أكد عدد من الخبراء فى المجالين العسكرى والأمنى, أن رجال القوات المسلحة والشرطة لا يتهاونون مع الإرهاب، ويسعون دائما لعمل ضربات استباقية ضد العناصر التكفيرية المتطرفة ولا ينتظرون هجماتهم، لافتين إلى أن المعركة لن تنتهى سريعا، وما فعله الإرهابيون مؤخراً ليس إلا رد فعل لإثبات وجودهم بعد النجاحات التي حققها رجال الجيش مؤخراً. وأشار الخبراء إلى أن ما يقصده الرئيس عبدالفتاح السيسى بكلمة "سنرد بقوة غاشمة" هو توجيه رسالة مباشرة للعناصر الإرهابية بأنه سيقوم بتنفيذ عملية كبيرة رداً على حادث مسجد الروضة بالعريش في أسرع وقت. وقال اللواء فؤاد علام، الخبير الأمني، وعضو المجلس القومى لمكافحة التطرف، إن رجال الجيش يسعون دائما لعمل ضربات استباقية ضد الإرهابيين ولا ينتظرون الهجمات الإرهابية ليكون لهم رد فعل ومن يردد هذا لا يعلم شيئاً عن رجال القوات المسلحة، وغير ملم بما تفعله هذه المؤسسة فى الحفاظ على أمن البلد، مؤكدا أن الحادث الإرهابي الغادر الذى وقع بمسجد الروضة فى سيناء عمل جنونى وخسيس وهو رد فعل لإثبات وجودهم بعد النجاحات التي حققها رجال الجيش في محاربة الإرهاب على مدار الأسبوعين الماضيين، والدليل على ذلك أن قوات الجيش والشرطة نجحت فى قصف العديد من البؤر الإرهابية وتصفية عدد من الإرهابيين وآخرها القضاء على "خلية الواحات". وطالب الرئيس السيسى بضرورة دعوة المجلس القومى لمكافحة الإرهاب للانعقاد فوراً، والإسراع بوضع استراتيجية عاجلة لمواجهته ليس فقط فى مصر، ولكن فى المنطقة العربية كلها، لافتًا إلى ضرورة التفكير بشكل غير تقليدى فى مواجهة الإرهاب خاصة فى سيناء , التى لها طبيعة خاصة من حيث الجغرافيا , ونوع السلاح المستخدم فى العمليات الإرهابية ضد الجيش. وأشار إلى أن الطبيعة الجغرافية فى سيناء تختلف عن أى منطقة أخرى خاصة من ناحية الأراضى وبالتالى يجب الاهتمام بضرورة عدم تواجد أى كمين أمنى فى أية منطقة منبسطة محاطة بجبال عالية، ولابد من التفكير فى تكنولوجيا جديدة لمواجهة الإرهاب لأن الأمر تعدى مجرد مهاجمة قوات الجيش إلى استخدام التكنولوجيا الحديثة فى محاربة الجيش، كما يجب تدقيق الإجراءات الأمنية للسوريين القادمين إلى مصر لمنع اندساس الإرهابيين وسطهم، ولابد من وجود أطقم استجواب مدربة تدريبًا عاليًا لجمع معلومات عن الجماعات الإرهابية المضبوطة مؤخراً. وأوضح أن ما يقصده الرئيس بكلمة "سنرد بقوة غاشمة" هو تنفيذ عملية كبيرة رداً على حادث مسجد الروضة بالعريش في أسرع وقت، لافتاً إلى أنه يوجه رسالة واضحة لهم تفيد بأنه سيستخدم كل قوة مؤثرة من أجل الرد على الإرهاب. ومن جانبه، أضاف اللواء محمد على بلال الخبير العسكرى، أنه لا يمكن القضاء على الإرهاب فى أي دولة من دول العالم ولكن يتم الحد من الإرهابيين وهو ما يفعله رجال القوات المسلحة حالياً، فجميع العمليات الإرهابية التى تحدث الآن تدل على أن الإرهاب لا وطن ولا دين، وبالتالى يجب أن يتم اتخاذ إجراءات جديدة تحد منه، والدولة نجحت بالفعل وبصورة كبيرة فى شن ضربات استباقية على البؤر الإرهابية الموجودة فى سيناء. ولفت إلى أن مراقبة المساجد أمر فى غاية الصعوبة خاصة أنه لا يتم تفتيش أى مواطن يدخل المسجد لأداء الصلاة، رغم أنه منذ عامين ماضيين، قررت الدولة تنفيذ بعض الإجراءات الأمنية على أبواب المساجد من أجل كشف المعادن وهو ما قوبل بالرفض من جانب المواطنين رافضين فكرة تفتيشهم خاصة أيام الجمعة والمناسبات الرسمية وبالفعل تم إزالة هذه الإجراءات بناءً على رغبة المواطنين. وأوضح بلال أن هناك تطوراً كبيراً فى أداء القوات المسلحة، وهو ما يثير العناصر الإرهابية بالمنطقة، والدليل على ذلك الأعداد الكبيرة التى تم القبض عليها من الإرهابيين فى العمليات التى قام بها رجال الجيش فى الفترة الأخيرة، مشيراً إلى أن كل البؤر الإرهابية مرصودة، وعمليات التصفية لا تزال مستمرة إلى أن يتم القضاء علي كل التجمعات الإرهابية. ولفت إلى أنه لن يتم الانتصار على هؤلاء الإرهابيين إلا إذا عملت جميع الأجهزة الأمنية وفق منظومة متكاملة يدعمها الشعب, ولن تنجح الحرب عليهم إلا بالاستغلال الأمثل للتكنولوجيا التى توفر الجهد والوقت. وفى السياق نفسه، أكد اللواء حسام سويلم المدير الأسبق لمركز الدراسات الاستراتيجية للقوات المسلحة، أن المعركة مع الجماعات الإرهابية المتطرفة لن تنتهى سريعاً، خاصة أن هناك دولاً تمدهم بالأموال والأسلحة لنشر الفوضى وزعزعة الاستقرار في مصر، وبالتالى يجب القضاء على جميع الأفكار الإرهابية الموجودة ببعض المساجد والتجمعات بالمعاهد والمدارس خاصة فى سيناء، مشيرا إلى أن أساس هذه الجماعات الإرهابية سواء القديمة أو الجديدة، جماعتى الإخوان والتكفير والهجرة. وطالب بضرورة تهجير أهالي سيناء حتى لا يكونوا وسيلة ضغط على الدولة المصرية، مؤكدا أن رد مصر على هؤلاء الإرهابيين سيكون أكثر قوة، وأن تصفية 15 إرهابيا في شمال سيناء جزء بسيط من هذا الرد، وهو ما قصده الرئيس عبدالفتاح السيسى بكلمة "سنرد بقوة غاشمة". وشدد سويلم على ضرورة تكثيف المسح الجغرافى للمناطق الصحراوية لجلب كافة المعلومات التى تشير إلى أماكن اختباء الإرهابيين، والتعامل معها بأسرع وقت ممكن، فضلا عن الترتيب والتخطيط لمنع هروبهم لليبيا، وتحديد أساليب الاقتحام، والتمهيد النيراني للتعامل معهم، واستغلال ذلك في ضرب المجرمين بالتعاون بين الجيش والشرطة.