). وعلى الرغم من معاداة أردوغان للأكراد الآن ومحاربتهم والسعي في القضاء عليهم، حيث يعتبرهم جماعة إرهابية، كان قد قال في إحدى المناسبات قبل ذلك، أثناء مراسم افتتاح مشاريع وتسليم منازل أقامتها إدارة بناء المجمعات السكنية في ولاية سيرت، إنه لا يتعامل مع الناس على أسس عرقية، وأنه يحب إخوانه الأكراد والعرب والأتراك، محبة في الله، منوهًا بأنه لو كان عنصريًا لما اقترن بامرأة ذات أصول عربية من مدينة سيرت جنوب شرقي تركيا، في إشارة إلى زوجته أمينة. تعتنق أمينة أردوغان الإسلام كديانة لها، كما تحافظ على الزي المحتشم وترتدي الحجاب، حيث تظهر في كل الصور والمناسبات في زيها الإسلامي، كما اضطرت أمينة أردوغان إلى ابتعاث بناتها الإثنتين للدراسة في الخارج في جامعات أمريكية بسبب منع الحجاب في المدارس التركية قبل تولي زوجها منصب رئاسة الوزراء في تركيا. وقامت أمينة أردوغان بالتدخل في عدة مجالات في الدولة، حتى تظهر أمام الشعب والإعلام بأنها مشاركة لزوجها الرئيس وقائمة بأعمال مثله، حيث أطلقت , بالتعاون مع وزارة التربية الوطنية، حملة كبيرة على الصعيد الوطني من أجل التصدي لمشكلة منع البنات من التعليم في بعض مناطق تركيا، وتم جلب عشرات آلاف البنات إلى المدارس بفضل هذه الحملة التي تحققت تحت شعار "هيا بنات إلى المدرسة". كما نبهت بضرورة نشر الوعي الاجتماعي ومكافحة ظاهرة الإدمان وقامت بدعم جميع الحملات المتعلقة بمكافحة المخدرات، حيث لها إسهامات كبيرة في تحقيق مشروع الأسرة الشقيقة التي نالت اهتمامًا بالغًا في تركيا. يعرف عنها أيضا ، أنها تدعم كافة الجهود لتمكين المرأة من لعب دور فعال في عالم الأعمال، كما أعدت مؤتمرات دولية تحت عنوان "المرأة في عالم الأعمال"، وذلك بالتعاون مع زوجات قادة دول المنطقة، وتولت عام 2006 تنظيم قمة بمدينة إسطنبول وجهت من خلالها نداء ليس إلى نساء تركيا، حيث قالت : " إن لدي قناعة بأن الدور الرئيسي في بناء المجتمعات ورفع قيمتها المشتركة يقع على عاتق المرأة، ويجب على المرأة أن تكون رائدة في الحفاظ على القيم الإنسانية من اندثارها في جميع الأماكن والأعمال". وإلى جانب جهودها في ضم المرأة إلى عالم الأعمال فإن جهودها لضم المرأة إلى الحياة السياسية لم تكن في الإطار الحزبي فقط، بل كانت لها أصداؤها لدى الرأي العام التركي. ووفقًا لتقارير نشرتها مواقع إخبارية، أنه يعلم الداخل والخارج التركي أيضًا أن عقيلة الرئيس التركي أمينة أردوغان، هى المهندس الفاعل الرئيسي في المشهد السياسي التركي، وهى المسؤولة عن تحصين زوجها من الصدمات التي يثيرها خصومه ضده، فالزوجة المعروفة بهدوئها، وابتسامتها الناعمة تدير الدولة التركية بالوكالة، وتصيغ بنفسها السياسات المصيرية في قصر الرئاسة، لكن أحدًا في تركيا لا يمكنه التصريح بذلك حتى لنفسه. في 7 ديسمبر 2010، منح رئيس الوزراء سيد يوسف رضا كيلاني، نيشان باكستان إلى أمينة أردوغان، تكريمًا لجهودها الشخصية من أجل ضحايا الفيضان في باكستان، في أكتوبر 2010، حيث زارت باكستان والمناطق التي ضربها الفيضان لتشهد على المناطق التي تضررت بفعل الفيضان، وساهمت بفاعلية في حملات جمع تبرعات من أجل مساعدة ضحايا الفيضان بالبلاد. ونشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، عدة صور لأمينة أردوغان عقب محاولة الإنقلاب الفاشلة في تركيا العام الماضى ، تظهر فيها بشكل يناقض الشخصية التي تظهره عليها دائما وهي المرأة البسيطة التي تكتفي بالقليل، حيث أشارت الصحيفة إلى أن أمينة أردوغان، بأنها تحب بشكل خاص رحلات التسوق في العالم، والتي تتنقل فيها بين متاجر ملابس مصممي الملابس الفاخرة ومتاجر التحف الأثرية. وفي حين أن ربع الأتراك يعيشون حياة فقر ونحو مليونين يصرفون خمسة يورو في اليوم، فإن أمينة ابنة الستين عامًا وأم لأربعة أولاد، تشرب الشاي الذي تبلغ قيمته 2.000 يورو للكيلوجرام، بأكواب مصنوعة من الذهب يبلغ سعر كل منها 300 يورو، كما يتجولون في قصور أردوغان المختلفة، والتي يمتد أحدها على مساحة 2500 متر مربع في العاصمة أنقرة، وقيمته تقدر بأكثر من 650 مليون يورو. ووفقًا لمجلة فوربس الأمريكية، فإن الرئيس أردوغان يقف على قمة قائمة الأجور لزعماء العالم، وتقدر ثروته بنحو 150 مليون يورو، وتراكمت مع السنين من خلال الاستثمارات البنكية وصفقات العقارات.