رصدت عدسة "الموجز" عدداً من الصور توضح التلف الذي لحق ببعض أجزاء تمثال "أبوالهول" بسبب العوامل الجوية التي يتعرض لها، فى الوقت الذى يتقاعس المسئولون عن تنفيذ خطط الترميم والصيانة الدورية للحفاظ على التمثال وحمايته من الدمار. وتوضح الصور مدى الإهمال الذى طال التمثال مما ترتب عليه وجود نحر بمنطقة الرقبة وتراكم بعض طبقات الأملاح في بعض أجزاء جسده مما يمثل خطورة داهمة على التمثال. يذكر أن التمثال خضع للعديد من عمليات الترميم كان آخرها في نهاية عام 2014، حيث قامت الوزارة بوضع خطة لترميم كافة أجزاء التمثال ولكن لم يتم ترميم سوى منطقة الصدر وقامت الوزارة بإنهاء مشروع الترميم في هذا الوقت ولم يستكمل حتى وقتنا هذا. ومنطقتا الصدر والرقبة تعد من أضعف المناطق في جسم التمثال، بسبب نحر الرياح المحملة بالرمال، والقادرة علي النحر في جسمه، خاصة المناطق الضعيفة منه وكذلك عدم تعرض منطقة الرقبة لأشعة الشمس مما يزيد من نسبة الرطوبة بهذه المنطقة. وأرجع مصدر بقطاع الترميم بوزارة الآثار رفض ذكر أسمه، ما حدث للتمثال إلى التعرية حيث أن الرياح في هذه المنطقة متذبذبة وغير مستقرة وتقوم بعمليات نحر وهدم للآثار المكشوفة خاصة أنها تحمل أشكالاً وأحجاماً مختلفة من مادة "كوارتزيت"، والتي تعمل كمناشير للأحجار.. مشيراً إلى النحر الذي يظهر في رقبة التمثال يعد مؤشراً خطيراً على حالة التمثال. وأضاف أن التمثال معرض بصفة دائمة للأمطار التى تحمل مركبات وأحماض تتفاعل مع الأثر وتؤدى إلى تلفه. وكشفت مصادر مطلعة بقطاع الآثار المصرية، قيام إدارة الترميم منذ فترة بإرسال عدد من التقارير التي تطالب فيها بترميم تمثال "أبوالهول" وعدد آخر من الآثار الموجودة بمنطقة الهرم، لكن مازالت هذه التقارير قابعة داخل أدراج رئيس القطاع ولم يقم بعرضها على اللجنة الدائمة بوزارة الآثار حتى يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لبدء تنفيذ خطط الترميم . من جانبه نفى الدكتور غريب سنبل، مدير الإدارة المركزية للترميم بوزارة الآثار تقديم أى تقارير من قطاع الآثار المصرية بشأن ترميم تمثال أبو الهول، وأوضح أن ما يظهر فى الصور من عوامل تلف يرجع إلى عدم تعرض رقبة التمثال لأشعة الشمس مما يزيد من ارتفاع نسبة الرطوبة في هذه الجزئية من جسم التمثال. وتابع قائلاً "حاول الكثير من علماء الآثار وإدارة الترميم إيجاد حلول جذرية لهذه المشكلة ومازالت عمليات البحث قائمة ومن المقرر أن يتم الكشف عن نتائج هذه الأبحاث قبل نهاية السنة المالية الحالية". وأضاف أن التمثال يخضع لعمليات الصيانة الدورية ولكن منطقة الرقبة فهى ممنوع الاقتراب منها حالياً حتى ننتهي من إيجاد حل جذري لهذه المشكلة، وأوضح أن إزالة الأملاح المتراكمة لا تمثل حلاً لما يتعرض له التمثال من مشاكل عديدة نعمل على معالجتها. وكشف "سنبل " أن هناك اقتراح من أحد أستاذة الجامعة ضمن فريق البحث المكلف بإيجاد حل لمشكلة رقبة أبو الهول، بتركيب عدد من المرايا العاكسة لأشعة الشمس حيث سيتم تسليطها على رقبة التمثال بهدف توزن درجة الحرارة بجميع أجزاء التمثال. وفى السياق ذاته رصدت عدسة "الموجز" عدداً من الصور لمقبرة "مر اس عنخ" الموجودة بالجبانة الشرقية بمنطقة آثار الهرم، والتي تعتبر مثالاً لعدم وعي ومتابعة المسئولين لحالة الآثار منذ اكتشافها، حيث أوضحت الصور وجود تكسير بوجوه خمس تماثيل للسيدات في جانب المقبرة على عكس صور النشر العلمي للمقبرة التى اكتشفت عام 1927. وأوضحت صور النشر العلمي التي حصلت "الموجز" على عدد منها، عن حجم الإهمال والتجاهل الذي تعرضت له المقبرة خلال الفترة الماضية، حيث تبين من خلال الصور أن التماثيل بحاله جديدة ولا يظهر بها أى تكسير بالوجوه، على عكس ما يظهر بصور التوثيق الأثري والذي قامت بها وزارة الآثار في عام 2003، حيث أوضحت صور التوثيق الأثري تدمير أوجه التماثيل الخمس. وحاولت "الموجز" معرفة متى تم تكسير هذه الأوجه لكن لم يتثنى للجريدة معرفة هذا بسبب عدم وجود تقارير أو محاضر محررة من المسئولين عن حراسة المقبرة خلال الفترة مابين سنة 1927 وحتى تم توثيقها عام 2003 لدى المسئولين عن قطاع الآثار المصرية، كما أن جميع العاملين بالمنطقة الأثرية لم يكن لديهم أى فكرة عما حدث للمقبرة ولم يطلع أحد منهم على صور النشر العلمي من قبل. وكانت "الموجز" قد كشفت خلال الفترة الماضية من خلال عدد من الصور عن عملية تشويها تعرضت له مقبرة الملكة "مر آس عنخ" حفيدة الملك خوفو وزوجة الملك خفرع، بعد أن قامت وزارة الآثار بترميم المقبرة عام 2013 ، ضمن 6 مقابر أخرى هى مقبرة "ننسجر كا" ابنة الملك، ومقبرة "كا ام عنخ" المشرف على الخزانة الملكية، و"مقبرة ياسن" المشرف على مزارع الملك، و"سشن نفر" المشرف على كتبة الوثائق الملكية والمشرف على بيت السلاح الملكى ومقبرة "قاحيف" ومقبرة "نفر" المشرف على كهنة الروح. وأوضحت الصور تعرض "مفتاح الحياة" وبعض الرسومات والرموز الموجودة على جدران مقبرة "مر آس عنخ" لتشويه أثناء عمليات الترميم، وهذا ما يظهر بشكل واضح على "مفتاح الحياة" الموجود أعلى الجدران، ويرجح أن يكون هذا التشويه ناتج بسبب استخدام مواد كيميائية أثناء معالجة الرسومات مما أدى إلي تدهور الكتابات وخاصة الموجودة باللون الأسود مما أدي إلي إزالتها، وأيضاً هناك احتمال آخر للتشويه وهو أن يكون اللون الأسود الموجود على مفتاح الحياة هو "اللون الأسود" الذي يتكون نتيجة استخدام مشاعل الإنارة، وأنه تم إزالته بمواد كيميائيه مما أدى إلى إزالة جزء من الألوان.