قال بيان رسمي صادر عن الفريق الاستشاري الإسلامي المعني باستئصال شلل الأطفال بمناسبة اليوم العالمي لشلل الأطفال أن شلل الأطفال في تناقص مستمر؛ وفي حين أن 350 ألف طفل حول العالم قد أصيبوا بالشلل، بحسب التقديرات، في عام 1988، لم يُبلَّغ سوى عن 12 حالة حتى الآن في عام 2017، وفي هذا دليل على تفاني العاملين في مجال الصحة، وأيضاً الحكومات التي تحشد كل جهودهم لكي نشهد نهاية عهد هذا المرض الموهِن. ويقول سبحانه وتعالى في محكم تنزيله: «وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُون» (سورة التوبة: 105). وقال البيان إنه لا تزال باكستان وأفغانستان ونيجيريا هي بلدان العالم الوحيدة المتبقية التي لم تتوقَّف فيها سراية فيروس شلل الأطفال البري. وفي حين لم تشهد نيجيريا أي حالة إصابة خلال ما يزيد على 12 شهراً، فإن انتقال الفيروس لم يزل مستمراً في مناطق محدودة في باكستان وأفغانستان. ومن ثَمَّ، فمن الضروري أن يحرص جميع الآباء والأمهات على تطعيم أطفالهم ضد شلل الأطفال، ذلك المرض العضال الذي أنعم الله علينا بلقاح آمن يمكننا من خلاله أن نوفِّر الحماية لأطفالنا. وقد لاقت المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال دعماً متواصلاً من رجال الدين والخبراء التقنيِّين والأكاديميِّين بالفريق الاستشاري الإسلامي المعني باستئصال شلل الأطفال، إلى جانب المؤسسات الأعضاء به، وهي الأزهر الشريف، ومجمع الفقه الإسلامي الدولي، ومنظمة التعاون الإسلامي، والبنك الإسلامي للتنمية، وذلك لتحقيق هدفها المتمثِّل في حماية الأجيال الحالية والقادمة من مخاطر هذا المرض الذي يمكن الوقاية منه. واتباعاً لأمر الله تعالى إذ يقول: «وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَان» (المائدة: 2)، فإن الفريق الاستشاري، إلى جانب شبكة الأئمة المحليِّين المتعاونين معه، لا يألو جهداً في حث الآباء والأمهات على التعاون مع العاملين الصحيِّين أثناء حملات التمنيع، بأن يمكّنوهم من الوصول لأطفالهم في زياراتهم المنزلية. وإذا ما استجاب الآباء والأمهات إلى هذه الدعوة، وحرصوا على ألا يفوتون فرصة التمنيع على أطفالهم، فإنهم سيوفرون لهم الحماية على المدى القصير، ليس هذا فحسب، بل وسيوفرون الحماية للمجتمع بأسره وللأجيال القادمة، ولن يُرى بشرٌ بعدها يعاني من الشلل الناجم عن فيروس شلل الأطفال بمجرد استئصاله؛ يقول تعالى: «وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ» (النحل: 18) وبعد أعوام، إن لم تكن قروناً، من معاناة الأطفال في باكستان وأفغانستان، فإنهما يستطيعان تحقيق ما سبقهما إليه أكثر من 120 بلداً منذ أن انطلقت المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال في عام 1988؛ إذ يستطيعان إيقاف سراية فيروس شلل الأطفال بين أطفالهما، ومن ثَمَّ التوقُّف عن رؤية أطفال يعانون الشلل طيلة العمر. ولا يمكن بلوغ هذا الهدف إلا بالدعم الحثيث من جانب الآباء والأمهات لعمل حكومتَيْ البلدَيْن وشركائهما الدوليِّين في إطار المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال.