تفاصيل وأسرار حياة أزواج رئيسات العالم

هنا لا مكان للسلطة والسطوة وقهر الرجال.. فالبيت هو المكان الوحيدة الذى يُسمح لك بأن تمارس فيه دور الرجولة علي زوجتك، وأما خارج هذه الجدران فأنت مواطن كآلاف البشر ممن يخضعون لقرارات زوجتك سواءا أصبحت زوجتك وزيرة أو رئيسة وزراء أو حتي رئيسة الجمهورية، وأما حين تعود الزوجة للمنزل فإنها تتخلي عن رداء السياسة وزهو السلطة لتعيش معك في تناغم تفتقد الكثير منه وسط أمواج السياسة العاتية.
في طرفة عين يتبدل حال هذه الأسرة فالزوجة لم تعد موظفة أو مهتمة بالعمل السياسي والزوج تحول من إنسان عادي إلي زوج سيدة هامة ترنو إليها جميع الأبصار ويسترق إليها السمع ويتودد إليها الجميع ، لكن يبقي رجل وحيد يظل معها هو زوجها فإما أن يغير حياته ليواكب ما جري وإما أن ينزوي بعيدا عن عالم السياسة ويكمن في الظل أو أن يلقي بظلاله علي عالم السياسة داعما لزوجته مرة ومستشارا سياسيا مرة أخري ليحظي ببعض من أضواء الإعلام، إلا أن قبول هذا الأمر أو رفضه يرجع لزوجته في المقام الأول وفي كل الأحوال تظل زوجته مهما تقلدت من مناصب حاملة لقب عائلة زوجها لا تتخلي عنه منذ يوم زواجهما وحتي وفاتها.
السيدة الأولي كانت دوما محاطة بعشرات من علامات الاستفهام وما بين دعمها بعلامات التعجب تزيد التساؤلات أو الإجابة عنها بنوع من الشائعات تمضي السيدة الأولي إلي مستقبلها وإلي حروف تسطرها في صفحات تختارها من التاريخ ما بين اللعنة أو التخليد، هذا الشهر تطل علينا سيدة جديدة لبريطانيا.
بعد أن احتلت سيدات العالم مساحات لا تخلو من التضحية في صفحات التاريخ المعاصر، جاءت تيريزا ماي رئيسة وزراء بريطانيا لتنضم إلي الجنس الناعم الذى يخشاه بعض الرجال.
فم الزوج هو الأقرب دائما إلي أذن امرأته وصوته هو الأكثر وضوحا بين أصوات عشرات المستشارين والسياسيين المحيطين بالسيدة الأولي بالدولة، لذلك فهو الرجل الأكثر قوة في دعم قرارات زوجته أو إثنائها عنها، ولا شك أن المرأة بحكم الحياة الزوجية فإنها تستعين بآراء زوجها وتستشيره في كثير من تفاصيل حياة الدولة اعتمادا علي مبدأ أن أي قرار ستتخذه سينعكس رد فعله أولا علي أسرتها.
فيليب ماي
وجود زوجته في عالم السياسة ليس بالأمر الجديد عليه فقد ظلت "تيريزا ماي" في منصب وزير الداخلية البريطاني لمدة 6 سنوات وهي تعد أطول فترة يقضيها مسئول بهذا المنصب، لذا فقد اعتاد "فيليب ماي" علي أضواء الكاميرات وملاحقة الصحفيين له للحصول علي عناوين جذابة من زوج وزير الداخلية السابق وزوج رئيس الوزراء الحالي، فيليب وتيريزا من خريجي جامعة أكسفورد التقيا بالصدفة عام 1976 بحفل لجمعية المحافظين الخيرية في الجامعة، وانسجما سويا ليرتبطا 40 عاما ولكن بدون إنجاب أطفال.
يعرف المجتمع البريطاني فيليب من أصول والده الذى كان بائعا للأحذية لكن الابن صار مسئولا هاما في مجموعة كابيتال للاستثمار، ويصفه الكثيرون ب"الصخرة" التي كانت السند الحقيقي لتيريزا طوال حياتهما، فهو داعمها باستمرار في مرضها بالسكر من النوع الأول الذى يحتاج لمتابعة علي مدار اليوم من قياس لمستوي السكر في الدم وتوفير جرعات الأنسولين لزوجته، كما وقف إلي جوارها أثناء وفاة والدها التي كانت ضربة قوية كادت تهدم حياتها، ولأن "تيريزا ماي" هي ثاني سيدة تتولي منصب رئاسة وزراء بريطانيا بعد " مارجريت تاتشر " يعقد المجتمع البريطاني مقارنات كثيرة بين "ماي" و"تاتشر" التي كانت قد آوت زوجها إلي الظل، في حين لا يخجل "ماي" من الظهور مع زوجته في مناسبات عامة ومؤتمرات دولية فضلا عن دعمه لها بالرأي ونقله ما يحدث حوله من أحاديث ذات صلة بعملها قد تكون غائبة عنها.
بيل كلينتون
واجهت سفينة حياة الزوجين بيل وهيلاري كلينتون أكثر الموجات العاتية في عالم السياسة ما بين الحروب الداخلية بين الحزبين وانتقادات المعارضة لسياسات فترة رئاسة كلينتون لأمريكا حتي فضيحة مونيكا لونيسكي، لكن ظل الزوجين يعاندان الرياح العاتية حتي استقرا علي بر الأمان، وخرج بيل كلينتون من رئاسة الولايات المتحدة لتبقي زوجته كوزيرة خارجية في حكومة باراك أوباما في الفترة الرئاسية الأولي، ثم تسعي الآن في طريقها للجلوس علي نفس الكرسي الذى كان تمتع به زوجها لمدة 8 سنوات كاملة في المكتب البيضاوي، منذ 15 عاما ماضية.
يعد بيل كلينتون هو أشهر أزواج الظل لأنه كان رئيسا وزوجته كانت السيدة الأولي لثماني سنوات، وإما إن فازت فسينعكس ظل المرآة مع تبدل الوجوه، فحين تفوز هيلاري بالرئاسة سيكون هو زوج ظل لأول رئيسة للولايات المتحدة الأمريكية، وحين سأل الإعلاميون بيل عن مصيره حال فوز هيلاري بالرئاسة قال إنه يفضل لقب آدم في إشارة إلي أبو البشر .
يواخيم زاور
جمعت أكاديمية العلوم ببرلين بين يواخيم زاور وانجيلا ميركل ولكن في هذا الوقت كان يواخيم متزوجا ولديه ولدين، وكانت أنجيلا أيضا متزوجة من أولريش ميركل الذى مازالت تحتفظ بلقب عائلته، لكن حين انفصل يواخيم عن زوجته عام 85 لم يجد أمامه سوي انجيلا لتكون الزوجة المثالية التي كان يبحث عنها، ولكنه لم يكن يعلم بأنه سيرتبط بأقوى امرأة في العالم حسب تصنيف مجلة فوربس عام 2011، ورغم أنهما متزوجان منذ 18 عام لكن لم ينجبا حتي الآن.
ولا يحب يواخيم الظهور الإعلامي وإن كان يتردد أنها رغبة ميركل لكنه لم يظهر بشكل رسمي مع أنجيلا إلا في عام 2006 لتفعيل البروتوكول الرئاسي لاستقبال الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الذى كان يزور ألمانيا وقتها، وسجل له مرات قليلة للظهور منها عام 2007 خلال الاحتفالات بمرور خمسين عاما على إقامة الاتحاد الأوروبي وكذلك خلال قمة الدّول الثماني في منتجع هايلجيندام الألماني.
نيستور كيرشنير من الرجل الأول إلى رجل الظل
حصل الرئيس الأرجنتيني الأسبق نيستور كيرشنير علي اللقبين فقد كان رئيس الأرجنتين في الفترة من 25 مايو 2003 إلى 10 ديسمبر 2007، وكانت زوجته تحمل لقب السيدة الأولي إلي أن تطور لقبها من زوجة الرئيس إلي السيد الرئيس بعد أن فازت فرنانديز بانتخابات الرئاسة عام 2007، لتصبح أول امرأة تنتخب لرئاسة البلاد، ولم يسبقها إلى سدة الحكم من النساء سوى إيزابيل بيرون الزوجة الثالثة للرئيس السابق خوان بيرون، إثر وفاته عام 1974، لكن دون انتخاب بحكم أنها كانت تشغل منصب نائب الرئيس، وكان نيستور ينصحها من حكم خبرته كرئيس للبلاد في شتي أمور الحكم حتي وفاته في 27 أكتوبر 2010، وأكملت الزوجة المسيرة السياسة كرئيس للأرجنتين حتى انتهاء مدة حكمها في 10 ديسمبر 2015.