أكد خبراء سياسيون ونواب برلمان أن محاولات الانتقام من مصر لا تقتصر علي وجود أطراف داخلية تحاول تسعى لإسقاط الدولة، أو الانتقام من الشعب عبر افتعال الأزمات، بل تشترك فيها أيضاً دول خارجية تعلن عن عداءها لمصر بشكل واضح وأخري تخفي نفسها خلف كثير من الإدعاءات. وأضافوا أن تكرار هذه الحوادث في توقيتات معينة، هدفه ضرب العلاقات المصرية بحلفائها من الدول الأخرى، مستبعدين أن تكون هذه الحوادث مجرد مصادفات، مشيرين إلي أن المتتبع للأحداث التى بدأت بإسقاط الطائرة الروسية في سيناء يلحظ أنها جاءت بعد تقارب واضح في العلاقات المصرية –الروسية، وتبعها قضية مقتل وتعذيب الباحث الإيطالي جوليو ريجينى التى تسببت في إصابة العلاقات المصرية الإيطالية بتوتر، ولكنه لم يؤثر علي العلاقات الاقتصادية بين البلدين. وأكملوا أن إسقاط الطائرة المصرية القادمة من مطار شارل ديجول بفرنسا عقب دخولها الأجواء المصرية بحوالي 10 أميال فقط جاء استكمالا لمحاولة حصار مصر والانتقام من شعبها لرفضه حكم جماعة الإخوان المسلمين. من جانبه، أكد الدكتور طارق فهمى أستاذ السياسة العامة والخبير في الشئون السياسية بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، أن الصدفة لا تلعب دوراً في الحوادث التى تستهدف ضرب علاقة مصر بالدول المؤيدة لثورة 30 يونيو، مشيراً إلي أن الروابط المشتركة بين هذه الحوادث هو الفاعل المجهول، والتوقيت الذى يأتى عقب تقارب واضح في العلاقات مع الدولة التى تكون طرفاً في الحادث. وأضاف فهمي أن الموقف الأمريكي الغامض فيما يتعلق بحادث سقوط طائرة مصر للطيران يثير العديد من التساؤلات، لأن المنطقة التى سقطت بها الطائرة المصرية القادمة من فرنسا بها قواعد للأسطول الأمريكي، وقوات عسكرية تركية، إضافة إلي أنها مرصودة بالأقمار الصناعية والرادار. وأكمل أن الاختلاف بين حادث إسقاط الطائرة الروسية فوق سيناء وسقوط المصرية عقب دخولها الأجواء المصرية هو أن الثانية لم تعلن أى جهة مسئوليتها عن الحادث عكس الأولي التى أعلن تنظيم داعش الإرهابي مسئوليته عن إسقاطها، موضحا أن هذا تطور إستراتيجي له خطورة، وليس معناه وجود عطل فنى كما أشيع في بعض وسائل الإعلام الدولية. وأكد أستاذ السياسة العامة، أن العلاقات المصرية بحلفائها لن تتأثر بهذه الحوادث، لأن الإرهاب يهاجم عدداً كبير من الدول وليس مصر فقط، مشيراً إلي أن الرسائل التى تكمن خلف هذه الحوادث هو محاولة لحصار مصر اقتصادياً، إضافة إلى ضرب السياحة، والتصدي لأى محاولات للنهوض البلد مرة أخري. وشدد علي ضرورة الوقوف خلف مصر في هذه المحنة والتصدي للحوادث التي تريد النيل منها، إلي جانب العمل علي مد جسور الثقة مع الدول المستهدف ضرب علاقتنا معها. وأكد الدكتور إكرام بدر الدين أن المصادفة لا تقف وراء هذه الحوادث، لأنها تمثل محاولة للضغط علي مصر وإجهاض أى محاولة لنهضتها، خاصة أنها حوادث تحتاج لتكتيك وتخطيط وإستراتيجية عالية، مشيراً إلي أنه لا يوجد تنظيم قادر علي تنفيذ كل هذه الحوادث، لأن التوقيتات والمكان بهذه الدقة يحتاج إلي تكتيك أجهزة مخابرات. وأوضح أن الهدف من هذه الحوادث هو الضغط علي مصر وإفشال أى انجاز تحقق، وإعطاء انطباع أو رسالة لجميع الدول أن مصر غير آمنة للاستثمار والسياحة، لإسقاط الدولة، وليس النظام فقط. وأضاف أنه لابد من الاستفادة من الأخطاء والثغرات لتفويت الفرصة علي المخطط والمنفذ والمستفيد من هذه الحوادث، من خلال العمل علي تحقيق مزيد من التعاون والاحترافية في التعامل مع الدول المؤيدة لثورة 30 يونيو. وقال النائب البرلماني المهندس هيثم الحريري، أن الحوادث التى تستهدف ضرب العلاقات المصرية بالدول المؤيدة لثورة 30 يونيو هو شكل من أشكال الحصار الاقتصادي علي مصر، ولكنه عاد ليقول أنه قد يكون الهدف هو إسقاط نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، مشيراً إلي أن هذه الحوادث تزيد الخناق علي الدولة بكل مؤسساتها، ولابد من التصدى لهذه المحاولات بالاصطفاف حول مصلحة الوطن. وأشار إلي أن أعداء الدولة المصرية كُثر وعلي رأسهم إسرائيل، والإخوان المسلمين، مشيراً إلي أنه لا يستبعد أن يكون تنظيم الإخوان الدولي وراء هذه الحوادث. وعن تأثر العلاقات المصرية بحلفائها عقب هذه الحوادث، أكد أن العلاقات الدولية لا تتأثر، لأن الإرهاب يهدد العالم كله وليس مصر فقط، إلي جانب أن العلاقات قائمة علي الصداقة والمصالح المشتركة. وقال النائب البرلماني طارق الخولي أن كثيرين يمتعضون عندما تسُند كثير من الحوادث على نظرية المؤامرة إلا أن الحوادث التى مرت بها مصر تؤكد هذه النظرية، محذراً من وجود ثغرات إهمال أو فساد ينفذ من خلالها الإرهاب. وعلق الخولي علي الحوادث التى تستهدف ضرب العلاقات المصرية بالدول المؤيدة لثورة 30 يونيو "روسيا - ايطاليا - فرنسا"، مشيراً إلي أن ذلك يستهدف الإضرار بالاقتصاد المصري وخاصة في قطاعي السياحة والنقل الجوي، إضافة إلي محاولة حصار الدولة وعزلها عن العالم. وأضاف أن حادث سقوط الطائرة المصرية حال ثبوت أنه عمل إرهابي أو استخباراتي سيكون بهدف التأثير على العلاقات المصرية الفرنسية، التي شهدت تقدماً خاصة على المستوى العسكري، من خلال صفقات السلاح التي عُقدت بين الدولتين، وتابع أن "أى دولة تقترب منها مصر اقتصاديًا أو سياسيًا أو عسكرياً تقع حوادث إرهابية بها، وهذا يحتاج لبحث ودراسة.