تفاقمت الأزمة السياسية التي يواجهها رئيس الوزراء الياباني، شينزو ابي، اليوم، الاثنين، بعد أن أظهرت استطلاعات الرأي، أن فضائح المحسوبية المشكوك في صحتها دفعت بدعمه إلى مستويات قياسية، الأمر الذي حدا سلفه في منصب رئيس الحكومة الى التنبؤ بإقالته بحلول يونيو المقبل. وفي صداع آخر لرئيس الوزراء المحافظ، تعرض كبير موظفي الحكومة الياباني وزارة المالية لانتقادات بعد أن ذكرت مجلة أسبوعية يابانية أنه متهم بالتحرش الجنسي بالعديد من الصحفيات. ونفى آبي اليوم "الاثنين" الاتهامات الموجهة له وقال إنه سيرفع دعوى قضائية ضد ناشر المجلة. وتثير الاتهامات الموجهة ضد آبي الرأي العام في طوكيو للانزلاق نحو شكوك حول ما إذا كان بإمكانه الفوز بفترة ولاية ثالثة مدتها ثلاث سنوات كزعيم للحزب الديمقراطي الليبرالي الحاكم في انتخابات سبتمبر، أم أنه يحتاج إلى الفوز للبقاء في منصبه، أو ما إذا كان قد يستقيل قبل التصويت. وقد برزت تكهنات اخرى أن آبي، الذي عاد إلى السلطة لفترة ثانية كرئيس للوزراء في ديسمبر 2012، واعدًا بإعادة تشغيل اقتصاد قديم ودعم دفاعات اليابان، يمكن أن يدعو إلى انتخابات عامة مفاجئة كما فعل في أكتوبر الماضي عندما كانت منحنيات تقييماته تعاني من هبوط متسارع. وأظهر مسح أجرته محطة (نيبون تي في) التليفزيونية اليابانية أمس "الأحد" أن دعم آبي قد تراجع إلى 26.7 في المئة، وهو أدنى مستوى منذ توليه منصبه في ديسمبر عام 2012. وأظهر استطلاع أجرته صحيفة "اساهي" اليوم الاثنين دعمه بنسبة 31 في المئة. وتأتي أحدث المشاكل التي يواجهها آبي قبل قمة من المرتقب أن تعقد الأسبوع الجاري مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث ستكون الموضوعات الصعبة المتعلقة بتهديدات كوريا الشمالية النووية والصناعية والتجارة على جدول الأعمال. وقال رئيس الوزراء الياباني السابق جونيتشيرو كويزومي، معلقا على أزمة خلفه إن "الوضع يزداد خطورة". وعلى الرغم من أن كويزومي هو أحد داعمي آبي، وفق مقابلة نشرتها الطبعة الإلكترونية للمجلة الأسبوعية "إيرا"، الا أنه يتوقع أن يتقدم رئيس الحكومة اليابانية باستقالته في الوقت الذي تنتهي فيه جلسة البرلمان في 20 يونيو المقبل. وقال كويزومي -وهو أحد منتقدي دعم آبي للطاقة النووية بعد حادث فوكوشيما 2011- إنه إذا أوقف آبي، فقد يضر ذلك بمرشحي الحزب الديمقراطي الليبرالي في انتخابات مجلس الشيوخ العام المقبل. وتظاهرت حشود من المحتجين قرب البرلمان الياباني أول امس، السبت، وحملوا لافتات تقول "انتهى ابي" وهتفوا "ابي استقيل". وقال منظمو الاحتجاجات ضد رئيس الحكومة اليابانية، أن 50 الف شخص شاركوا في التظاهرات. وأظهر استطلاع "أساهي"، أن ثلثي الناخبين لا يثقون في تفسيرات آبي بأنه لم يشارك في فضائح المحسوبية. ونفى آبي أن يكون قد تدخل لضمان معاملة تفضيلية للمؤسسة التعليمية كاك جاكون، التي يديرها صديقه كوتارو كاك، لإنشاء مدرسة بيطرية. كما أنه نفى مرارًا وتكرارًا تدخله هو أو زوجته في عملية بيع مخفضة للغاية لأراضي مملوكة للدولة.