تعاني المنظومة الصحية في مصر من تجذر الفساد والمحسوبية داخل أروقتها بشكل ترتب عليه التأثير سلباً على صحة المرضى، الأمر الذى دفع الدكتور أحمد حسين، عضو مجلس نقابة الأطباء، على التقدم ببلاغ يحمل رقم 6577 إلى النائب العام، ضد كل من الدكتور أحمد عماد الدين راضي وزير الصحة والمهندس عاطف عبد الحميد محافظ القاهرة، وأيضا هشام الشريف وزير التنمية المحلية، إلى جانب خالد فهمي وزير البيئة، حيث يتهمهم فيه بقتل المرضي داخل مستشفى العباسية للصحة النفسية، لصالح شركات المحمول من أجل تقوية الشبكة الخاصة بها. وذكر "حسين" فى بلاغه الذى حصلت "الموجز" على نسخة منه أن العاملين بمستشفى العباسية للصحة النفسية بطريق صلاح سالم، فوجئوا صباح يوم الأحد 21 مايو الحالي، بقيام العاملين بمحافظة القاهرة بتعليمات من المشكو في حقه الأول وبموافقة المشكو في حقهم الثاني والثالث والرابع، بتركيب محطة تقوية شبكة تليفونات محمول لأحد الشركات الخاصة في حديقة العروبة المملوكة للمستشفى على مدخل المستشفى، وهذه المحطة على شكل نخلة طولها نحو 40 متر لتضليل العاملين حتى لا يتم اكتشاف حقيقتها. وأشار البلاغ أن المحطة تبث موجات كهرومغناطيسية، لها تأثير بالغ الضرر على صحة المرضى النفسيين المقيمين بالمستشفى، والذي يفوق عددهم الألف مريض بخلاف مرضى العيادات الخارجية المترددين على المستشفى وكذلك العاملين بها. وأوضح مقدم البلاغ أن محافظة القاهرة وافقت على إنشاء المحطة استهدافاً للربح من الشركات الخاصة ضاربة بصحة المرضى عرض الحائط، مشيراً إلى أن لموجات الكهرومغناطيسية التي تبثها محطة تقوية شبكة المحمول ستؤدي إلى تدهور حالتهم المرضية فضلًا عن إصابتهم بأمراض أخرى. وأشار البلاغ إلى أن هذا الأمر يعد انتهاكاً واضحاً لمسئولي المحافظة لاختصاصاتهم في الحديقة فقد تسلموها عام 1993 من إدارة المستشفى للقيام بأعمال التجميل والتنسيق للحديقة مع التأكيد على ملكية المستشفى للحديقة، وقد طلبت إدارة المستشفى ووزارة الصحة منذ عام 2010 إعادة تسليم الحديقة للمستشفى ولكن المحافظة رفضت تباعًا مما دفع الدكتور فؤاد النواوي وزير الصحة الأسبق إلى إقامة منازعة قضائية ضد المحافظة ما زالت منظورة أمام مجلس الدولة من عام 2012 حتى الآن. وأضاف أنه سبق لمحافظة القاهرة محاولة إقامة محطات تقوية لشبكات محمول لشركات خاصة داخل المستشفى في 17 نوفمبر 2011 وفي 29 أكتوبر 2015، وتصدى لتلك المحاولات العاملون بالمستشفى وأوقفوا تلك الأعمال حرصًا على صحة وحياة المرضى. وطالب "حسين" بسرعة إزالة محطة تقوية شبكة المحمول التي تم إقامتها حرصًا على حياة المرضى، إلى جانب التحقيق مع المشكو في حقهم نحو المخالفات التي قاموا بها. وأضاف أن صمت وزارة الصحة على ما يحدث من قبل محافظة القاهرة، يعد جريمة لا يمكن تفاديها والتهاون بها مطلقا، وطالب بمحاسبة المسئولين عن هذه الكارثة ومثولهم أمام البرلمان لاستجوابهم، مؤكداً أن ما يحدث يعتبر تهاوناً بالمرضى، الذين يتم علاجهم بالمجان أو بمبالغ رمزية.