محمد على عفيفى بدوى ناصف، اسم خطير فى عالم الجماعات المسلحة، كان العنصر الأخطر فى تنظيم بيت المقدس ببر مصر، فهو من قام بتشكيل كل مجموعاته المسلحة العنقودية، والغريب أن جماعة الإخوان دعائيًا عقب القبض عليه هاجمت النظام، واشتدت ضراوة هجومها عقب إعدامه، وعلى المئات من الصفحات ادعت أن المتهمين الذين أعدموا فى خلية عرب شركس بريئون من المشاركة فيها، ومنهم محمد على عفيفى، وقد كان ذلك حق يراد به باطل، فهم بالفعل تم القبض عليهم، قبل المعركة التى تمت بين خلية عرب شركس الخطيرة، التى كان يقودها فهمى عبدالرءوف، إلا أنهم شاركوا مع الخلية فى أعمال إرهابية سابقة، كما أن من شكلها وكان زعيمها ومسئولا عن كل أفعالها هو محمد على عفيفي، قبل القبض عليه. محمد على عفيفى يرجع أصله إلى محافظة كفر الشيخ، وقد خطا أولى خطواته مع الجماعات الإسلامية حين كان يستمع إلى دروس الشيخ أبو إسحاق الحوينى، والسلفيين. انتقل بدوى ناصف مع أهله إلى القاهرة، وهو فى سن ال37، وسكن فى حلمية الزيتون، وافتتح بها مطعمًا للمأكولات الشعبية. أثناء وجود بدوى ناصف بالقاهرة، كان دائم حضور الدروس الدينية للشيخ فوزى السعيد، ووفق ما اعترف به بعد ذلك، فقد كان يصلى كثيرًا فى مسجد العزيز بالله بالزيتون. اعتقل محمد على عفيفى فترة وجيزة، لا تزد على عامين، وفى سجن استقبال طرة، تقابل مع رفقائه فيما بعد، أبو عبيدة الطوخى، وفهمى عبدالرءوف، ومحمد بكرى هارون الذى نفذ فيه الإعدام أيضًا فى خلية عرب شركس. تقابل محمد على مع صديقه بكرى هارون، فى إحدى القهاوى الشهيرة فى مدينة نصر، وخططا للذهاب إلى العراق، ففشلا، فذهب محمد على بدوى لليمن، إلا أنه تم القبض عليه هناك وتم ترحيله، ليقابل رفقاءه أيضًا بكرى هارون، وأبو عبيدة، محمد السيد منصور الطوخى. أفرج عن المجموعة كلها فى عام 2011، وعقب الثورة تواصل معهم محمد على بدوى، وفى هذا التوقيت لم يكن تنظيم الدولة قد أعلن الخلافة. كان محمد على يخرج فى المظاهرات المؤيدة للإخوان، وقال كنا نخرج بمبادرات شخصية منا جميعًا، وفى مرة أحضرنا أسلحة، وكان معى فهمى عبدالرءوف لحماية المسيرات الإخوانية. كان من الواضح جدًا أن خروجهم مع المسيرات الإخوانية يدلل أنه لم تكن ثمة أمور فكرية يمكن أن يختلفوا عليها حتى هذه اللحظة، إلا أنه فى إحدى الخيمات المنصوبة فى ميدان التحرير تقابل محمد على بدوى مع أحمد عشوش، والأخير هو القائد الفعلى لتنظيم أنصار الشريعة بمصر وشمال إفريقيا، وهو من أقنعهم بضرورة تشكيل مجموعات مسلحة، وأعطاهم تمويلاً ضخمًا ثبت فيما بعد أنه تلقاه من جماعة حازم أبو إسماعيل، الذى كان يؤمن بأحمد عشوش بشكل منقطع النظير. أقنع بكرى هارون زميله محمد على باللقاء مع توفيق فريج زيادة، وساعتها التقوا معًا وقرروا العمل تحت لواء جماعة بيت المقدس التى كان يقودها توفيق فريج، وعمل فرعًا بالمحافظات لتخفيف الضغط عن التنظيم، وتشكيل تنظيم يواجه الجيش المصري، مستفيدين من الفرصة العظيمة للتجنيد، وغياب الجهاز الأمنى وانهياره. تولى محمد على عفيفى بدوى ناصف، قيادة التنظيم فى المحافظات البعيدة عن سيناء، وتم تكليف أبو عبيدة محمد السيد منصور الطوخي، بقيادة المنطقة المركزية المقصود بها (القاهرة). اعترف بدوى ناصف فى التحقيق معه فيما بعد، أنه نجح فى تشكيل خلايا فى المطرية بالقاهرة، والقليوبية، والجيزة، وكفر الشيخ، والمنصورة، والسادس من أكتوبر، وقنا، وبنى سويف، والشرقية، وكان يرسل المجندين الجدد لتلقى التدريبات فى سيناء، وقدم لهم أحد السعوديين تمويلاً قدره 220 ألف دولار، كما جمع لهم أحد الأعضاء تبرعات داخلية زادت على 200 ألف جنيه، وقاموا هم بالسطو على سيارات لمسيحيين، ومحلات صرافة، وشاحنات نقل أموال. فى جسر السويس تقابل كمين للشرطة مع أبو عبيدة محمد السيد منصور الطوخى، فوقع تبادل لضرب النيران، أدى فى النهاية لمقتله، فقرر بدوى ناصف الثأر له. تم تشكيل خلية عرب شركس بقيادة فهمى عبدالرءوف، وتولى محمد على عفيفى قيادة المنطقة المركزية، وأصبح مسئولاً عن كل المجموعات فيما أطلقوا عليه بر مصر، أى محافظات الدلتا. فى هذه الآونة كان الضابط السابق بالقوات المسلحة عماد رامى، هو من يتولى لجنة التدريب، وكان هشام عشماوى يقود لجنة التنفيذ، ويعاونه القيادى أشرف الغرابلى، كما كان سلمى سلامة المحسانة من الإسماعيلية، يقود لجنة تسكين المجموعات والدعم اللوجستى، وكان القيادى همام محمد محمد أحمد عطية، هو من يقود لجنة التسليح والمتفجرات. تضمنت اعترافات محمد على عفيفى فيما بعد كيف أرادوا تدمير المجرى المائى لقناة السويس؟ وكيف استباحوا أموال الأقباط، وأرادوا تدمير مدينة الإنتاج الإعلامي؟ وكيف نسقوا من أجل عملياتهم، وكونوا وشكلوا ودعموا لوجستيًا تلك العمليات الإرهابية؟. كلف محمد على عفيفى بدوى هانى مصطفى أمين، وهو قريب لأحد قيادات الإخوان، بدراسة إمكانية ضرب إحدى السفن المارة بقناة السويس، من مسكنه المطل عليها، ورأى صعوبة استهداف أى بارجة، وأنه يمكن استهداف أى سفينة أخرى تمر من القناة، فحضر إليهما قائد «الفرقان» محمد أحمد نصر، وبحوزته قذيفة آر بى جي، وعدد آخر من القذائف التى أخفاها فى سيارته الميتسوبيشى فضية اللون، ثم استقلوا السيارة ومعهم أبو حفص محمد سمري، هارب، ومروا من ناحية مهدمة من سور المجرى، لتحديد الموقع الأمثل لاستهداف السفن المارة، وبالفعل استهدفوا سفينة صينية. وقال محمد على، إنه استطاع الوصول لمعلومات عن مبنى وزارة الدفاع المصرية، وإنه فكر فى استخدام قاذف حصلوا عليه، لتفجير المبنى، لكن حالت ظروفهم دون تنفيذ العملية، وإنه فى إطار انضمامه لبيت المقدس، قتلوا الضابط محمد أبو شقرة، وكان العضو الذى نفذ العملية، هو المتوفى سمير عبد الحكيم. وكلف محمد على عفيفى محمد عاشور مصطفى طه، الذى كان عضوًا فى جماعة الإخوان، وسعد عبدالعزيز عبدالمجيد، بإرسال مقاتلين لسوريا، وشراء قطعة أرض بالمنيا لاستخدماها فى الإيواء، وتخزين السلاح، وإنهما كانا يذهبان لصحراء سمالوط لتدريب المتهم محمد فتحى عبدالعزيز، اعترف أنهم كانوا يملكون ملفات صوتية لبعض ضباط الشرطة، وأن الخلية الكيميائية، توصلت إلى صناعة عبوات مخصصة لاغتيال أفراد، وما يسمى ب«العبوة الأسطوانية»، و«العبوة التليفزيونية»، و«العبوة العدسية»، و«العبوة الجوفاء»، وأنهم كانوا يملكون بعضًا من «غاز الخردل»، و«الأحبار السرية»، و«نترات اليوريا والرصاص». أرشد أحد الأعضاء إلى مكان محمد على عفيفى فوجدت الأجهزة الأمنية عنده كتاب «طالوت عصرنا على أرض مصرنا» لحازم صلاح أبوإسماعيل، وكتاب وجدى غنيم «إلهنا وإله العالمين»، وأسلحة كلاشينكوف. أعدم محمد على بدوى مع من أعدموا من خلية عرب شركس.. ثار الإخوان.. انتقدوا.. وتحدثوا عن الظلم الذى وقع على المتهمين، ونسوا عن عمد كل العمليات السابقة التى خطط لها الشاب، الحاصل على دبلوم، الذى أراد حرق مصر بحجة الدعوة والجهاد.