الوزير تجاهل مقارنة صور المقبرة قبل الترميم وبعده.. والمسئول عن الفضيحة مرشح لمنصب كبير فى "الآثار" ---------------------------------------------- يبدو أن المقابر الأثرية على موعد دائم مع الإهمال، فبالأمس كانت فضيحة مقبرة "بيسوت بونتر" واليوم تتكشف تفاصيل فضيحة أخرى خاصة بمقبرة الملكة "مرسى عنخ". وكانت مقبرة " بيسوت بونتر" قد تعرضت من قبل لعملية تدمير كشف عنها أسامة كرار،المنسق العام للجبهة الشعبية للدفاع عن الآثار، الذى تقدم ببلاغ لشرطة السياحة والآثار في مايو 2014، ضد مدير عام منطقة الهرم الأثرية، يتهمه فيه بالتستر على غلق وتدمير مقبرة "بيسوت بونيتر" الأثرية الموجودة بالطريق الصاعد للهرم. وتكشف "الموجز" من خلال عدد من الصور عن تفاصيل كارثة تعرضت له مقبرة الملكة "مرسى عنخ" حفيدة الملك خوفو وزوجة الملك خفرع، بعد أن قامت وزارة الآثار بترميم المقبرة عام 2013 ، ضمن 6 مقابر أخرى هى مقبرة "ننسجر كا" ابنة الملك، ومقبرة "كا ام عنخ" المشرف على الخزانة الملكية، و"مقبرة ياسن" المشرف على مزارع الملك، و"سشن نفر" المشرف على كتبة الوثائق الملكية والمشرف على بيت السلاح الملكى ومقبرة "قاحيف" ومقبرة "نفر" المشرف على كهنة الروح. وقال مصدر ضمن فريق ترميم المقبرة ل"الموجز" إن الدكتور محمد ابراهيم وزير الآثار السابق، تجاهل أثناء افتتاح المقبرة الإطلاع على صور البحث العلمي الخاصة بالمقبرة قبل الترميم، والتي توضح مدي التشويه الذي طال بعض الرسومات الموجودة على الجدران بعد الترميم. وأكد المصدر، أن الرسومات الموجودة على جدران مقبرة "مرسي عنخ" تعرضت لتشويه أثناء عمليات الترميم، وهذا ما يظهر بشكل واضح على "مفتاح الحياة" الموجود أعلى الجدران، ويرجح أن يكون هذا التشويه ناتج بسبب استخدام مواد كيميائية أثناء معالجة الرسومات مما أدى إلي تدهور الكتابات وخاصة الموجودة باللون الأسود مما أدي إلي إزالتها. وأضاف أن هناك احتمال آخر للتشويه وهو أن يكون اللون الأسود الموجود على مفتاح الحياة هو "سناج" الذي يتكون نتيجة استخدام مشاعل الإنارة أثناء الترميم، وأنه تم ازالة "لسناج" بمواد كيميائيه مما أدى إلى إزالة جزء من الألوان. وتابع المصدر أنه يجب فتح تحقيق فوري ومراجعة النشر العلمي للمقبرة لمعرفة الحالة التي كانت عليها المقبرة قبل الترميم والمواد التي تم استخدامها في الترميم. ومن جانبه صرح الدكتور محمود عفيفي،رئيس قطاع الىثار المصرية أنه لم يقم بزيارة المقبرة منذ أن كان يعمل بالمنطقة، ولا يعلم شيئاً عن عمليات الترميم التي تمت، موضحاً أنه سيصدر قراراً لبحث حالة المقبرة واعداد تقرير مصور قبل وبعد الترميم واتخاذ القرارات اللازمة في حالة ثبوت تشويه المقبرة. وأوضح المهندس وعد أبو العلا،رئيس قطاع المشروعات التابع لوزارة الآثار، أنه سيتابع خلال الفترة المقبلة ما حدث للمقبرة وسيقوم بعمل زيارة ميدانية للوقوف على الحالة التي وصلت إليها بعد الترميم. ومن جانبه قال أسامة كرار، المنسق العام للجبهة الشعبية للدفاع عن الآثار، إن هناك حالة من التعتيم حول تشويه المقابر الأثرية، موضحاً أن مقبرة الملكة "مرسي عنخ" لم تكن الأولى فى هذا السياق فقد سبق وتم تشويه مقبرة "بيسوت بونيتر" . وأشار إلى أن المسئولين بالوزارة لم ينفذوا قرار النيابة بخصوص تشكيل لجنة لبحث الحالة التي وصلت إليها مقبرة "بيسوت بونيتر" والتي تم تشويهها على يد احد المفتشين عندما قام بعمل رسالة دكتوراه عن المقبرة الأثرية وقام بلزق مواد ناقلة للرسومات والأشكال على الجدران مما أدى إلى تساقط الألوان الجدرانية ومسحها وتبقى الحبر الرصاصى فى فجوات الرسومات فقط. وأضاف أن من قام بشويه هذه المقبرة مرشح اليوم ليشغل مدير منطقة أثرسة هامة مما يعنى أنه تم التستر على الجريمة.