ترددت الأسبوع الماضي أنباء تفيد بمقتل أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" وذلك أثناء غارة روسية على منطقة الرقة السورية، وهي أنباء سبق وأن تناقلتها الألسنة في وقت سابق وخلال مراحل مختلفة من الصراع الذي تشهده الأراضي العراقية والسورية، مما دعا كثيرين للتساؤل عن حقيقة ما يُردد وعن ماهية "البغدادي" ذاته وما إذا كان هناك شخصية من الأساس لهذا الرجل أم أنها من اختراع المخابرات العالمية لزيادة أمد الصراع المسلح الدائر.. ليبقى التساؤل.. من هو أبو بكر البغدادي؟. منذ أن تشكل تنظيم "داعش" الإرهابي في 29 يونيو 2014، نُّصب أبو بكر البغدادي خليفة للتنظيم ومازال حتى يومنا هذا قائدًا له ومسئولاً عن كافة العمليات الإرهابية التى يقوم بها، فهو الرأس المدبر والفيروس الرئيسي للوباء الإرهابي الذي تسبب في إراقة الدماء بجميع أنحاء العالم. نشأته ولد إبراهيم عواد إبراهيم علي البدري السامرائي، والذي يشتهر باسم "أبو بكر البغدادي"، في مدينة "سامراء" بالعراق، في 28يونيو عام 1971، وحصل على شهادة الثانوية العامة في بغداد عام 1991، وكان شقيقاً لأحد الشهداء، حيث توفي شقيقه الأصغر حين كان جنديًا في الجيش العراقي في عهد صدام حسين، أما هو نفسه فلم يتم قبوله لتأدية الخدمة العسكرية، لأن شهادته الصحية الصادرة عن جامعته أظهرت أنه يعاني من "قصر النظر" في العينين. تقدم "البغدادي" بطلب الدراسة في جامعة بغداد، وأراد بحسب وثائق إدارة الجامعة دراسة القانون، وكانت رغبتيه الثانية والثالثة هما علم اللغات وعلم التربية، ولكن درجاته في شهادة الثانوية العامة لم تكن كافية لدخول أحد هذه الفروع الدراسية، فالتحق في نهاية المطاف بكلية الشريعة الإسلامية، وحصل منها على درجة البكالوريوس في الدراسات القرآنية، وبعدها حصل على الماجستير عام 2002 ، وتمحورت رسالته حول موضوع تلاوات القرآن الكريم، وبعد ذلك على شهادة الدكتوراه 2006 في الاختصاص ذاته. وفي عام 2003 تزوج من زوجته الأولى في محافظة "الأنبار" العراقية، وكان يعمل حينها إمامًا وخطيباً لأحد الجوامع في بغداد ما قبل الغزو الأمريكي للعراق. وأوضحت المعلومات التي نشرتها وكالة الاستخبارات الامريكية عن البغدادي، إنه متزوج على الأرجح من سيدتين، ولديه عدد غير معروف من الأطفال، ولم يبد من المعلومات التي قدمتها الاستخبارات أن البغدادي سافر خارج سورياوالعراق في حياته، كما أوضحت أنه يعتمد في قراراته على مجموعة من المساعدين الموثوق بهم، ولكن لديه أيضا عدد من القادة العسكريين الذين يتخذون القرارات المهمة من مواقعهم من دون الرجوع إليه. نشاطه العسكري بعد مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في مطلع مايو 2011 هدد أبو بكر بالانتقام العنيف، وأعلن في 5 مايو عن مسؤولية تنظيمه في الهجوم الذي وقع في مدينة "الحلة" في العراق والذي نتج عنه مقتل 24 عسكري وإصابة 72 آخرين. كما أدار "البغدادي" مجموعة كبيرة من الهجمات والعمليات مثل هجوم 28 أغسطس 2011، على جامع "أم القرى" الذي أدى لمقتل 6 أشخاص من بينهم النائب في البرلمان العراقي. وأعلن أبو بكر البغدادي ولاءه للعديد من المنظمات الإرهابية مثل جماعة "جيش أهل السنة" في عام 2003 وحتى عام 2006، وايضًا مجلس شورى المجاهدين في يناير 2006وحتى أكتوبر 2006، وأخيرا تنظيم "داعش" في العراق والشام منذ 2014 وحتى اليوم. نساء وفضائح جنسية من المعروف عن زعيم تنظيم "داعش" الإرهابي، إنه يتلاعب بالنساء وله العديد من الزوجات والأكثر من العشيقات ومن قام باغتصابهن، واتخاذهن كجاريات، ومن ثم يمتلئ عالم "البغدادي" بالنساء، وفي هذا السياق تحدثت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية عن حياة البغدادي النسائية حيث ذكرت أنه تزوج فى بداية حياته من امرأتين، احداهما هى ابنة خالته وتدعي "أسماء فوزى محمد الكبيسى"، وأنجبت له خمسة من أبنائه، أما الثانية فتدعي "إسراء رجب محل القيسى"، وأنجبت له ابنه الأصغر "علي"، وحرص البغدادي على منعهما من الظهور والاختلاط، وكانتا بجانبه أيضاً عند حصوله على الماجستير والدكتوراه من جامعة بغداد فى علم القرآن، حتي تنصيبه خليفة ل"داعش". وكشفت مصادر بالتنظيم، أن "البغدادي" تزوج في عام 2015 بالموصل من فتاة ألمانية تدعي "ديان كروج" كانت قد التحقت بالتنظيم فى سوريا، ثم انتقلت بعدها إلى العراق، ولكن في عام 2016 نجحت فى الفرار من التنظيم، بصحبة اثنتين من مساعداتها، وكلف البغدادى قوات خاصة بالبحث عنها وإلقاء القبض عليها. لم تكن "كروج" الأجنبية الوحيدة في حياة "البغدادي" حيث أن هناك امرأة أمريكية تدعي "كايلا مولر" كانت إحدي ضحاياه وصاحبة فضيحته الجنسية الشهيرة حيث أنه لم يتزوجها ولكنه اغتصبها على مدار عام، وفي النهاية أعلن التنظيم مقتلها فى فبراير 2015 بإحدى غارات التحالف الدولي. كما تزوج من أمرأة تدعي"سجى الدليمى" أخت أحد قادة "جبهة النصرة" الإرهابية، وهي الأكثر شهرة بين زوجاته باعتبارها الوحيدة منهن التى ظهرت تتحدث لوسائل الإعلام، بعد طلاقها منه بصفتها زوجة سابقة له، وهي أيضا أم لابنته "هاجر" التى ظهرت معها كذلك أمام الكاميرات، فتزوجها البغدادي ثلاثة أشهر فقط ثم وقع الطلاق بينهما مما يزيد على 7 سنوات. محاولات اغتياله تعرض الإرهابي أبو بكر البغدادي، للعديد من محاولات الاغتيال ولكنها كانت تنتهي بالفشل، ففي عام 2006 ضربت طائرة حربية أمريكية مخبئاً مشتبهاً فيه للمسلحين بالقرب من الحدود السورية في محاولة لقتل البغدادي، وذلك لأنه كان يُعرف وقتها بأنه شخص بارز في تنظيم القاعدة بالعراق، وكان جزءًا من شبكة القاعدة في بلدات صغيرة بالقرب من الحدود السورية، وعلى الرغم من أنه كان موجودًا في ذلك المخبأ وقت تنفيذ الهجوم إلّا أنه لم يتم العثور على جثته، وفي النهاية تبين أنه لم يقتل في هذا الهجوم وأصبح زعيماً لتنظيم القاعدة في العراق عام 2010. وبين الحين والآخر كان يتم الإعلان عن استهداف البغدادى، ولكن يتضح فيما بعد عدم دقة المعلومات، فالمرة الأولى كانت فى ديسمبر العام الماضى والمرة الثانية كانت فى مارس الماضى. وفي هذا السياق أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها قامت بضربة جوية في 28 مايو الماضي، وأنها استهدفت منطقة في الرقة حيث كان البغدادي موجودًا فيها بصحبة 33 قياديًا في التنظيم، ورغم تأكيد موسكو مقتل البغدادي في تلك الغارة الجوية على الرقة، إلا أن مصير الرجل ما زال غامضًا بالنسبة لكثيرين، خاصة في ظل تشكيك واشنطن في الرواية الروسية التي خلت من أي أدلة قاطعة، سوي عدم ظهور البغدادي في أي تسجيلات صوتية خاصة بعد الهزائم المتكررة التي مني بها التنظيم في سورياوالعراق.