لا يوجد أسوأ من رجل الدين الذى يسخر علمه لخدمة السياسة، فهو يتحول إلى أداة فى يد الحاكم يبرر له كل ما يفعل، ويعد روبرت جيفريس المستشار الدينى للرئيس دونالد ترامب مثالا على ذلك، حيث كثيرا ما يستخدم الكتاب المقدس ليبرر آراءه ومواقفه السياسية.. فى تملق واضح للرئيس الأمريكى قال القس الخاص بالبيت الأبيض والمستشار الدينى للرئيس الأمريكى روبرت جيفريس- فى آخر تصريحات له- إن الرجل الأول بالولاياتالمتحدة دائما ما يكون مالكا لما يسمى السلطة الأخلاقية، للقضاء على الزعيم الكورى الشمالى كيم جونج أون. وحاول القس إيجاد مبرر لما قاله فى الكتاب المقدس، على الرغم من أنه أمر غريب أن يمنح "قس" أى رئيس تفويضا إلهيا، حيث قال إن الكتاب المقدس فى سفر رومية واضح جدا، حيث وهب الله الحكام السلطة لاستخدام كل الوسائل اللازمة بما فى ذلك الحرب لوقف الشر. وأشار جيفريس إلى أنه فى حالة كوريا الشمالية فإن الله منح ترامب السلطة للقضاء على كيم جونج أون. ومن المعروف أن جيفريس هو القس المفضل لترامب حتى قبل أن يتولى حكم أمريكا، وخلال مراسم تنصيبه توجه الرئيس الأمريكى إلى كنيسة يوحنا قرب البيت الأبيض ليستمع إلى كلمة القداس التى ألقاها روبرت جيفريس. وكان جيفريس، الذى يقود الكنيسة المعمدانية الأولى فى دالاس، اتهم الرئيس السابق باراك أوباما بتمهيد الطريق للفوضويين. وبعد توليه المنصب اعتبر جيفريس الرئيس دونالد ترامب القائد الذى اختاره الرب على حد وصفه، وكتب جيفريس حينها تغريدة تحمل صورة للرئيس أمام كنيسة القديس يوحنا تعهد فيها بإقامة قداس خاص لعائلة ترامب بمناسبة فوزه فى الانتخابات. وخلال هذا القداس شبه جيفريس ترامب بأنه مثل "نحيميا" الذى أعاد بناء القدس بعد نفى الشعب من أرض إسرائيل، وأن شعب إسرائيل ظل فى عبودية حتى أرسل الله لهم مخلصا ولم يكن سياسيا أو قسا وإنما كان بناء وأول مهمة فعلها كانت بناء سور حول القدس، ووجه خطابه لترامب قائلا: هكذا وكما ترى فإن الله ليس ضد بناء الأسوار فى إشارة لفكرة ترامب بناء سور بين أمريكا والمكسيك التى كانت من أبرز أفكاره خلال الحملة الانتخابية. ويعرف القس المقرب لترامب، بعدائه الشديد للإسلام، ويستقطب فى كنيسته بخطبه العنصرية ضد المسلمين على الأقل أحد عشر ألفا من المتابعين فى دالاس كل أسبوع، حيث وصف الإسلام مرة بأنه دين شرير ومرة أخرى بأنه يبيح الاعتداء الجنسى على الأطفال، كما وصف الكاثوليكية بأنها شيطانية ووصف الأديان السابقة ومضافا إليها الهندوسية بأنها طوائف وليست أديانا. يذكر أن روبرت جيمس جيفريس ولد فى 29 نوفمبر عام 1955, وهو قس المعمدان الجنوبى الإنجيلى، وهو أيضا مؤلف وإذاعى، حيث يستضيفه برنامج مسار النصر الذى يبث على أكثر من 1200 محطة تليفزيونية فى الولاياتالمتحدة و28 دولة أخرى، ولديه أيضا برنامج إذاعى يومى، يتم بثه على 764 محطة إذاعية، وهو راعى الكنيسة المعمدانية الأولى فى دالاس بولاية تكساس. حصل جيفريس على درجة البكالوريوس فى العلوم من جامعة بايلور فى واكو بولاية تكساس، كما حصل على درجة الماجستير فى علم اللاهوت من معهد دالاس اللاهوتى، وأيضا حصل على الدكتوراه من المعهد اللاهوتى المعمدانى الغربى فى فورث بولاية تكساس. فى عام 2006 تلقى جيفريس جائزة دانيال، وفى 12 أغسطس 2007, انتخب راعى أول المعمدان دالاس، ميجاشورش مع 11 ألفا من الأعضاء. وعرف عن جيفريس تدخله فى السياسة واستخدام الدين تبعا لأهوائه السياسية، حيث دعم الحاكم ريك بيرى فى الانتخابات الرئاسية التمهيدية للجمهوريين عام 2012، وأثار جدلا وطنيا عندما تقدم الناخبين فى واشنطن لدعم بيرى، زاعما أن أحد أهم منافسى الأخير وهو ميت رومنى يعارض المسيحية، ومع ذلك عاد جيفريس وأيد رومنى نظرا لمعارضته الشديدة لإعادة انتخاب باراك أوباما حينها. وخلال الانتخابات الأخيرة أبدى تأييده الشديد لترامب، ولذلك فى 21 يونيو 2016، قام الرييس الأمريكى بتسمية جيفريس للمشاركة فى مجلس استشارى من القادة الإنجيليين.