اعتبر الشيخ راشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة التونسية، أنه لا يمكن نشأة وانتشار ما وصفه ب"الإسلام الديمقراطي" دون إصلاح سياسي، متحدثًا عن أنه لا يمكن هزيمة القراءات الهدامة والخاطئة للإسلام إلا بقراءات ديمقراطية صحيحة، واصفًا الإسلام السياسي ب "المصطلح الفضفاض الذي ارتبط كثيرًا بالجماعات التي تشرع للعنف و تتحدث باسم الإسلام". قال الغنوشي، في كلمة له خلال منتدى حوار المتوسط المنظم العاصمة الإيطالية روما، أمس السبت، إن التحدي الحقيقي يكمن في كيفية جعل الإسلام قوة اعتدال وتسامح في مواجهة التطرف والعنف، متحدثًا عن أن الإسلام الديمقراطي يمكن أن يكون بديلًا في بلد تجاوز مرحلة الاستبداد التي يقوم فيها النظام على القمع. وتابع أنه إذا أراد المسلمون نشر قيم التسامح والتعددية والتعايش، فيجب تفسير الإسلام بشكل صحيح، ما دام ليس هناك ناطق رسمي باسم هذا الدين في العالم. وأشار إلى ضرروة محاربة كل أشكال التطرف، ومن ذلك التفسيرات الخاطئة التي يستخدمها المتطرفون، كمفهوم الجهاد، الذي لا يعني قتال غير المسلمين، فاالتاريخ بين كيف كانت هناك تعددية في بلاد الإسم، وكيف استفادت الحضارات الإسلامية من التعددية الدينية. وأضاف الغنوشي أن حركة النهضة أضحت حزبًا مهتمًا بتكريس الديمقراطية، والحركة تعمل اليوم في تونس على إيجاد حلول لمشكلات الشعب مثل توفير فرص العمل وإصلاح المستشفيات والمدارس والبنية التحتية. كما تحدث الغنوشي عن أن الهاجس اليوم في تونس ينصب على إرساء سياسات ومؤسسات سياسية قوية وطويلة الأمد وعلى تحسين نوعية حياة الناس وأن أفضل وصف للنموذج التونسي يكمن في 3 مبادئ رئيسية: التوافق وتقاسم السلطة والسياسات الشاملة.