وقال الدكتور سيف رجب قزامل، العميد الأسبق لكلية الشريعة والقانون بطنطا، إنه لا عمارة للأرض، ولا استخلاف فيها، ولا حضارة إلا بالعلم؛ لأن كل حركة في هذا الكون منضبطة بقواعد علمية من يعلمها يمتلك تسخيرها والانتفاع بها على الوجه الأكمل, ومن جهل حركتها يتخلف علميًّا وحضاريًّا فتشقى بذلك المجتمعات. كما أشار خلال اختتام معسكر وزارة الأوقاف في رأس البر، إلى أهمية العلم من حيث إنه قد وجد مع الإنسان الأول على هذه الأرض، فسيدنا آدم عليه السلام، قال الله تعالى في حقه: (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)، بل إن كل الأنبياء اقترنت دعواتهم بالعلم والحث على تحصيله، فنجد سيدنا نوحًا (عليه السلام) حين صنع السفينة صنعها وفق قواعد علم صناعة السفن، وسيدنا داود (عليه السلام) كان يصنع الدروع، وقد أشار القرآن الكريم إلى هذا، فقال تعالى: (وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَاجِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ)، وكل الحضارات التي تقدمت وازدهرت جعلت العلم رائدها إلى التقدم والازدهار وما تخلفت أمة إلا بالجهل وعدم الأخذ بأسباب العلم ووسائله وطرقه. وقد أوضح أن لطالب العلم أداب حتى يتمكن من تحصيله، منها : الإخلاص في تعلم العلم للعلم، ونفع الناس به، وكذلك الصبر، وتحمل مرارة طلب العلم وعدم التعجل وكذلك احترام وتوقير من نأخذ عنه العلم يقول صلى الله عليه وسلم ( ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه).