قال راشد الغنوشى، مؤسس حركة النهضة التونسية، المحسوبة علي جماعة الإخوان، فى كلمة له بمنتدى حوار المتوسط 2016 الذى عٌقد بروما خلال جلسة بعنوان "الديمقراطيّة والسياسات: أى دور للإسلام"، إن تغيرات طرأت علي الحركة بعد مؤتمرها العاشر، موضحًا إنها لم تعد تعتبر نفسها ضمن مصطلح الإسلام السياسى ولكن حزب للمسلمين الديمقراطيين. وأضاف: "النهضة لم تعد حركة احتجاجية ضد الدكتاتورية بل حزبا سياسيا مهتمّا بتكريس الديمقراطية". وأكد مؤسس حركة النهضة أن "الإسلام السياسى" مصطلح فضفاض ارتبط كثيرا بالجماعات التى تشرّع للعنف وتتحدّث باسم الإسلام، ونحن حزب ديمقراطى لا يؤمن فقط بأنه لا تعارض بين الإسلام والديمقراطية ولكننا نرى حقا الإسلام كعامل محفز على التسامح والخدمة العامة وقيم التعددية والديمقراطية وحقوق الإنسان. وأكد الغنوشى، أن حركة النهضة تعمل على إيجاد حلول لمشاكل الشعب التونسى مثل توفير فرص العمل وإصلاح المستشفيات والمدارس والبنية التحتية، لافتا إلى أنهم قرروا المضى قدما نحو التخصّص من أجل وضع برامج وخطط عمل لتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للشعب التونسى، وأنه إذا كان المقصود بالإسلام السياسى حركة احتجاجيّة ضدّ النظام الدكتاتورى فأود أن أقول أن ذلك لم يعد صالحا فى سياق ديمقراطى، على سبيل المثال، فى تونس نحن نركز الآن على بناء مؤسسات سياسية قوية وطويلة الأمد وعلى تحسين جودة حياة المواطنين ولم نعد فى موقع الحركة الإحتجاجية ضد السلطة والنظام السياسى. ولفت الغنوشي، إلى أنه لهذا السبب وفى ظل إطار ديمقراطى يمكن أن ينشأ وينتشر ما نسميه فى حركة النهضة "الإسلام الديمقراطى" أو "المسلمين الديمقراطيين"، فالإسلام كدين وثقافة تبقى حقيقة فى المنطقة، ولكن علينا أن نكون على علم بأن هناك اختلافات فى تفسيرات. ونوه الغنوشي، إلى قناعاته بأن التفسيرات المدمرة وغير المتحررة للإسلام لا يمكن أن تهزم إلا بتفسيرات ديمقراطية ومتحررة للإسلام، والتحدى الحقيقى هو كيفية جعل الإسلام قوة اعتدال وتسامح فى مواجهة التطرف والعنف.