جاءت دعوة القمص صليب متى ساويرس، راعى كنيسة مارجرجس الجيوشي بشبرا، لتنظيم مظاهرة للصلاة والتضرع لله داخل الكنائس والمساجد والدعاء لسلامة مصر ونصر جيشها وقيادتها وذلك يوم الجمعة 11 نوفمبر المقبل، ليظهر موقف الكنيسة والأقباط من الدعوات التي أطلقها البعض للتظاهر في هذا اليوم. وعلى عكس الرئيس الإخواني المخلوع محمد مرسي احتل الرئيس عبد الفتاح السيسي مكانة كبيرة فى قلوب الأقباط وقيادات الكنيسة المصرية وهذا ما عبر عنه البابا تواضروس، بابا الإسكندرية الكرازة المرقسية في أكثر من مناسبة فقد ذكر في تصريح سابق له أن "السيسي إنسان جاد، وصفة الإنسانية حاضرة فيه وصفة الجدية باعتباره شخصًا مسئولاً"، وعلق علي زيارة الرئيس للكاتدرائية عقب استشهاد المصريين فى ليبيا بأنها تقدير كبير منه. وفي تصريح سابق عن ترميم الكنائس التي تم الاعتداء عليها عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة قال البابا "الرئيس وعد فأوفى فيما يخص ترميم الكنائس، والعمل يجري فى الكنائس المتبقية، وهناك بالفعل كنائس تم تسليمها والصلاة بها". من جانبه أوضح نادر شكري، المتحدث باسم جبهة "أقباط لدعم مصر"، أن دور الكنيسة والمسجد هو الصلاة فقط ولا يجب أن يكون لهما أي دور سياسي، مؤكداً أن الوضع يختلف بالنسبة لدعوة القمص صليب متى ساويرس التي يطلقها من خلال منصبه كرئيس جمعية السلام - علي حد قوله. وقال شكري إن الدعوة للصلاة في 11 نوفمبر أمر ايجابي حيث يقوم القمص بدوره كرجل دين بأن يدعوا للصلاة من اجل مصر وأن يعم السلام والحب عليه فى يوم يدعو البعض للتظاهر. وأكد أنه يتضامن مع هذه الدعوة، رافضاً أي هجوم علي القمص صليب ساويرس، موضحاً أنه يقوم بدوره بالصلاة من أجل مصر ولا يتدخل في الأمور السياسية. وأشار إلي أن هذه الدعوة ستساهم بشكل كبير في فشل مظاهرات 11/11، موضحاً أن دعوة القمص صليب ساويرس تدعو لمساندة مصر للخروج من أزمتها الحالية وذلك لأن الصلاة من جانب رجال الدين هو الدور المنوط لهم من اجل أن يرفق الله بالبسطاء وبالبلاد التي عانت من الفوضى لسنوات طويلة. وقال جرجس بشرى، الناشط الحقوقي "علي الرغم من الدور الوطني الذي يقوم به الرئيس السيسي، إلا أن هذا لا يمنعني مطلقاً من الاختلاف معه في بعض السياسات وهذا حقي لأني انتخبته ومن حقي أن انتقده بشده طالما أن هذا النقد يستهدف الإصلاح والصالح العام، فالحكومة تدفع بمصر إلى مصير مجهول، بفعل السياسات الكارثية التي تنتهجها بحق فقراء مصر الذين يطحنهم الغلاء وارتفاع أسعار السلع الأساسية وفواتير الكهرباء دون التدخل بشكل حاسم لوقف كل هذه المهازل". وأشار إلي أن الحلول الوقتية والمسكنات لا تجدي ولكن يجب اتخاذ سياسات جادة وأولها تغيير السياسات القديمة التي تعتبر احد أهم أسباب الفساد وسن تشريعات تحارب الاحتكار والفساد بلا رحمة، فإن لم يتدخل الرئيس والبرلمان فورا لإيجاد حلول لهذه المشكلات سيستمر ظهيره الشعبي في التآكل والتقهقر، بل وربما تدفع هذه السياسات القديمة إلى موجات وانتفاضات شعبية للمطالبة بالعدالة الاجتماعية ومحاربة الفساد والاحتكار ونسف القوانين التي عفا عليها الزمن، فهذا الخيار وارد إن لم تعالج هذه الأمور بجدية وحكمة ووطنية. وأكد "بشرى" رفضه للتظاهر يوم 11 /11، حيث قال "هذه الدعوات مرفوضة ويجب على الحكومة والسلطات الأمنية التصدي لها بكل حسم وتطبيق قانون مكافحة الإرهاب على الداعين والمشاركين في هذه التظاهرات"، موضحاً أن مصر تمر بمرحلة حرجة ومفصلية وأن هناك قوى دولية ومخابراتية كبرى مثل أمريكا وقطر وتركيا وإسرائيل تعمل مع أذرعهم في الداخل من الإخوان وأنصارهم والطابور الخامس لإعادة مخطط الفوضى والتفتيت. وأشار إلي أن هذه الدعوة ستفشل قبل أن تبدأ لأن الشعب سيتصدى لها، وهى نوع من "الفرفرة" السياسة وأحلام العودة للسلطة، مشيراً إلى أن غرض هذه التظاهرات الأساسي هو إسقاط الجيش المصري الوطني وإنهاك جهاز الشرطة الوطني، خاصة وأنهم يعلمون أنه إذا سقط الجيش ستسقط مصر كلها بل وستتفكك كل الدول العربية المتبقية. وتوقع "بشرى" تصدي الكنيسة القبطية الأرثوذوكسية بكل قوة لدعوات تظاهرات 11 /11 وذلك امتداداً للدور الوطني للكنيسة في دعم الدولة المصرية ووحدتها وجيشها وشرطتها، كما طالب الكنيسة والبابا شخصياً بسرعة إصدار بيان يرفض فيه هذه التظاهرات، مؤكداً أن هذا ليس تدخلاً من الكنيسة في السياسة بل انطلاقاً من الدور التاريخي والوطني لها. وتوجه "بشري" بالشكر للكهنة الذين رفضوا هذه التظاهرات وأعلنوا عن يوم صلاة لدعم الدولة والجيش والشرطة في ذلك اليوم، مؤكداً أنه يتضامن معهم في هذه الدعوة للصلاة في المساجد والكنائس والمنازل من أجل مصر ووحدتها وجيشها وشرطتها. وقال أمير سمير، الناشط القبطي إن الصلاة من أجل مصر أمر جميل ويحدث كل يوم في كثير من الكنائس، ولكن الصلاة لا تحتاج إلي مظاهرات، وأنا ارفض أن اشارك في عمل من أجل كسب ود النظام. وتابع "الكنيسه تصلى كل يوم من اجل الوطن والرئيس، أما دعوة من اجل الصلاة بسبب 11/11 فهذا شيء غير منطقى، وكنت أتمنى دعوة الشباب من اجل توحيد الفكر والآراء وعمل شىء صالح من أجل مصر". وأكد "سمير" أن دعوات الأخوان للتظاهر في 11\11 ليس لها صدى غير أصواتهم فى الفضائيات على قنواتهم المشبوهة، وأضاف "مصر لن ترجع للخلف، وشعبها وشبابها واعون ويعرفون متي يقفون ضد أى أعمال تخربية. وتابع "علي الرغم من الأوضاع الاقتصادية التي تتدهور والفساد الذي انتشر في جميع مؤسسات الدولة إلا أنني لا يمكن أن أشارك في اي مظاهرات من هذا النوع". وأكد رامي كامل، الناشط القبطي، أنه لن يشارك في دعوة الصلاة التي أطلقها القمص صليب متي ساويرس والتي طالب فيها الشباب بالنزول يوم 11\11 للصلاة في الكنائس والمساجد من أجل أن يحفظ الله مصر.. موضحاً أن الصلاة لا يجب أن تقتصر علي يوم واحد فى السنة، ولكن لابد وأن تكون طوال العام. وأشار إلي أن هذه الدعوة تعتبر بمثابة توريط للكنيسة فى حشد مضاد تحت ستار الدين والصلاة خاصة وأن دعوة 11 نوفمبر ضعيفة ولا تستدعي أن يتم حشد مضاد لها، وهذه المزايدات تقويها. وأكد "رامي" أن الكنيسة لا توافق علي دعوة الصلاة هذه خاصة وأن المتحدث الإعلامي باسم الكنيسة لم يصدر بياناً خاصاً بالمشاركة في الصلاة، مطالباً القمص صليب ساويرس بالالتزام بموقف الكنيسة وعدم إطلاق أي دعوة للصلاة دون الرجوع للبابا تواضروس الثاني، خاصة أن الصلاة عمل ديني ولا يصح أن يكون أداة سياسة. وفي النهاية وجه رامي نصيحه للشباب بعدم المشاركة في هذا اليوم قائلا "من يريد أن يصلي من أجل مصر فليصلي في أي يوم، فالصلاة لا تحتاج لدعوة من أحد". يذكر أن حركة "شباب كريستيان للأقباط الأرثوذكس" أعدت تقريراً مفصلاً عن الانجازات التي قام بها الرئيس السيسي خلال الفترة الماضية للرد علي أكاذيب الإخوان حول فشله في إدارة الدولة وهى الأكاذيب التى استندوا إليها فى دعوتهم للتظاهر فى 11/11. وتضمنت الإنجازات التى تضمنها التقرير سداد 6 مليارات دولار مستحقات لقطر وكذلك 4 مليارات دولار لنادى باريس كأقساط الدين الخارجى، فضلاً عن سداد 4 مليارات دولار لشركات البترول العاملة فى مصر مما أدى إلى مضاعفة البحث والتنقيب والتوصل إلى اكتشافات بترولية كبيرة. وتضمن التقرير أيضاً حفر قناة السويس الجديدة فى عام واحد بأموال مصرية 100% ، وعقد صفقات تسليح ضخمة تجاوزت 100 مليار فضلاً عن زيادة القدرة القتالية للجيش المصرى وتسليحه بأقوى واحدث الأسلحة، وبناء تحالفات جديدة من شأنها كسر النفوذ الأمريكي بالمنطقة. كما أشار التقرير أيضاً إلى إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة على أحدث الطرز المعمارية فى العالم وكذلك البدء في إقامة مدينة العلمين الجديدة وستكون من أجمل المدن العالمية والسياحية.