إعادة ترسيم الحدود بين المحافظات وانتخابات المجالس المحلية ومواجهة فساد الأحياء أهم الملفات التي تنتظر الوزير الجديد وفاء حسن ملفات شائكة، وقضايا عالقة، وتحديات كثيرة تنتظر الحسم من الدكتور محمد هشام الشريف، وزير التنمية المحلية الجديد، والذي تولى الحقيبة الوزارية خلفًا للدكتور أحمد زكى بدر. مصادر مطلعة أكدت ل"الموجز" أن أول قرار سيتخذه وزير التنمية المحلية الجديد هو الإطاحة بكل رجال زكى بدر الذين عينهم في المناصب القيادية لضمان منع تسريب أى معلومة تخص الوزارة إلى وسائل الإعلام. وكان الدكتور أحمد زكى بدر، وزير التنمية المحلية السابق، قد عين الضابط وليد مشرفة من وزارة الداخلية مديراً لمكتبه، ووفّر له مكتباً منفصلاً له عن مكتب السكرتارية وتم تجهيزه بأفضل الأثاث. كما استعان "بدر" بأربعة مستشارين من خارج الوزارة، أبرزهم اللواء أحمد عبد المنعم، الذي عينه أمينًا عامًا للإدارة المحلية لمجرد أنه كان مديراً لمكتب والده، وصديقه الدكتور عادل شكرى، مستشارًا له لإعادة الهيكلة الوظيفية بالأمانة العامة للإدارة المحلية، كما استعان بالسفير السابق لدى أستراليا حسن حنفى الليثى، والدكتور أحمد فتحى الأستاذ في القانون الجنائي بجامعة عين شمس. مصادر أكدت أن أبرز الملفات التى ستكون على رأس أولويات "الشريف" هو ملف ترسيم الحدود بين المحافظات، والذى قطع اللواء عادل لبيب الوزير الأسبق شوطًا كبيرًا فيه، وظل حبيسًا للأدراج فى عهد الوزير السابق الدكتور أحمد زكى بدر. وسيكون الدكتور هشام الشريف مطالباً بمحاربة الفساد المتفشى بالمحليات، خصوصًا في الإدارات الهندسية، ومنح التراخيص، وتفعيل دور جهاز التفتيش والمتابعة، وإجراء انتخابات المجالس المحلية في المحافظات، وهي أول انتخابات لهذه المجالس منذ ثورة يناير. كما يعد قانون الإدارة المحلية من التحديات القوية التي ستواجه الوزير الجديد، حيث اقترب للخروج إلى النور، ويُعد من أهم خطوات إصلاح الحكم المحلى، لارتكازه على اللامركزية، ومنح سلطات أوسع للمحافظين، وإجراءات رادعة للمخالفين. ومن الملفات الساخنة أيضًا التى لم يحسمها الدكتور أحمد زكى بدر، وتنتظر الحسم من الوزير الجديد، مشروع تطوير القرى الأكثر احتياجًا، حيث تم الانتهاء من تطوير المرحلة الأولى من القرى الأكثر احتياجًا، والتى تصل عددها إلى 78 قرية فقط، ولم تستكمل تطوير باقى القرى. ولعل من أبرز القضايا العالقة التى تحتاج إلى متابعة ورصد معدلات تطوره، هو المشروع القومى للتنمية المجتمعية والبشرية "مشروعك"، والذى تم تدشينه بهدف توفير فرص عمل للشباب، ولكنه لم يُحقق النتائج المطلوبة بعدد من المحافظات، خاصة فى القاهرة، والجيزة، بسبب مواجهة تعنت البنوك في الأوراق، والروتين المعقد الذي يهدر الجهود. من أهم الملفات أيضًا التى تنتظر تدخل الوزير الجديد بصورة عاجلة ملف تنمية الصعيد الذي يهدف إلى منع التكدس السكاني بالمناطق القديمة من الوجه البحري وصعيد مصر، وتوزيع السكان، وتوفير فرص عمل آمنة ومستقرة، وتشجيع فرص الاستثمار والتنمية بالمحافظات الجديدة. ومن الملفات الحتمية التي ستكون على رأس أولويات الدكتور هشام الشريف خلال الفترة المقبلة إعادة تشغيل مركز سقارة لتدريب كوادر المحليات الجديدة والذى جمده الوزير السابق منتصف عام 2016. من أهم القضايا التى يجب على الوزير اتخاذ قرارات سريعة فيها هو استكمال مسابقة المحليات لسد العجز فى أعداد القيادات بالمناصب القيادية المحلية بالمحافظات المختلفة، حيث تم إعلان نتيجة المرحلتين الأولى والثانية فقط من نتيجة المسابقة التى بدأت فى عهد الوزير السابق الدكتور أحمد زكى بدر، بإجمالي 148 اسمًا فقط من أصل 249 قيادة من المقرر أن تملأ الفراغات، والأماكن الشاغرة بمناصب رئيس حى، ورئيس مركز ومدينة، وسكرتير عام مساعد. كما يواجه الدكتور هشام الشريف خطة إعادة هيكلة الوزارة ودمج قطاعاتها، الأمر الذى بدأه الوزير السابق ولم يستكمله، إلى جانب التحدى الأكبر المتمثل فى نقل مقر الوزارة إلى التجمع الخامس، الأمر الذى رفضه الموظفون من قبل. وهشام الشريف هو خبير فى مجال تكنولوجيا المعلومات، ومؤسس مركز معلومات مجلس الوزراء المصرى، وولد عام 1953، وحصل على بكالوريوس الهندسة الكهربائية من الكلية الفنية العسكرية، ثم حصل على ماجستير من جامعة الإسكندرية، وحصل أيضًا على درجة الدكتوراة فى نظم دعم القرار من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بجامعة كامبريدج الأمريكية عام 1983. وتولى "الشريف" رئاسة مركز معلومات مجلس الوزراء 1990 - 1999 بعد أن قام بتأسيسه، وقام بدور أساسى فى إنشاء مراكز المعلومات على مستوى المحافظات، والمراكز، والقرى، وتدعيمها، وكذلك مراكز التدريب، وساهم فى إصدار عدة نسخ من كتاب وصف مصر بالمعلومات، ووصف المحافظات، ويعتبر أحد خبراء العالم فى مجال تكنولوجيا المعلومات. وأسس هشام الشريف العديد من الشركات فى قطاع المعلومات، ومنهم نايل أون لاين، ثم أسس صندوق استثمار Venture Capital فى قطاع تكنولوجيا المعلومات، وهو رئيس المركز الإقليمى لتكنولوجيا المعلومات.